ثالـث هجـوم إرهابي يهزّ لندن في ظـرف 3 أشهـر

7 قتلى وعشرات الجرحى في حصيلة أولية

تنديد دولــي واسـع وتضامـن مـع بريطانيـا
ماي تطمئن بإجراء التشريعيات في موعدها  وتؤكد أن القضاء على الإرهاب لن يكون عسكريا فقط

 مرة أخرى عاشت العاصمة البريطانية لندن يوما مرعبا، إثر الهجوم الارهابي السافر الذي استهدف دهسا وطعنا المارة بشكل عشوائي على جسر لندن وفي سوق بورو، مخلّفا في حصيلة غير نهائية مصرع سبعة أشخاص وجرح أزيد من 50 آخرين، فيما قتلت الشرطة منفذي الاعتداء الثلاثة.

 أفادت الشرطة، إنها تتعامل مع هذه الهجمات التي جاءت قبل خمسة أيام فقط من الانتخابات التشريعية في بريطانيا، وبعد أقل من أسبوعين على هجوم مانشستر الذي قضى على 22 شخصا، على أنها “اعتداءات إرهابية”، وأوردت بأن الهجوم، وهو الثالث من نوعه الذي تشهده بريطانيا في ظرف 3 أشهر، وقع بعد دقائق من انتهاء المباراة النهائية لدوري أبطال أوروبا في كرة القدم، حيث تجمع عدد كبير من المشاهدين لمتابعتها على شاشات كبيرة في حانات الحي، وفي هذه اللحظة، باغتت شاحنة صغيرة حشدا على الجسر فدهستهم، ثم توجهت إلى حي بورو ماركيت، وهنا ترك المهاجمون الآلية وقاموا بطعن عدد من الأشخاص بينهم ضابط في شرطة النقل أصيب بجروح خطيرة، لكن عناصر الامن ردوا بسرعة متصدين بشجاعة للارهابيين الثلاثة الذين تمّت تصفيتهم في بورو ماركيت الحي المجاور للندن بريدج، مؤكدة أنهم قتلوا في الدقائق الثماني التي تلت أول اتصال تلقته الشرطة، وكشفت بأن “المشتبه بهم كانوا يرتدون ما يشبه سترات ناسفة، تبين أنها مزيفة”.
 المهاجمون ارتدوا أحزمة ناسفة مزيفة
 تشبه هجمات، أمس الاول، هجوم وستمنستر ، في مارس الماضي، عندما قتل رجل خمسة أشخاص بعد أن دهس المارة ثم طعن شرطيا عند البرلمان. للإشارة، وجه تنظيم الدولة الإسلامية الارهابي، الذي يفقد أراضي في سوريا والعراق ويتعرض لهزيمة كبرى هناك، السبت، دعوة على خدمة التراسل تليغرام حث فيها أتباعه الدمويين على شن هجمات بشاحنات وسكاكين وبنادق، خلال شهر رمضان. خلال العامين السابقين نفذ ارهابيون هجمات مماثلة في برلين ونيس وبروكسل وباريس.
استنفار أمني واعتقال 12 شخصًا
اعتقلت الشرطة البريطانية، أمس، 12 شخصاً في حي باركينغ بشرق لندن، على صلة باعتداء، السبت، وأوضحت أنها تجري العديد من عمليات الدهم. كما أعلنت قائدة شرطة لندن، كريسيدا ديك، أن الشرطة ستنشر لأول مرة رجال أمن مسلحين في بعض المناطق، وذلك في سياق تشديد الإجراءات على الأرض. من جانبها، قالت رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي، إن الكيل قد طفح، داعية إلى تغيير استراتيجية مكافحة الإرهاب وتشديد القوانين الخاصة بها.
كانت شرطة لندن أفادت بأنها تراجع خططها لتكون أكثر حضورا في شوارع لندن، وقالت إن على الناس أن يتوقعوا رؤية مزيد من وحداتها في أنحاء عاصمة المملكة المتحدة، مضيفة أن قيادة مكافحة الإرهاب هي من تقود التحقيق في الهجومين، كما أعلنت عن زيادة عدد أفرادها في الأيام المقبلة، بينما ستشهد بريطانيا، الخميس، انتخابات تشريعية.
 التشريعيات في موعدها
