بينما يتزايد الحديث عن قرب التوصل إلى هدنة جديدة من شهرين في قطاع غزة، يواصل الجيش الصهيوني تصعيده مستهدفا منازل وتجمعات النازحين ما يتسبّب في مجازر دموية تخلّف يوميا عشرات الشهداء والمصابين.
استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين، أمس، في غارات صهيونية على قطاع غزة، بينما قالت الأمم المتحدة إن “منع وصول المساعدات مع اشتداد المجاعة في غزة يعني قتل المزيد من الأرواح”.
وكثّف جيش الاحتلال منذ ساعات الليل وحتى فجر أمس الاثنين، قصفه لمناطق شرق غزة وشمال القطاع، بالتزامن مع عمليات عسكرية برية، حيث أفاد شهود عيان بسماع انفجارات عنيفة ومتتالية. وقالت مصادر في مستشفيات غزة إن 24 فلسطينيا استشهدوا في غارات للاحتلال على مناطق عدة بالقطاع. وأفاد الإسعاف والطوارئ في غزة باستشهاد شخصين، وإصابة 20 آخرين بنيران قوات الاحتلال قرب مركز مساعدات شمالي مدينة رفح.
وفي خان يونس قال مجمّع ناصر الطبي، إن 3 أشخاص استشهدوا بقصف صهيوني على وسط وغربي وجنوبي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي وسط القطاع، استشهد 3 فلسطينيين وأصيب آخرون في غارة جوية صهيونية استهدفت منزلا لعائلة الجدي بمخيم البريج، حسب ما أفادت مصادر طبية في مستشفى “شهداء الأقصى” بمدينة دير البلح.
وأصيب 4 فلسطينيين بجروح خطيرة جراء غارة للاحتلال استهدفت خيمة تؤوي نازحين في مدينة دير البلح، وفق المصادر ذاتها.
وفي شمال القطاع، قالت مصادر طبية في مجمع الشفاء الطبي إنّ 6 فلسطينيين، بينهم رضيع، استُشهدوا، وأصيب العشرات، معظمهم نساء وأطفال في قصف صهيوني لعيادة طبية تؤوي نازحين وسط مدينة غزة.
وأضافت المصادر أن من بين الشهداء طفلا رضيعا كان نازحاً مع أسرته من المناطق الشرقية للمدينة.
كما استشهد فلسطيني وجرح عدد آخر في قصف استهدف شقة سكنية بحي تل الهوى جنوب مدينة غزة، وفق مصادر طبية وشهود عيان.
وكانت مصادر في مستشفيات القطاع أفادت أنّ 82 فلسطينيا استشهدوا في غارات صهيونية على القطاع منذ فجر الأحد وإلى غاية صباح أمس، تركزت على مدينة غزة ومخيم النصيرات وخان يونس جنوبي القطاع.
تفــاؤل بصفقـة التّبــادل
من ناحية ثانية، وفي إطار جهود وقف إطلاق النار بقطاع غزة، تستضيف الدوحة جولة جديدة من المفاوضات، لبحث آليات تنفيذ هدنة تستمر لشهرين.
وتركز حماس في المفاوضات، على ضمان الانتقال إلى وقف دائم لإطلاق النار، وسبل ضمان انسحاب قوات الاحتلال من القطاع، وتحسين إدخال المساعدات عبر منظمات دولية، ورفع الحصار وإعادة الإعمار، إضافة إلى فتح معبر رفح أمام الأفراد والمساعدات.
في السياق، أعرب مبعوث الرئيس الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف، عن تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بغزة وصفقة تبادل أسرى بين الاحتلال الصهيوني وحركة حماس، وأكد التزام الرئيس دونالد ترامب بأمن الكيان.
ورغم تفاؤله بالاتفاق المحتمل، أوضح ويتكوف أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “عازم على تغيير وجه الشرق الأوسط، والتزامه بأمن الاحتلال الصهيوني قوي وواضح”. وأضاف أن “دعوة رئيس الوزراء الصهيوني إلى البيت الأبيض تعكس عمق العلاقة الشخصية والسياسية بين الرجلين”.
من جانبه، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “نحن قريبون جدا من صفقة بشأن غزة، وهناك حظوظ كبيرة بأن نعقد صفقة مع حماس لإطلاق عدد كبير من الأسرى”.
كما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال، أمس الاثنين، عن مصدر مطلع أن رئيس الأركان الصهيوني قال للحكومة إن مزيدا من العمليات في قطاع غزة سيهدّد حياة الأسرى الصهاينة. وأضاف بأنه يفضّل صفقة لإطلاق سراح الأسرى في غزة.