الإعتداء الإرهابي على «باردو» يخيم على احتفالاتها بعيد الإستقلال الـ

الرئيس السبسي: تونس مصّممة على محاربة الإرهاب والانتصار عليه٥٩

أحيت تونس، أمس الذكرى الـ 59 للاستقلال، بعد يومين على الهجوم الدموي الذي استهدف متحف باردو في العاصمة، وأسفر عن مصرع 23 شخصا بينهم 20 سائحا أجنبيا، وإصابة أكثر من 40 آخرين، وأكدت السلطات أن منفذيه الذين ينتمون الى تنظيم «الدولة الاسلامية « الارهابي تدربوا في ليبيا المجاورة.

بالمناسبة ألقى الرئيس الباجي قائد السبسي خطابا شدّد فيه على عزم تونس التصدّي للارهاب بكلّ ما أوتيت من قوّة، والدفاع عن النظام الديمقراطي المتجذّر في البلاد، كما نظمت مسيرات شعبية حاشدة بمبادرة من مجلس النواب، ضمت الاحزاب والمجتمع المدني ومختلف القوى الوطنية  التي أكدت على الوحدة الوطنية الصماء في مواجهة الارهاب.
وفي الأثناء توالت الإدانات الدولية لهذا الاعتداء الدموي الجبان، وتقاطعت  البيانات الصادرة عن العديد من قادة الدول في تعاطفها مع تونس شعبا وقيادة، وفي ابداء رغبتها لتقديم الدعم و المساعدة اللازمين لمواجهة الارهاب  الآخد في التمدّد بالمنطقة.  
 هذا وقد أكد رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد ان بلاده «تواجه أخطارا جمة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها وبث الفوضى» داعيا جميع مواطنيه الى أن يدركوا أنها «تخوض حربا ضد الارهاب من أجل حماية النظام الجمهوري والمسار الديمقراطي والنمط المجتمعي التونسي نمط الوسطية والاعتدال والتسامح».
  وقال الصيد- خلال لقائه برؤساء وممثلي الاحزاب السياسية أنه «مهما كانت التضحيات، فإن التونسيين سينتصرون على الارهاب وأنه بقدر العزم القوي على التصدي للارهاب بدون رحمة أو شفقة، فإننا حريصون على ترسيخ المسار الديمقراطي ودولة القانون وتعزيز الحريات العامة والفردية».
ووصف رئيس الحكومة التونسية عملية استهداف متحف باردو بأنها عملية « نوعية غير مسبوقة هدفها قتل أكثر ما يمكن من الاشخاص وضرب المعنويات واستهداف القطاع السياحي والاقتصاد الوطني بصفة عامة» لافتا الى ان حصيلة العملية الارهابية «الجبانة» كانت  ثقيلة لكنها كانت يمكن ان تكون أثقل لولا سرعة تدخل الوحدات الامنية وخبرتهم وبلائهم البلاء الحسن».
 وأوضح الصيد ان «هذه العملية الخسيسة تؤكد تخبط الارهابيين بعد الضربات الموجعة التي تلقوها والعمليات الاستباقية للوحدات الامنية والنجاح في تفكيك العديد منها بفضل العمليات الاستباقية للوحدات الأمنية واكتشاف مخابئ للأسلحة».
      
مخاوف من الفوضى الأمنية في ليبيا

كشف مصدر أمني تونسي أن منفذي الهجوم على متحف باردو تدربا في ليبيا.  وبشأن هويتهما، قال رئيس الحكومة الحبيب الصيد، أنهما ياسين العبيدي وحاتم الخشناوي، مؤكدا أنّ العبيدي كان محلّ متابعة من الأجهزة الأمنيّة لكن لم يقع التعرّف بعد على المجموعة التي ينتمي إليها.
وقال كاتب الدولة لدى وزير الداخلية المكلف بالشؤون الامنية رفيق الشلي مساء الخميس، ان منفذي الهجوم اللذين قتلتهما الشرطة «عنصران متطرفان سلفيان تكفيريان غادرا البلاد في شهر ديسمبر خلسة الى ليبيا وتمكنا من التدرب على الاسلحة في ليبيا».
وتعزز هذه المعلومات الجديدة مخاوف عدد كبير من المراقبين الذي يرون ان الفوضى المنتشرة في ليبيا التي تتقاسم حدودا طويلة وغير مؤمنة مع تونس تشكل تهديدا متزايدا لأمن هذا البلد والمغرب العربي بشكل عام.
وتحدثت السلطات عن توقيف تسعة مشبوهين في الهجوم وأعلنت نشر جنود للمشاركة في ضمان أمن مداخل المدن الكبيرة.
وفي اعلان تبنيه الهجوم، هدد تنظيم»الدولة الاسلامية «الارهابي بهجمات جديدة، وهذه أول عملية في تونس يتبناها تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مناطق في سوريا والعراق وسيناء بمصر و ليبيا.
وعاد 500 تونسي على الاقل قاتلوا في سوريا أو العراق أو ليبيا المجاورة في صفوف تنظيمات جهادية بينها الدولة الاسلامية، الى بلدهم. وتعتبر الشرطة هؤلاء أحد التهديدات الرئيسية للأمن.
وتكافح تونس منذ 2011 مجموعة ارهابية تطلق على اسمها «كتيبة عقبة بن نافع″ مرتبطة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي ومتحصنة في جبل الشعانبي (أعلى قمة في تونس) على الحدود الغربية. وكانت هجمات هذه المجموعة مقتصرة فقط على قوات الأمن والجيش.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024