تباينت مواقف العالم حوله في حياته، تباينت في مماته، فهناك من أشاد به واعتبر وفاته بعد حياة معمّرة رحيلا لزعيم لا يتكرر، في حين هناك من ابتهج لموته واصفا اياه بالدكتاتور والطاغية، إذ شهدت مدينة ميامي الأمريكية، حيث يوجد مجتمع كوبي كبير، بعض الاحتفالات.
في روسيا، وصف الرئيس فلاديمير بوتين الزعيم الكوبي الراحل بأنه «رمز عصر»، وصديق مخلص وجدير بالثقة لموسكو.
وقال بوتين في برقية تعزية وجهها إلى الرئيس الكوبي راؤول كاسترو «إن اسم رجل الدولة المميز هذا يعتبر رمزا لعصر في تاريخ العالم الحديث» مضيفا «كان فيدل كاسترو صديقا وفيا لروسيا يمكنها الاعتماد عليه».
وأضاف الرئيس الروسي أن كاسترو تمكن من بناء «كوبا حرة ومستقلة التي أصبحت عضوا نافذا في المجموعة الدولية وشكل مصدر وحي للعديد من الدول والشعوب».
وأشاد بوتين بكاسترو بوصفه «شخصا قويا وحكيما كان يتطلع دائما إلى المستقبل بثقة».
وقال «كان يجسد المثل العليا لسياسي ومواطن ووطني مقتنع بصدق بصوابية القضية التي كرس حياته من أجلها».
وخلص إلى القول إن «ذكراه ستبقى راسخة في قلوب مواطني روسيا».
كما أشاد الزعيم السوفيتي الأسبق ميخائيل غورباتشوف بكاسترو، قائلا إنه وضع كوبا على مسار التنمية المستقلة.
أبرز رموز القرن العشرين
ومن جهته، حث الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بلده على استكمال مسيرة كاسترو وحمل علم الاستقلال الذي كان يرفعه. وتعد فنزويلا الحليف الأساسي لكوبا في المنطقة.
ونعى الرئيس المكسيكي إنريكي بينيا نييتو الزعيم الثوري الراحل، ووصفه بأنه أحد أبرز رموز القرن العشرين وصديق للمكسيك.
وفي الهند، التي كانت حليفا لكوبا في حركة عدم الانحياز، أعرب الرئيس براناب مخرجي عن المواساة في وفاة كاسترو، واصفا الزعيم الكوبي الراحل بأنه صديق الهند الحميم.
أما رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما فقال إن كاسترو دافع عن حرية المقموعين في أنحاء العالم.
هولاند: فيدل جسد الثورة الكوبية بـ«آمالها وخيباتها»
اعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن فيدل كاسترو «جسد الثورة الكوبية بآمالها وخيباتها»، معلقا بعد ساعات على رحيل الزعيم الكوبي.
وقال هولاند في بيان إن فيدل كاسترو «جسد الثورة الكوبية بالآمال التي أثارتها والخيبات التي تسببت بها» مضيفا أنه كان أحد أطراف الحرب الباردة «وعرف كيف يمثل بالنسبة للكوبيين الاعتزاز برفض الهيمنة الخارجية».
كوبا الوحيدة التي صوتت ضد تقسيم فلسطين
وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو بأنه كان «مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه، وعن قضايا الحق والعدل في العالم».
ويثني الفلسطينيون على كوبا في عهد فيدل كاسترو باعتبارها الدولة الأمريكية اللاتينية الوحيدة التي صوتت ضد قرار تقسيم فلسطين الصادر عام 1947.
وكان فيدل كاسترو أعلن في 1973 في مؤتمر القمة الرابع لدول عدم الانحياز بالجزائر قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل، والاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية.
الرفيق كاسترو سيبقى خالداً
وفي بوليفيا قال الرئيس إيفو موارليس في بيان «ترك فيدل كاسترو إرثا من النضال من أجل دمج شعوب العالم... رحيل القائد فيدل كاسترو يؤلم بحق.»
وقال رئيس الإكوادور رافاييل كوريا «تركنا عظيم.. لقد مات فيدل.. تحيا كوبا! تحيا أمريكا اللاتينية.»
وقال الرئيس الصيني شي جين بينغ في بيان «فقد الشعب الصيني رفيقا مقربا وصديقا مخلصا، وقال أن «الرفيق كاسترو سيبقى خالداً».
مبتهجون لرحيله يحتفلون في ميامي
بالمقابل، شهدت مدينة ميامي الأمريكية، حيث يوجد مجتمع كوبي كبير، بعض الاحتفالات.
وقال رامون ساول سانشيز، زعيم «الحركة الديمقراطية» وهي أبرز جماعات المعارضة الكوبية في المنفى، إنه يأسف لأن وفاة الرجل الذي وصفه بالطاغية لن تؤدي إلى حصول الناس في كوبا على الحرية.
بدوره، قال اورلاندو غوتيريز، من منظمة «الإدارة الكوبية الديمقراطية»، إن كاسترو أسس نظاما شموليا ضاريا، اضطُهد فيه الناس لأقل ابتعاد عن الخط الرسمي للدولة.