 بخصوص هذه الانتخابات، قالت تيريزا ماي، رئيسة وزراء بريطانيا، أمس، أنها ستجري في موعدها، يوم الخميس المقبل.  كان عدد من الأحزاب السياسية، بما في ذلك حزب المحافظين الذي ترأسه ماي وحزب العمال المعارض الرئيسي، علقت الحملات الانتخابية، أمس، ولكن ماي قالت إنها ستستأنف، اليوم الاثنين.  كما أعلنت ماي التي عقدت اجتماعا أمنيا، أمس، أن بريطانيا تواجه نمطاً جديداً من الأعمال الإرهابية، مشيرة إلى أن وكالات الأمن والشرطة، أوقفت 5 اعتداءات في الأسابيع الأخيرة.
 قالت: “لا يمكن القضاء على الإرهاب من خلال الأعمال العسكرية فقط، علينا مواجهة الإيديولوجيات الإرهابية وبحاجة إلى قوانين جديدة لمحاربتها عبر الأنترنت”.  شددت ماي على أن “عقيدة الكراهية والتطرف هي تشويه للإسلام والقضاء عليها هو التحدي الأكبر أمامنا”.
تعاطف وتضامن دولي
توالت الإدانات لهجومي الدهس والطعن اللذين وقعا في العاصمة البريطانية لندن، وأبدت مختلف الدول تضامنها مع بريطانيا التي أجمع مسلموها على التنديد بتلك الأعمال الإرهابية.   في السياق، أدانت الجزائر “ببالغ الشدة” الهجومات الارهابية التي استهدفت العاصمة البريطانية، معربة عن “تضامنها” مع بريطانيا حكومة وشعبا ومع عائلات الضحايا البريطانيين ومن باقي الجنسيات.
 من جهته، قال البيت الأبيض بالمناسبة، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتصل هاتفيا برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي مؤكدا دعم الولايات المتحدة الكامل بعد “الاعتداء الإرهابي الوحشي”.  بدوره، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن بلاده تقف “أكثر من أي وقت مضى إلى جانب بريطانيا وتتعاطف مع الضحايا وأقاربهم.
 أعربت دولة قطر عن إدانتها واستنكارها الشديدين لحوادث الدهس والطعن التي وقعت في العاصمة البريطانية الليلة ما قبل الماضية، وجددت نبذ العنف والإرهاب أيا كان مصدره ومهما كانت الدوافع والأسباب. كما أدان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اعتداء لندن وقدم تعازيه لبريطانيا، وأكدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أن ألمانيا “تقف بثبات إلى جانب بريطانيا”.
مسلمو بريطانيا ضد الإرهاب
 أدان المجلس الإسلامي البريطاني بأشد العبارات العمليات الإرهابية التي وقعت في لندن وأدت إلى قتلى وجرحى.  قال المجلس في بيان له إن أعضاء المجلس يشعرون بغضب عارم إزاء العمليات الإرهابية في منطقة جسر لندن وغيرها بالعاصمة.
 أضاف قائلا: “نشعر بصدمة كبيرة، وتلك الأعمال تثير الاشمئزاز تجاه منفذيها الذي يدمرون حياة أناس أبرياء من إخواننا وأخواتنا البريطانيين، من يفعل ذلك لا يحترم أرواح الناس أو الدين الذي يتبعه، نصلي ترحما على أرواح الذين ماتوا ولكل من تأثر بسبب الأحداث”.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19633

العدد 19633

الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
العدد 19632

العدد 19632

الإثنين 25 نوفمبر 2024
العدد 19631

العدد 19631

الأحد 24 نوفمبر 2024
العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024