أفادت صحافة الكيان الصهيوني بأن معدلات انتحار عساكر الاحتلال خلال أداء الخدمة الفعلية في الجيش، تشهد ارتفاعا مقارنة بالسنوات السابقة.
ووفقا للصحافة، فقد أنهى ما لا يقل عن 15 عسكريا صهيونيا حياتهم منذ بداية عام 2025 الجاري، في حين انتحر 21 عسكريا خلال العام الماضي.
وأشارت المصادر إلى أن غالبية العساكر المنتحرين هم من قوات الاحتياط في الخدمة الفعلية. وقالت إنّ نسبة كبيرة من العساكر المنتحرين تعرضوا لمواقف أثناء القتال أثرت على وضعهم النفسي بشكل كبير.
ثالث عسكري في أيام
وأفادت صحافة الاحتلال بانتحار عسكري صهيوني شارك في حرب غزة في ثالث حالة انتحار لعسكريين خلال أسبوع ونصف فقط.
ومساء الاثنين، أفادت وسائل إعلام صهيونية، بانتحار عسكري شارك في الحرب على غزة، وهو الثالث الذي يضع حدا لحياته خلال 10 أيام.
وقالت إذاعة الجيش الصهيوني إن العسكري من لواء ناحال قد انتحر صباح الاثنين في قاعدة عسكرية بمرتفعات الجولان. واضافت أن العسكري المنتحر قاتل في غزة لأكثر من عام.
والأسبوع الماضي، انتحر عسكري في لواء غولاني شارك أيضا في الحرب على غزة بإطلاق النار على نفسه في قاعدة سدي تيمان بصحراء النقب.
وفي الأسبوع نفسه، أفادت الأنباء بأن عسكريا انتحر بعد معاناته المستمرة خلال شهور الحرب الطويلة على غزة ولبنان وبعد ما شهده من فظائع وويلات هذه الحرب.
ووفقا لوسائل إعلام صهيونية، انتحر ما لا يقل عن 44 عسكريا منذ بدء الحرب الصهيونية على غزة، بسبب أعراض نفسية ناتجة عن القتال.
وفي الأسابيع القليلة الماضية ومع تزايد خسائر الجيش الصهيوني جراء عمليات المقاومة المتصاعدة، رفض عدد من عساكر الاحتلال العودة للقتال في غزة، وسُجن بعضهم.
الجيش يواجه أخطر الأزمات
من ناحية أخرى، قال معهد دراسات الأمن القومي الصهيوني إن جيش الاحتلال يواجه واحدة من أخطر أزمات القوى البشرية في تاريخه. وأشار إلى أنّه بحاجة لعشرات آلاف العسكريين في ظل الاستنزاف والقتال على جبهات متعدّدة.
ووفقا لمعهد دراسات الأمن القومي الصهيوني، فإنّ 71 % يعتقدون أن إعفاء معظم اليهود الحريديم من الخدمة سيلحق ضررا بدوافع الخدمة، بينما يعتقد 42 % من الصهاينة أن إعفاء الحريديم سيؤثر على تشجيع أبنائهم للانضمام للخدمة في الجيش.
وتواجه قوات الاحتلال أزمة عسكرية تجلت في لجوئها لاستخدام وحدات النخبة والكوماندوس في تنفيذ مهام المشاة التقليدية، في خطوة تكتيكية تكشف عمق النقص العددي الذي تعانيه هذه القوات في قطاع غزة.ونقلت مصادر شهادات لعسكريين قالوا إنّ قيادتهم تتفاوض معهم بشأن تمديد فترة الخدمة العسكرية لعام إضافي، كما اشترك عساكر صهاينة في نشاطات عسكرية تستغرق أحيانا 12 ساعة.
وتنعكس أزمة القوة البشرية على محاولات إطالة فترات التجنيد وتمديد الخدمة، وهذا يزيد من حالة التذمر والإرهاق في صفوف القوات.
ولا يستطيع الاحتلال تحقيق السيطرة الفعلية على الأرض بالقوة في ظل هذا النقص العددي، خاصة مع اتساع المنطقة المطلوب السيطرة عليها والحاجة إلى قطاعات برية كبيرة لضمان هذه السيطرة.
في الأثناء أكّد قادة بالمعارضة الصهيونية، الاثنين، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو “يبيع جنوده ويضحي بدمائهم” للبقاء في السلطة.
ووصفوا مقتل 3 عسكريين في قطاع غزة بأنها “كارثة مفجعة” و«ليلة سوداء”، وأنّهم لقوا حتفهم ضمن “حرب سياسية لا تنتهي”.