أعلنت الحكومة الفرنسية رفع درجة التأهب إلى أعلى مستوياتها عقب الحادث الذي استهدف صحيفة «شارلي ايبدو» الساخرة في اعتداء مسلح اودى بحياة ١٢ شخصا فيما أصيب ١٠ آخرون حالة ٥ منهم حرجة وخطيرة.
وقد ذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن العملية الاجرامية قام بها شخصان ولاذا بالفرار.
وقال مصدر مقرب من الصحيفة أنه في حوالي الحادية عشر و٣٠ دقيقة دخل رجلان يحمل أحدهما رشاش كلاشينكوف وقاذفة صواريخ مقر الجريدة في الدائرة الحادية عشر من باريس وحصل تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن.
وقد ندد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بالإعتداء المسلح الذي استهدف صحيفة «شارلي ايبدو» الساخرة.
وقال هولاند أن الاعتداء إرهابي بالتأكيد وأنه عمل على قدر استثنائي من الوحشية، ودعا جميع الفرنسيين إلى الوحدة الوطنية.
وفي أول رد خارجي على الحادث وصف رئيس الحكومة البريطانية الاعتداء بالبغيض، مضيفا أن بريطانيا تقف مع فرنسا في الحرب على الإرهاب وفي الدفاع عن حرية الصحافة والمعروف عن الصحيفة أنها تتناول المواضيع الحساسة على اختلاف أنواعها بما فيها التي لها علاقة بالديانات، وقد تعرضت للكثير من التهديدات في مناسبات مختلفة، كما سبق أن تعرض مقرها للحرق سنة ٢٠١١ وفي سنة ٢٠١٢ تعرض موقعها الالكتروني لعملية قرصنة عطلت عملية الدخول إليه واتهمت الصحيفة بأنها نشرت رسومات مسيئة للنبي محمد (ص).
وقد مثلت أمام القضاء في مناسبات مختلفة بتهمة الإساءة إلى النبي (ص) إلا أنها لم تتعرض للإذانة.
وفي سنة ٢٠١٣ أصدرت المجلة كتابا مصورا حول سيرة النبي محمد (ص)، وأوضح مديرها أن السيرة المنشورة مقبولة إسلاميا بما أن كتابها مسلمون وهي عبارة عن تجميع لما دونه كتاب السيرة عن حياة محمد (ص)، ويضيف نحن رسمناها فقط وقد أكد مصدر قضائي أن أربعة من أبرز رسامي الكاريكايتر في شارلي ايبدو قتلوا في الهجوم الإرهابي.
إدانة دولية للاعتداء الدموي
أعربت عديد الدول والمنظمات الدولية عن إدانتها للاعتداء الدموي الذي استهدفت، أمس، مقر الأسبوعية الفرنسية الساخرة «شارلي إيبدو» في العاصمة باريس. وأكدت وقوفها إلى جانب فرنسا في مواجهة الإرهاب، باعتباره ظاهرة عالمية تستهدف الأمن والاستقرار في العالم، وتتطلب تكاتف الجهود الدولية للقضاء عليه.
وفور الإعلان عن الهجوم المسلح على مقر مجلة «شارلي إيبدو»، توجه الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، إلى موقع الحادث في الوقت الذي أعلنت فيه السلطات حالة الإنذار القصوى في العاصمة باريس، وسط مخاوف من وقوع حوادث لاحقة في المنطقة بعد هروب مرتكبي الحادث.
وأدان الرئيس هولاند «الهجوم الصادم» على مجلة «شارلي إيبدو»، قائلا: «بلا شك أنه اعتداء إرهابي»، داعيا الفرنسيين إلى «الوحدة الوطنية».
وكشف أن «عدة اعتداءات إرهابية أحبطت» في الأسابيع الأخيرة في فرنسا.
من جهتها، رفعت السلطات الفرنسية نظام التحذير الأمني الوطني إلى أعلى مستوياته ما يعني «التهديد المؤكد».
وتعهدت رئاسة الحكومة الفرنسية باستخدام «كل الوسائل» من أجل «كشف واعتقال» مهاجمي مقر صحيفة «شارلي إيبدو»، مشيرة إلى أنها وضعت وسائل الإعلام والمحلات التجارية الكبرى ووسائل النقل تحت «حماية مشددة».
تضامن مع فرنسا في مواجهة الإرهاب
على الصعيد الخارجي، توالت ردود الفعل الدولية المنددة بالاعتداء على مقر الصحيفة الفرنسية، أمس، وشددت على ضرورة الكشف عن منفذيه وتقديمهم أمام العدالة، مع التأكيد على وقوفها إلى جانب فرنسا في مواجهة الإرهاب، باعتباره ظاهرة عالمية تستهدف الأمن والاستقرار في العالم.
وضمّت كل من مصر والسعودية والأردن، أصواتها إلى الجزائر، حيث استنكرت الهجوم «الإرهابي» على الأسبوعية الفرنسية وأكدت وقوفها إلى جانب الحكومة الفرنسية في «مواجهة كل أشكال الإرهاب» الذي يستلزم «تعاونا دوليا» لدحره.
بدوره أدان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي «بشدة الهجوم الإرهابي» في باريس، الذي أدى إلى سقوط عدد من «الضحايا والمصابين الأبرياء». وقدم العربي في بيان، التعازي إلى عائلات الضحايا والشعب الفرنسي «على إثر هذا المصاب الأليم».
كما أدان الأزهر الشريف، الهجوم الذي وقع أمس، على مكاتب مجلة صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية، واصفا إياه بـ»الإجرامي». لكن مسؤولا دينيا حذّر من «المسارعة إلى اتّهام المسلمين بذلك قبل انتهاء التحقيقات».
وندد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بالهجوم «البغيض» الذي تعرض له مقر صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية. وأكد في كلمة له بمجلس العموم البريطاني، أن «بريطانيا تقف إلى جانب فرنسا في الحرب على الإرهاب وفي الدفاع عن حرية الصحافة».
كما أدان الرئيس الأمريكي باراك أوباما، «الاعتداء الإرهابي» في فرنسا، معبّرا عن استعداد الولايات المتحدة لتقديم المساعدة اللازمة لباريس لتقديم مرتكبي هذا العمل إلى العدالة.
وقالت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، في بيان رسمي «هذا الهجوم المقيت ليس فقط هجوما على أرواح المواطنين الفرنسيين وأمنهم. إنه هجوم على حرية التعبير والصحافة، وهذا الهجوم غير مبرر بأي صورة من الصور».
من جانبه، ندد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، ورئيس المفوضية الأوروبية جان - كلود يونكر، بالهجوم ووصفاه بأنه «همجي».
وأبدى بان كي مون، «غضبه من الجريمة المريعة التي لا مبرر لها وهدفها إحداث انقسام». بينما قال يونكر، في بيان أصدره الاتحاد الأوروبي، «هذا عمل غير مقبول على الإطلاق عمل همجي يتحدانا كبشر وأوروبيين».
واستنكرت منظمة «هيومن رايتس ووتش» بشدة الهجوم ورأت أنه «لا يوجد شيء يبرر هذا الهجوم ويجب تقديم الأشخاص الذين دبّروه ونفذوه للعدالة».