خلف دعم فرانسوا بايرو المفاجئ للمرشح الرئاسي إيمانويل ماكرون، ردود فعل مختلفة لدى الطبقة السياسية الفرنسية، بين مرحب ومهاجم للخطوة التي ستخدم مصالح اليسار،
من جانبها أكدت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان، سيرها على خطى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وطالبت بحل الاتحاد الأوروبي.
أثار إعلان رئيس حزب الحركة الديمقراطية (الوسط) فرانسوا بايرو، دعمه للمرشح ماكرون خلال سباق بلوغ قصر الإليزيه، انقساما في مواقف السياسيين بفرنسا، حيث لم يتقبل حزب “الجمهوريين” القرار المفاجئ، لأنه يخشى أن ينسف أصوات مناضلي الوسط الذين بإمكانهم التأثير بشكل مباشر على نتائج الانتخابات.
ومن المتوقع أن يصوت ما بين 5 إلى 8 من المئة من أتباع فرانسوا بايرو والوسط، البالغة نسبتهم المحتملة 15 من المئة من أصوات الناخبين، لصالح زعيم حركة “إلى الأمام” وهي نسبة مرتفعة للغاية، نظرا للمنافسة القوية على الأصوات التي تجري بين كل الأحزاب المشاركة في الاستحقاق الانتخابي.
وقال فرانسوا باروان، أحد المساندين البارزين للمرشح الرئاسي فرانسوا فيون، والمرشح المحتمل لتقلد منصب رئيس الحكومة المقبلة في حال فوز فيون بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وصف بايرو “بالراكب غير الشرعي في قطار الحزب الاشتراكي منذ عشرين سنة”، متهما إياه “ بالقضاء على التيار الوسطي الفرنسي”. وقال باروان: “الآن لدينا مرشحان إثنان من الحزب الاشتراكي وهما بونوا هامون وماكرون مع بايرو”.
نفس التعليق تقريبا أدلت به مارين لوبان زعيمة حزب الجبهة الوطنية (اليمين المتطرف)، التي أكدت أن مساندة بايرو لماكرون تجسد عودة “السياسة القديمة”، مشيرة أن “وراء هذا الدعم المفاجئ مصالح لها علاقة بالانتخابات التشريعية المقبلة”.
بالمقابل، حيّا فرانسوا دو روجي، الذي ترشح للانتخابات التمهيدية لليسار، مساندة بايرو لماكرون، واصفا إياها “بالخطوة الشجاعة والضرورية من أجل توحيد صفوف كل التقدميين”.
وأكد جيرار كولومب، عمدة مدينة ليون وأحد المساندين البارزين لإيمانويل ماكرون بدوره، أنها “المرة الأولى في تاريخ الجمهورية الخامسة التي نشهد فيها توحد جميع قوى التقدميين من أجل فرنسا قوية ومزدهرة”.
لوبان على خطى ترامب
قالت مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان أمام صحافيين وممثلي 42 دولة أجنبية، إن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “واقعية وفيها إرادة تغيير”، منددة “بالتهديدات” التي تشكلها حركات الهجرة. كما هاجمت الاتحاد الأوروبي وقالت إن “علينا وضع حد لهذا الوحش البيروقراطي”.
أشادت مرشحة اليمين المتطرف للرئاسة في فرنسا مارين لوبان، التي تتصدر استطلاعات الرأي، أمس الأول، بسياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ووصفتها بـ “الواقعية وإرادة التغيير”. وقالت إن روسيا “عنصر حاسم في ميزان القوى الذي يمكنه تهدئة العولمة”.
وكانت زعيمة الجبهة الوطنية تتحدث في باريس أمام عديد الصحافيين وممثلي 42 دولة أجنبية، ضمنهم سفراء تايوان وكمبوديا وكوبا والسعودية وفيتنام وألبانيا، وكذلك دبلوماسيون صينيون وأمريكيون، وفقا للجبهة.
ورأت لوبان بأن الوقت قد حان “للانتهاء من الاتحاد الأوروبي”. وقالت “في أوروبا أيضا، لقد حان الوقت للانتهاء من اتحاد أوروبي لمحاولته عملية اندماج تقضي على الأمم الأوروبية”.
وتابعت لوبان، التي تهاجم الاتحاد الأوروبي منذ زمن، “علينا وضع حد لهذا الوحش البيروقراطي” الذي تتهمه بأنه “شمولي”.
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي “يقزم فرنسا ويفصلها عن العالم. أرحّب بولادة الشعوب الأوروبية ضد الاتحاد، من أجل أوروبا” كقارة، في إشارة إلى بريكست في جويلية 2016.
للاستجواب بعد الانتخابات
هذا وقال محامي لوبان، أمس، إنها رفضت استدعاء الاستجواب عن الشرطة بشأن إتهامات تقول إنها قدمت مدفوعات من الإتحاد الأوروبي لموظفيها بشكل غير مشروع.
وأضاف، بأن زعيمة الجبهة الوطنية ستمتثل لأي استدعاء بعد الانتخابات هذا العام.
وتنفي لوبان (٤٨ عاما) ارتكاب أي مخالفة وتقول إنها ضحية «حيل سياسية قذرة».