حماس تصفه بموجة جديدة من الإبادة الصّهيونية

غضـب واسع مـن مخطـط تهجـير سكان غزة قسرا

 يبدو أنّ الاحتلال الصّهيوني بدأ تنفيذ خطة احتلال مدينة غزة عبر تطويقها بالنار وتهجير سكانها قبل الاقتحام، حيث بدأ التحضير لإخلاء مئات الآلاف من سكان المدينة ونقلهم إلى خيام في جنوب القطاع. فيما اعتبرت منظمات أممية أنّ الخطوة تهدف إلى فرض واقع ديموغرافي جديد بالقوة.
كانت قوات الاحتلال شنّت خلال الأيام الماضية عمليات عسكرية مكثفة على أطراف مدينة غزة، قبل أن تعلن عن إدخال خيام ومعدات إيواء عبر معبر كرم أبو سالم تمهيدا لإخلاء نحو 800 ألف فلسطيني جنوبا.
وتشير الخطة، التي أقرّها المجلس الأمني الصّهيوني، إلى أنّ عملية الإخلاء ستستغرق عدة أسابيع يعقبها هجوم بري واسع النطاق على المدينة، أكبر المراكز الحضرية في القطاع، وسط توقّعات بأن يمتد الهجوم حتى عام 2026.
وتحدث جيش الاحتلال، السبت، عن تحضيرات لتهجير الفلسطينيين من مدينة غزة إلى المناطق الواقعة جنوبي القطاع، وذلك ضمن خطته لإعادة احتلال قطاع غزة بالكامل والتي لاقت انتقادا دوليا واسعا.
وادعى متحدث الجيش في بيان، أنّ سيسمح اعتبارا من الأحد، بتجديد توفير الخيام ومعدات المأوى لفلسطينيي القطاع الذين فقدوا منازلهم على مدار 22 شهرا من حرب الإبادة الجماعية المتواصلة.
كما ادعى أنّ نقل هذه المعدات سيتم عبر “منظمة الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الدولية، وذلك من خلال معبر كرم أبو سالم جنوبي القطاع، بعد خضوعها للتفتيش الدقيق”.

خطــة تهجـير واسعــة

 ادعت هيئة البث العبرية، الجمعة، أنّ الجيش الصّهيوني يستعد لتسريع “العملية العسكرية”، التي تهدف لاحتلال مدينة غزة، وذلك بعد إعلان الجيش بدء عمل “الفرقة 99” خلال الأيام الأخيرة في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة.
كما صدّق رئيس الأركان في الجيش الصّهيوني، الأربعاء، على “الفكرة المركزية” لخطة إعادة احتلال قطاع غزة بالكامل، بما في ذلك مهاجمة منطقة الزيتون جنوب مدينة غزة التي بدأت الثلاثاء.
وأثار اعتزام الكيان الصّهيوني إعادة احتلال قطاع غزة انتقادات رسمية وشعبية في أنحاء العالم، مع تحذيرات من مزيد من الضحايا الفلسطينيين جراء حرب الإبادة وسياسة التجويع الممنهجة.

”توفـير الخيام” تجميـل للتهجــير القســري

 هذا، وقد عدّ المكتب الإعلامي الحكومي بغزة ترويج الاحتلال لسماحه بتوفير الخيام للفلسطينيين الذين سيجبرهم على النزوح من مدينة غزة إلى جنوبي القطاع، محاولة لـ«تجميل جريمة التهجير القسري الجماعي” والتي يواصل الكيان الصّهيوني ارتكابها منذ 22 شهرا.
وقال مدير عام المكتب الحكومي إسماعيل الثوابتة، إنّ “ما يروّجه الاحتلال بشأن نقل المدنيّين وتوفير الخيام لهم عبر معبر كرم أبو سالم، ليس سوى محاولة مكشوفة لتجميل جريمة التهجير القسري الجماعي التي يرتكبها منذ بدء الإبادة الجماعية ضدّ المدنيّين في قطاع غزة”.
وأوضح الثوابتة أنّ الاحتلال الصّهيوني الذي يتحدّث عن سماحه “بتوفير الخيام، هو ذاته الذي دمّر البيوت والبنية التحتية بشكل ممنهج، ومنع عودة السكان إلى مناطقهم، وفرض حصاراً شاملاً حرم المدنيين من الغذاء والدواء والماء”.
وحذّر من أن تتحول المنطقة، التي يعتزم الجيش الصّهيوني تخصصيها لتلك الخيام لاستيعاب النازحين، إلى “فخ دموي جديد”، على غرار ما حدث مع منطقة “المواصي” غربي مدينتي رفح وخان يونس جنوبي القطاع، والتي حشد فيها أكثر من مليون ونصف إنسان خلال الأشهر السابقة.
وتابع أنّ الجيش الصّهيوني بعد حشر الفلسطينيين في المواصي التي زعم أنها “آمنة وإنسانية”، قصفها أكثر من “72 مرة” خلال فترة تواجد المدنيين فيها قسرا.
وجدّد الثوابتة تأكيده على أنّ “التهجير القسري للسكان المدنيين تحت الاحتلال يشكّل جريمة حرب وجريمة ضدّ الإنسانية، بموجب اتفاقية جنيف الرابعة ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية”.
وندّد المسؤول الحكومي بالادعاءات الصّهيونية بتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، معتبرا إياها قلبا للحقائق. وشدّد في حديثه على أنّ ما يحدث هو جزء من “سياسة ممنهجة لتفريغ محافظات قطاع غزة من السكان، واستبدال حق العودة الطوعي والآمن بواقع مفروض من الخيام والمناطق المعزولة”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19851

العدد 19851

الأحد 17 أوث 2025
العدد 19850

العدد 19850

السبت 16 أوث 2025
العدد 19849

العدد 19849

الخميس 14 أوث 2025
العدد 19848

العدد 19848

الأربعاء 13 أوث 2025