الإحتلال يقصف مراكز توزيع المياه بقطاع غزة

عشرات الشهداء في مجازر متواصلة وبيت حانون تباد

يوم جديد من الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصّهيوني في قطاع غزة، حيث استقبلت المستشفيات عشرات الشهداء والجرحى في غارات جديدة، وأكّدت منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) أنّ الكيان الصّهيوني عزل سكان غزة في 55 كيلومترا مربعا، وقالت إنّ فرقها رصدت تزايدا في حالات سوء التغذية بالقطاع.

استشهد أمس، 42 فلسطينيا، ومن ضمنهم 10 ينتظرون الحصول على المياه، بينما أصيب آخرون جراء هجمات صهيونية متفرقة على قطاع غزة.  واستقبل مستشفى العودة 10 شهداء -بينهم 6 أطفال- و16 مصابا بعد استهداف الاحتلال نقطة توزيع مياه شمال غرب مخيم النصيرات. وأفادت مصادر طبية في مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بوصول جثامين 10 شهداء إضافة إلى مصابين، بعضُهم أطفال، ارتقوا إثر قصف صهيوني استهدف منزلا لعائلة “العربيد” في جنوب مخيم النصيرات.
وأفاد مصدر في مستشفى الشفاء باستشهاد 5 فلسطينيّين في قصف للاحتلال على شقة سكنية في شارع حميد غربي غزة، كما استقبل المستشفى شهيدة و3 مصابين إثر قصف شقة سكنية لعائلة الداية بمحيط مسجد المجمع الإسلامي في حي الصبرة جنوبي غزة. وذكر مجمّع ناصر الطبي أنّ 3 فلسطينيّين استشهدوا في قصف صهيوني على خيمة نازحين في منطقة المواصي. وفي وقت سابق، أفادت مصادر في مستشفيات القطاع بأنّ 110 فلسطينيّين استشهدوا في غارات السبت، منهم 34 من طالبي المساعدات في مراكز التوزيع.

بيـت حانــون تبــاد

 في الأثناء، تواجه مدينة بيت حانون، الواقعة أقصى شمال قطاع غزة، إبادة حقيقية، فعشرات الغارات الجوية الصّهيونية استهدفت المدينة بشكل متزامن وغير مسبوق في واحدة من أعنف موجات “الأحزمة النارية”، منذ بداية حرب الإبادة على القطاع في السابع من أكتوبر 2023.
وتحول المشهد على أرض وسماء بيت حانون إلى كتل متفرّقة من اللهب وأعمدة من الدخان المتصاعد في كل مكان، وعندما ينقشع كل هذا لا يظهر إلا دمار شامل لا يحمل إلّا لون السواد.
بيت حانون، التي أجبر الجيش الصّهيوني الفلسطينيّين على إخلائها قسرا تحت القصف والنار قبل شهور، بدت تحترق وحيدة وأصوات الإنفجارات فيها تسمع من على بعد عدة كيلومترات في مدينة غزة ومناطق وسط وجنوب القطاع. وأفاد مراسلون، بأنّ دوي الإنفجارات العنيفة في بيت حانون أثار حالة من الهلع في صفوف الفلسطينيّين في مدينة غزة من شدّتها، رغم أنهم عايشوا منذ بداية الحرب أصوات قصف ومشاهد نيران هائلة، لكن الصورة هذه المرة كانت مختلفة تماماً.
وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، نشر نشطاء نقلا عن حسابات صهيونية مقطع فيديو مرعب وثّق لحظة قصف جيش الاحتلال لبيت حانون، حيث كان المشهد أقرب إلى مشاهد نهاية العالم: ضوء أحمر كثيف يبدّد الظلام وصدى انفجارات عميقة تهزّ الأبنية عن بُعد.
ورغم أنّ بيت حانون تحولت فعليا لحطام مدينة، إلّا أنّ الجيش الصّهيوني قال إنّ طائراته استهدفت “أكثر من 35 هدفًا لحماس” في البلدة بزعم ضرب بنى تحتية للحركة. والجمعة، نشر وزير الدفاع الصّهيوني، صورة جوية لبيت حانون، تفاخر حينها بأنّ المدينة “سُويت بالأرض”، في مشهد صادم يظهر مساحات شاسعة من الركام وبقايا أبنية مدمرة بالكامل.
وكانت بيت حانون أولى المناطق التي دخلها الجيش الصّهيوني، في بداية التوغّل البري على غزة في 28 أكتوبر 2023، ضمن حرب إبادة مستمرة خلّفت دمارا واسعا وأكثر من 195 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيّين.

حصار وعزلـة

 من جانب آخر، قال عدنان أبو حسنة المستشار الإعلامي لوكالة “الأونروا”، إنّ قوات الاحتلال دفعت معظم سكان قطاع غزة للتجمّع في مساحة 55 كيلومترا مربعا.
وأوضح أبو حسنة أنّ الطواقم الطبية منهكة للغاية وتعاني نقصا شديدا في الإمدادات الطبية والوقود، وأكّد أنّ توزيع المواد الغذائية بالنظام الحالي تحول لساحة قتل جديدة. وأكّدت الوكالة في بيان، أمس الأحد، أنّ فرقها تواصل عملها لمساعدة أكثر الفئات ضعفا في غزة، وقالت إنّ عيادتها في غزة شهدت زيادة في عدد حالات سوء التغذية منذ مارس الماضي عندما بدأ الحصار، الذي تفرضه سلطات الاحتلال وتمنع بموجبه دخول أي مساعدات للقطاع. وأضافت الوكالة “لم يُسمح للأونروا بتقديم أي مساعدات إنسانية منذ ذلك الحين”.
سياسياً، تتواصل جهود التوصّل إلى اتفاق بشأن غزّة بعد أن واجهت المفاوضات تعثراً جديداً، السبت، وفق مصادر فلسطينية مطّلعة، بسبب إصرار الاحتلال على تقديم خريطة انسحاب تبقي بموجبها سيطرة عسكرية على نحو 40% من مساحة القطاع، وهو ما اعتبرته “حماس” خطة لتقسيم غزة إلى مناطق معزولة بلا معابر ولا حرية تنقل. في المقابل، قالت وسائل إعلام أنّ الاحتلال سيقدم خرائط جديدة، في محاولة لتجاوز الخلافات.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025
العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025
العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025