يواجه أهالي قطاع غزة أزمة عطش خانقة منذ بداية العدوان الصهيوني، لكنها تفاقمت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة من جراء مواصلة الاحتلال سياسة التهجير القسري الممنهجة.
يعيش أهالي قطاع غزة واحداً من أشد فصول ندرة المياه، إذ تزايدت فترات انقطاع المياه بشكل غير مسبوق، لتصل في بعض المناطق إلى أكثر من أسبوع، ما يضاعف معاناة أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون منذ نحو سنتين في ظل عدوان همجي متواصل، ونزوح متكرر من مناطق متعددة، في محاولة لتجميع الفلسطينيين في مناطق ضيقة تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة.
ويزيد ارتفاع درجات الحرارة من حدة أزمة المياه في القطاع، حيث يواجه الفلسطينيون تحديات كبيرة لتوفير مياه الشرب، أو مياه الاستخدام اليومي، خاصة من تركوا بيوتهم قسراً، واضطروا إلى العيش في مدارس أو مخيمات نزوح غير مؤهلة بالبنية التحتية اللازمة.
وتعود أزمة العطش المتفاقمة في غزة إلى قطع إمدادات المياه الرئيسية، وتضرر الشبكات والبنية التحتية بفعل العدوان المستمر، وانقطاع التيار الكهربائي، ما يصعب تشغيل الآبار ومحطات التحلية التي كانت تشكل المصدر الأساسي للمياه في القطاع، ليتحول الحصول على المياه من احتياج يومي إلى معركة بقاء، خاصة بالنسبة للنازحين الذين يعيشون ظروفاً قاسية داخل مراكز النزوح، أو في العراء، ما يزيد مخاطر انتشار الأمراض الجلدية والمعدية، في ظل ضعف إجراءات النظافة الشخصية، وتدمير شبكات الصرف الصحي.
وفي وقت سابق، قال المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الحصول على مياه شرب مأمونة وخدمات الصرف الصحي بيدرو أروخو أغودو إن “نحو 2.1 مليون شخص يعانون من أزمة حادة في الحصول على المياه في قطاع غزة، وتعرض ما يقارب 70% من البنية التحتية للمياه في القطاع للتدمير من جراء العمليات العسكرية الصهيونية”. وأوضح المقرر الأممي أن “ الكيان الصهيوني، القوة القائمة بالاحتلال، دمرت بشكل منهجي البنية التحتية للمياه، ومنعت الوصول إلى مصادر المياه النظيفة في غزة. هذه قنبلة صامتة لكنها مميتة، فالغالبية العظمى من سكان القطاع لا يحصلون على المياه إلا بكميات محدودة للغاية، أو تصلهم مياه ملوثة تشكل خطراً جسيماً على صحتهم”.