قال الرّئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس الأحد، إن الحفاظ على وحدة البلاد “يمثّل أولوية مطلقة للحكومة”، داعياً إلى “تعزيز الثقة الشعبية بالمؤسّسات”.
وأورد بزشكيان خلال زيارته إلى وزارة الداخلية الإيرانية إنّ “أولويتنا اليوم هي الحفاظ على وحدة البلاد، ويجب أن يطمئن الشعب إلى أنّ الحكومة هي ملاذه وتسعى لخدمته في جميع الظروف”.
وأوضح أنّ الشعب الإيراني أثبت خلال الأيام 12 الماضية من خلال “الوحدة والتلاحم”، أنّه “يقف بثبات إلى جانب وطنه على الرغم من التحدّيات”.
وحدة الشّعب تصون الأمن
وأكّد الرئيس الإيراني أنه “بوحدة الشعب، يمكننا الاعتماد على مشاركة المواطنين في صنع القرار والإشراف على السياسات وصون الأمن الداخلي”.
وأشاد بوقوف المواطنين إلى جانب الوطن “بغضّ النظر عن اختلافاتهم الفكرية والسياسية”، مؤكّداً أنّ هذا الموقف يستحقّ التقدير والاحترام.
وأعلن بزشكيان عن خطة لتفعيل المدارس وتعزيز التعليم الوطني، وقال: “لدينا خطة لتقديم تعليم دقيق حول مفهوم الوطنية، حتى نحافظ على هذه الوحدة وتعزيز الوعي لدى أبنائنا”. ودعا في هذا السياق إلى “دعم الجهود التربوية والثقافية التي ترسّخ مفهوم الهوية الجامعة”.
الكيان يتستّر على خسائره الفادحة
من ناحية ثانية، أفادت صحيفة للاحتلال أنّ حجم الدمار الذي خلّفته الهجمات الصاروخية الإيرانية الأخيرة على دولة الاحتلال يفوق ما شهدته الحروب السابقة، حيث تسبّبت الصواريخ في تدمير واسع طال المباني السّكنية والمؤسسات والمرافق العامة، تاركة عشرات الآلاف من المستوطنين دون مأوى.
ووفقًا للصّحيفة، فإنّ إعادة بناء ما دمّرته هذه الحرب قد يتطلب أكثر من أربع سنوات، في حال توفّرت الظروف المثالية، مع تأكيدات بأن الشعور بالأمان لن يعود بسهولة إلى هؤلاء المستوطنين، إن عاد أصلًا.
في هذا السياق، كشفت الصحيفة الصهيونية أن مكاتب التعويضات التابعة لسلطات الاحتلال استقبلت حتى الآن نحو 43 ألف مطالبة، معظمها تتعلق بأضرار لحقت بالمنازل، فيما شملت بقية المطالبات الأضرار التي أصابت المحال التجارية، المؤسسات العامة، المكاتب، المركبات والمعدات المختلفة.
وتشير التقديرات إلى أنّ قيمة التعويضات قد تتجاوز أربعة مليارات شيقل، بينما أكّدت ميراف سبيون، المسؤولة في سلطة الضرائب، أن حجم الأضرار خلال هذه الحرب القصيرة يعادل نصف ما سجل خلال عام ونصف من العدوان على غزة منذ أكتوبر 2023، رغم أن مدة المواجهة مع إيران لم تتجاوز 12 يومًا.وكما تشير ذات التقديرات إلى أن عملية إعادة الإعمار قد تستغرق بين أربع إلى ثماني سنوات، حتى في أفضل السيناريوهات، في ظل الأزمات البنيوية التي كشفت عنها الحرب. كما أن الحديث عن عودة سريعة إلى ما كان عليه الوضع قبل الهجمات الإيرانية، بحسب الصحيفة، ليس سوى أوهام بعيدة المنال، فيما تحاول سلطات الاحتلال تسويق وعودها الزائفة لتغطية على فشلها في حماية جبهتها الداخلية أمام الضربات الإيرانية.