المـوت يحـدق بآلاف المرضى بعد نفاد الأدويـة

أكثر من 600 ألف طفل مهدّد بالشّلل بسبب منع دخول التّطعيمات

بدت مستودعات الأدوية بوزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة شبه خالية، في مشهد يعكس عمق الكارثة الصحية نتيجة النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، بفعل الحصار الصهيوني  المشدد وإغلاق المعابر منذ نحو شهرين.
عند مدخل أحد المستودعات يقف عامل التوزيع فارغ اليدين، لا صناديق تصل، ولا سيارات إمداد تُفرغ حمولتها، فيما داخله الرفوف شبه خالية، وأدراج الأدوية موصدة على الفراغ. هذا المشهد يُظهر عمق الأزمة الصحية التي يمر بها قطاع غزة، جراء إغلاق الاحتلال  للمعابر منذ 2 مارس أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، ما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
وحذّرت وزارة الصحة من أنّ استمرار هذا الوضع ينذر بانهيار كامل للمنظومة الصحية، ويعرض حياة آلاف المرضى، خصوصاً المصابين بأمراض مزمنة وخطيرة، لخطر الموت المحقق، في ظل عجز القطاع الصحي عن تقديم الحد الأدنى من الرعاية المطلوبة.

عجــــز كبــــير بالأدويــــــة

الطبيب علاء حِلِّسْ، مدير عام الرعاية الصيدلانية بالوزارة، يقول إن “أكثر من 37 بالمائة من قائمة الأدوية الأساسية غير متوفرة في مخازن وزارة الصحة، إلى جانب نقص يتجاوز 59 بالمائة في قائمة المستهلكات الطبية اللازمة لكل الخدمات الصحية”.
ويضيف أنّ “هذا العجز يؤثّر بشكل مباشر على كافة التخصصات والخدمات الطبية، من بينها علاج السرطان وأمراض الدم”، مبينا أن أكثر من 54 بالمائة من الأدوية المخصصة لهذه الأمراض غير متوفرة. ويشير إلى “أن أكثر من 24 بالمائة من الأدوية اللازمة لمرضى غسيل الكلى غير متوفرة، فيما يشهد القطاع عجزا بنسبة 23 بالمائة من قائمة المواد اللازمة للعمليات الجراحية والعناية الفائقة”.
ويؤكّد الطبيب الفلسطيني أنّ الرعاية الأولية في المشافي والمراكز الصحية التي تعمل في قطاع غزة تفتقر إلى نحو 40 بالمائة من الأدوية اللازمة لها. ويقول إن وزارته “تقدم تقارير مفصلة حول الواقع الدوائي في القطاع إلى كافة الجهات الدولية العاملة في غزة، ومنها منظمة الصحة العالمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ومؤسسات أخرى في محاولة للحد من العجز”.
وفي حديثه للصّحافة، يحذّر حِلِّسْ من أنه في حال استمرار الوضع على حاله فإن المعاناة ستكون أكبر “وسيواجه كثير من المرضى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى فقدان الحياة، وسط ألم المرض وقلق الأسر التي لا تملك وسيلة لإنقاذ أحبّائها”.


602 ألـف طفـل مهـدّدون بالشّلــل
  في السياق، حذّرت وزارة الصحة الفلسطينية بأن 602 ألف طفل مهددون بخطر الإصابة بالشلل الدائم والاعاقات المزمنة مالم يتم إدخال التطعيمات.
وقالت الوزارة في بيان لها، أمس الثلاثاء: إنّ الاحتلال لا يزال يمنع إدخال تطعيمات شلل الأطفال لليوم الأربعين على التوالي. وأكدت أن منع إدخال التطعيمات يعيق جهود تنفيذ المرحلة الرابعة لتعزيز الوقاية من شلل الأطفال، مبيّنة أنّ أطفال غزّة تتهدّدهم مضاعفات صحية خطيرة وغير مسبوقة مع انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب.
الموت يحدق بأصحاب التحويلات الطبية، والخطر ذاته يواجه آلاف المسجلين على قوائم انتظار العلاج  خارج القطاع، مثل الطفلة سارة سلمان التي  تنتظر خروجها من قطاع غزة لإجراء عملية جراحية تمكنها من المشي بعد شلل مدة عام ونصف، في ظل حصولها على تحويلة للعلاج في الخارج. لكن المعابر المغلقة سدّت معها نوافذ عودتها للمشي، مثلها مثل كثيرين ساءت أحوالهم الصحية وباتوا على شفا الموت.
وسُجّل، وفق وزارة الصحة بغزة، أكثر من 12 ألف مريض على قوائم الانتظار، وقد أنهوا كافة الإجراءات المتعلقة بالحصول على تحويل علاجي، بينهم 5100 حالة طارئة مهددة بالموت إن لم تتلقَ العلاج، و450 مريضا في نزاعهم الأخير ويحتاجون إلى إجلاء عاجل قد ينقذهم من الموت.
وكشف مدير مركز المعلومات الصحية في وزارة الصحة في غزة زاهر الوحيدي، أن 1100 مريض غادروا قطاع غزة من معبر رفح لتلقي العلاج خلال فترة سريان اتفاق وقف إطلاق النار، لكن منذ استئناف الحرب في 18مارس الماضي وإغلاق معبر رفح بات معبر كرم أبو سالم الخاضع للسيطرة الصهيونية المنفذ الوحيد، ولم يغادر عبره سوى أقل من 100 مريض ومرافقيهم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19754

العدد 19754

الثلاثاء 22 أفريل 2025
العدد 19753

العدد 19753

الإثنين 21 أفريل 2025
العدد 19752

العدد 19752

السبت 19 أفريل 2025
العدد 19751

العدد 19751

الجمعة 18 أفريل 2025