مقتل وجرح 19 عسكريا صهيونيا في “كمين بيت حانون”

الاحتــلال في صدمة والمقاومة تتوعّــد بتصعيـد العمليات

توعّدت كتائب القسام بالمزيد من العمليات العسكرية، وذلك بعد قيام مقاتليها بشن هجوم كبير ضد قوة صهيونية متوغلة في بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة، والذي أسفر عن مقتل خمسة عسكريين وإصابة 16، كما توعدت بأسر عساكر إضافيين في الهجمات القادمة.

وقال أبو عبيدة، الناطق العسكري باسم كتائب القسام، في تدوينه على قناته في منصة “تلغرام”، إن “عملية بيت حانون المركّبة، هي ضربةٌ إضافيةٌ سددها مقاتلونا الأشداء لهيبة جيش الاحتلال الهزيل ووحداته الأكثر إجراما، في ميدان ظنّه الاحتلال آمناً بعد أن لم يُبقِ فيه حجراً على حجر”.
وأشار إلى أنّ معركة الاستنزاف التي يخوضها مقاتلو القسام مع جيش الاحتلال من شمال القطاع إلى جنوبه “ستكبّده كل يوم خسائر إضافية”، وأضاف: “ولئن نجح مؤخراً في تخليص عساكره من الجحيم بأعجوبة، فلربما يفشل في ذلك لاحقاً ليصبح في قبضتنا أسرى إضافيون”.
وقال إنّ “صمود شعبنا وبسالة مقاوميه الشجعان، هما حصراً من يصنعان المعادلات ويرسمان معالم المرحلة القادمة”، وأضاف متوعّدا “إن القرار الأكثر غباءً الذي يمكن أن يتخذه نتنياهو سيكون الإبقاء على قواته داخل القطاع”. كما أكّد أنّ “جنائز وجثث جيش العدو ستصبح حدثا مستمرّا طالما استمر العدوان”.
وجاءت العملية التي نفذها مقاتلو القسام في ساعة متأخرة من ليل الاثنين، وأعلن الاحتلال نتائجها فجر الثلاثاء، في خضم عقد مفاوضات غير مباشرة بين حماس والاحتلال الصهيوني في العاصمة القطرية الدوحة، تبحث سبل التوصل إلى تهدئة، وقد تخللها في اليوم الأول عقبات منها انسحابات الجيش الصهيوني من القطاع.

 من أكبر عمليات المقاومة

وتعد هذه العملية من أكبر العمليات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد عساكر الاحتلال المتوغلين داخل قطاع غزة، منذ استئناف الاحتلال العدوان على قطاع غزة يوم 18 مارس الماضي، كما تعتبر من العمليات القوية التي نفذتها المقاومة بعد يوم السابع من أكتوبر 2023.
هذا وقد ذكرت تقارير صهيونية أن خمسة عساكر قتلوا، فيما أصيب 16 آخرين، حالة بعضهم وصفت بالخطيرة، جراء تفجير حقل ألغام بعدة آليات عسكرية وإطلاق صواريخ مضادة للدروع تجاه قوة للجيش في بلدة بيت حانون أقصى شمال غزة.
وحسب ما كُشف صهيونيا، فإن رتلا من الدبابات والآليات العسكرية تعرض لتفجير عدد من العبوات الناسفة، التي زرعها مقاتلو حماس، ما تسبب بعدد من القتلى والجرحى، وذلك بعد تدمير واحتراق عدد من الآليات العسكرية.
وتلا ذلك أن قام مقاتلو القسام بإطلاق صواريخ مضادة للدروع تجاه الآليات المستهدفة وقوات الإنقاذ التي حضرت للمكان، وحسب مصادر للاحتلال، فإن فوضى عارمة حدثت في المكان، بسبب الانفجارات المتتالية للعبوات الناسفة.
وبسبب قوة الحادث، شاركت الكثير من المروحيات العسكرية في إجلاء القتلى والمصابين، ويتردّد أن العساكر القتلى والمصابين تعرّضوا لحروق كبيرة بسبب الحرائق جراء الانفجارات العنيفة.
هذا، وتصاعدت عمليات المقاومة بشكل كبير خلال الأسابيع الماضية، وأدت لمقتل وإصابة عشرات العسكريين والضباط الصهاينة في مناطق مختلفة بالقطاع.
وفي الأيام الماضية بدا تصاعد عمليات المقاومة لافتا في خان يونس جنوبي قطاع غزة، حيث قتل وأصيب العديد من العساكر الصهاينة.
وكان جوان الماضي هو الأكثر دموية في صفوف جيش الاحتلال حيث قتل 20 عسكريا وضابطا خلاله وأصيب آخرون، وفق ما أكدته وسائل إعلام الاحتلال الأسبوع الماضي.

ردود فعل الاحتلال

  كمين المقاومة شكّل ضربة موجعة للاحتلال، حيث نشرت وسائل إعلام صهيونية صورة لنتنياهو وقد بدا متجهما أثناء إبلاغه بالكمين خلال وجوده في البيت الأبيض.
كما أثارت العملية ردود فعل واسعة ومتباينة لدى النخبة السياسية الصهيونية، ففي حين دعا البعض إلى إنهاء الحرب على غزة مثل زعيم المعارضة الصهيونية يائير لبيد، حافظت الأصوات اليمينية التقليدية على نغمة التشدد، داعية لمواصلة القتال والدفع باتجاه التضييق على المقاومة.
وفي السياق، حرّض الوزيران المتطرّفان إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، أمس الثلاثاء، على وقف إدخال مساعدات إغاثية (الشحيحة) إلى قطاع غزة و«سحق” الفلسطينيين، وتجويعهم حتى الموت وتهجيرهم ووقف مفاوضات وقف إطلاق النار.

تجويع سكان القطاع حتى الموت

ومعروف أن بن غفير (وزير الأمن القومي) وسموتريتش (وزير المالية) يعارضان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ويطالبان بشكل متكرر باحتلال القطاع وتهجير الفلسطينيين منه وإقامة مستوطنات يهودية على أراضيه.
واعتبر بن غفير أنه “لا داعي للتفاوض” مع من يقتلون العساكر الصهاينة، وأنه “يجب سحقهم حتى العظم، وتجويعهم حتى الموت، لا خنقهم بالمساعدات الإنسانية التي تمدهم بالأكسجين”، وفق تعبيره.
ورأى أن “الحصار الشامل والسحق العسكري وتشجيع الهجرة والاستيطان، هي مفاتيح النصر الكامل”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025