قال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية د.محمد سعيد مكي، لـ«الشعب”، أن حظوظ المرشح إيمانويل ماكرون كبيرة جدا للفوز بالدور الثاني للانتخابات الفرنسية المقرر إجراؤه اليوم، وأكد أن الصعود البارز لليمين المتطرف يأتي في سياق تحولات جديدة في العلاقات الدولية.
أفاد د.محمد سعيد مكي، بأن الظروف كلها مهيأة لمرشح حركة “إلى الأمام” ماكرون الرئيس الحالي فرنسوا هولاند بقصر الاليزيه مرجعا ذلك إلى جملة من الاعتبارات المتعلقة بالشأن الداخلي والفرنسي والمحيط الأوروبي والإقليمي.
وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية بالمدرسة الوطنية العليا للعلوم السياسية، أن “ماكرون يمثل لوبي المال والعولمة وارتباطاتهما بالامبريالية القوية”، مشيرا إلى تحالف قوى هذا التيار داخل فرنسا وكتلة الاتحاد الأوروبي لدعمه في الجولة الحاسمة للانتخابات الرئاسية.
وأكد أن فئة واسعة من الفرنسيين ترفض أفكار وتوجهات زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان، نظرا لعدائها الشديد للمهاجرين ومزدوجي الجنسية وسعيها الحثيث لإقصائهم من المجتمع الفرنسي.
وأوضح أن مجموعة الاتحاد الأوروبي لازالت في حاجة إلى فرنسا وألمانيا باعتبارهما المحرك الاستراتيجي للهيئة، وقال “إذا غادرت فرنسا الاتحاد الاوروبي مثلما تطالب لوبان فذلك يعني ضربة قاصمة له، لذلك سيتحالف صناع الأورو ولوبي المال والمؤسسات الفاعلة لدعم ماكرون وستكون لهم كلمة قوية”.
ولفت في المقابل، إلى التنامي الملحوظ لتيار اليمين المتطرف في كافة أنحاء أوروبا وفرنسا تحديدا، ما جعل وصول زعيمة الجبهة الوطنية لوبان للدور الثاني من الانتخابات أمرا مميزا ومنتظرا في الوقت ذاته.
وقال مكي، أن مرد هذا التنامي يعود إلى التحولات السياسية العالمية الراهنة، التي أظهرت أن الغرب يأتي بنموذج جديد، مبني أساسا على معاداة السامية بشكل عام والعالم الإسلامي على وجه التحديد.
وأشار إلى أن العودة القوية لليمين المتطرف في إيطاليا، المانيا والنمسا يؤكد وجود معطى جديد في العلاقات الدولية، يفيد بالتحضير لمواجهة الاسلام والمسلمين.
وأوضح مكي أن هذا النموذج المتشدد جيئ به عن طريق الانتخابات مثلما حصل مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وتابع المتحدث، أن لوبان لا تمثل الفكر العنصري في فرنسا فحسب، وإنما جناح يشبه جناح البريكسيت في بريطانيا، وتحضر لما يسمى بـ«الفرنسيت” للخروج يوما ما من الاتحاد الأوروبي، لأن أمريكا التي راهنت على فشل الاتحاد الأوروبي هي التي تتمنى أن تعود هي وبريطانيا للسيطرة على العالم الغربي مثلما كان الحال قديما لمواجهة التفوق الصيني والروسي.
وتوقع في السياق، استمرار سيطرة جناح العولمة والمال الذي يدعم ماكرون على مقاليد الحكم في فرنسا لخمس سنوات مقبلة، مؤكدا على أهمية دعم الجالية الجزائرية لماكرون والدلالة الرمزية لاستقباله كمرشح في الجزائر.
وقال أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن الرهان الحقيقي أمام ماكرون، يكمن في القدرة على الوفاء بالوعود الانتخابية الكبيرة التي أطلقها خاصة ما تعلق بالسياسة الخارجية، مشيرا إلى قوة لوبي المؤسسات الذي لا يضع الصفقات التجارية والاقتصادية فوق كل اعتبار.