كلما اقترب موعد التوقيع النهائي على اتفاق السلام بمالي المزمع منتصف الشهر الجاري، إزدادت الآمال في أن يلتحق من تخلف من الأطراف المالية وتنسيقية حركات الأزواد تحديدا بركب السلام من خلال اغتنام هذه الفرصة التاريخية التي من شأنها أن تفتح أفاقا جديدة للشعب المالي على طريق السلم والمصالحة وطيّ ملف أزمة متعددة الأبعاد كادت أن تأتي على أسس أمة بأكملها.
الأكيد أن التوصل إلى هذا الاتفاق لم يكن سهلا حيث استنفذ هذا المسار ست جولات كاملة من مفاوضات احتضنتها الجزائر التي تقود الوساطة الدولية في هذا الملف الشائك الذي منحه المجتمع الدولي كله الكثير من الاهتمام والدعم ولا ينتظر اليوم إلا أن يتوج بتوقيع جميع الأطراف على اتفاق السلام يوم 15 ماي الجاري بالعاصمة باماكو. الرئيس المالي ابراهيم ابوكر كايتا لم يخف ثقته الكبيرة في التوقيع النهائي من طرف جميع الأطراف على اتفاق السلام المقرر الجمعة المقبل بالعاصمة باماكو وذلك لدى استقباله لممثلين عن فريق الوساطة الدولية بقصر كولوبا الرئاسي نهاية الأسبوع بحضور كل من سفيرنا لدى باماكو إلى جانب سفيري كل من الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا.
هذا وقد أدرج رئيس بعثة «مينوسما» التونسي المنجي الحامدي هذا اللقاء في خانة دعم مسار السلام في مالي وتأكيدا من الوساطة الدولية على التزامها بالتوقيع النهائي على اتفاق السلام والمصالحة في مالي، كما اعتبر الحامدي أن الجميع متمسك بالخامس عشر ماي كتاريخ للتوقيع رغم الأحداث الأخيرة التي عاشتها بعض مناطق الشمال ولكن هذا لا يعني - حسب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة - أن هذا التاريخ سيكون آخر فرصة للالتحاق بمسار السلام مؤكدا أن الباب سيظل مفتوحا أمام الذين لا يوقعون منتصف ماي الجاري كما لا لم يستبعد رئيس «مينوسما» ترتيب لقاء قريب بين مختلف الأطراف المالية للتوقيع على اتفاق إطلاق نار جديد يسبق التوقيع النهائي على اتفاق السلام والمصالحة في مالي.
أمميا ودعما لجهود بعثة الأمم المتحدة متكاملة الأبعاد للاستقرار في مالي المعروفة اختصارا بـ «مينوسما»،أعلن الناطق باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن بان كي مون عين الرواندية مبارانغا غاسارابوي في منصب نائب لممثله الشخصي بمالي المنجي الحامدي وذلك خلفا للأمريكي ديفيد غريسلي كما ستشغل في الوقت ذاته منصب منسقة الأمم المتحدة المقيمة المكلفة بالشؤون الإنسانية، هذا ويعطي تعيين هذه الدبلوماسية الإفريقية المخضرمة في هذا التوقيت إشارات على التزام الأمم المتحدة بدعم التنمية والسلام في مالي.
