توصل قادة أوكرانيا وألمانيا وفرنسا وروسيا إلى اتفاق في مينسك يقضي بوقف لإطلاق النار شرقي أوكرانيا اعتبارا من غدا الأحد، وإقامة منطقة منزوعة السلاح، وفي حين رحبت موسكو بالاتفاق، اعتبرت برلين أن عقبات كثيرة تواجهه.
وينصّ الاتفاق على وقف القتال اعتبارا من 15 فيفري الجاري، وسحب جميع المقاتلين وأسلحتهم الثقيلة بما يسمح بإقامة منطقة عازلة يتم توسيعها إلى سبعين كيلومترا على جانبي خط الجبهة.
وإن حملت الوثيقة الخطوط العريضة للاتفاقات السابقة الموقعة في مينسك في سبتمبر الماضي، إلا أنها تضمنت أيضا الدعوة إلى إجراء تعديلات دستورية تتضمن صلاحيات واسعة لمناطق شرق أوكرانيا.وجرى التوصل إلى الاتفاق الخميس بعد ساعات متواصلة من المفاوضات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند.
وعبر القادة الأربعة عن احترامهم لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها وفقا لإعلان مشترك وزعه الكرملين، وقال بوروشينكو إن الاتفاق تضمن وقفا لإطلاق النار من دون شروط، في حين أكد بوتين أنه جرى الاتفاق على الأساسيات، ووصفه هولاند بأنه عالج كل المسائل .
وأشادت ميركل من جهتها بالاتفاق لكنها أضافت أنه لا تزال هناك “عقبات كبيرة قبل التوصل إلى تسوية للنزاع”.واعتبر القادة الانفصاليون من جهتهم أن الاتفاق يحيي الآمال بالتوصل لحل سلمي للنزاع، بحسب ما عبر عنه قائد “جمهورية دونيتسك” المعلنة من جانب واحد ألكسندر زاخارتشنكو.
ورغم توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين أربع قوى في روسيا البيضاء، تواصل التصعيد الأمني بمنطقة شرق أوكرانيا الساخنة، وقال متحدث باسم جيش كييف أمس إن ثمانية جنود أوكرانيين قتلوا وأصيب 34 في معارك ضد الانفصاليين .
هذا واندلعت الأزمة شرق أوكرانيا بعد أن أطاح البرلمان الأوكراني بالرئيس الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش في فيفري الماضي، وحشدت روسيا قواتها على الحدود الشرقية لأوكرانيا، كما انضمت شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى روسيا بموجب استفتاء.ورد حلف شمال الأطلسي بإرسال تعزيزات لشرق أوروبا في أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة.