أكّد رئيس حزب “كواليسيون كناريا” الجديد، بيدرو سان خينيس، دعمه المطلق وغير المشروط للشعب الصحراوي في نضاله العادل من أجل تقرير مصيره ونيل حريته. فيما طالبت مسيرة الحرية التي وصلت مدينة إشبيلية في وقفة لها بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين الصحراويين بسجون الاحتلال المغربي.
وفي كلمة له أمام المؤتمر الانتخابي للحزب بجزر الكناري، عبّر بيدرو سان خينيس عن “قناعته الراسخة بحق الشعب الصحراوي في تقرير المصير والحرية والاستقلال”، مشدّدا على أن القضية الصحراوية هي “قضية حقوق وعدالة تستحق التضامن والعمل من أجل إنهاء الاحتلال واستعادة الحرية للشعب الصحراوي”. ودعا رئيس حزب “كواليسيون كناريا” القوى السياسية الإسبانية إلى تحمل مسؤولياتها الأخلاقية والتاريخية تجاه الشعب الصحراوي، مطالبا اسبانيا بتحمل مسؤوليتها التاريخية والقانونية اتجاه مستعمرتها السابقة لتمكينها من تصفية الاستعمار.
وأضاف أن سكان جزر الكناري يدركون تماما حقيقة القضية الصحراوية ويقفون بجانبها، مشدّدا على أن هذه القضية هي “قضية عدالة وشرعية دولية وليست محل مساومة أو صفقات سياسية”. كما أكد أن دعم سكان جزر الكناري للشعب الصحراوي “ينبع من روابط تاريخية وثقافية وجغرافية مشتركة ومن قناعة بأن الحرية والكرامة لا يمكن التفاوض عليهما”، داعيا المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود للضغط على المغرب وإنهاء الاحتلال.
تجدر الإشارة إلى أنّ المؤتمرين انتخبوا على رأس حزب “كواليسيون كناريا” بيدرو سان خينيس، البرلماني السابق المعروف بمساندته للقضية الصحراوية وكفاح الشعب الصحراوي من أجل حريته وتقرير مصيره، وهو من مواليد مدينة الكويرة الصحراوية إبان الحقبة الاستعمارية الإسبانية وسبق له أن زار مخيمات اللاجئين.
أنشطة مكثّفة لـ “مسيرة الحرية”
وشهدت مدينة إشبيلية الإسبانية، التي تستضيف “مسيرة الحرية” المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين الصحراويين بالسجون المغربية، فعاليات مكثفة تميزت بعقد لقاءات تناولت واقع حقوق الإنسان في الجزء المحتل من الصحراء الغربية، في ظل ما يرتكبه الاحتلال المغربي من انتهاكات جسيمة بحق الشعب الصحراوي.
وأجرت الناشطة كلود مونجان التي تقود “مسيرة الحرية”، عدة لقاءات مع مسؤولين إسبان ببرلمان إشبيلية، تناولت الوضع المزري للمعتقلين السياسيين الصحراويين داخل سجون الاحتلال المغربي، مع التركيز على سجن “القنيطرة” على وجه الخصوص، حيث يقبع زوجها الأسير نعمة الأصفاري، ضمن مجوعة “إكديم إيزيك”.وفي السياق، سلّطت الناشطة الفرنسية الضوء على معاناة زوجها ضمن هذه الحركة الأسيرة في مقابلة على قناة تلفزيونية محلية. إلى جانب ذلك، استقبل أعضاء المسيرة الدولية من طرف مجلسي بلديتي “مارينا ديل ألكور” و«إل فيسو ديل ألكور” وأجروا سلسلة من الاجتماعات تركزت حول وضعية السجناء السياسيين الصحراويين المسجونين ظلما في المغرب، كما التقوا بأعضاء جمعيتي “الفرحة للتضامن مع الشعب الصحراوي” و«البيئة والسلام” في بلدة “إل فيسو ديل ألكور”، والذين أكدوا من خلال رسائل عدة، تضامنهم مع السجناء السياسيين الصحراويين ودعمهم لقضيتهم العادلة.
وعلى هامش الفعاليات، نظمت جمعيات “الصداقة والتضامن مع الشعب الصحراوي”، والجالية الصحراوية المقيمة بالمدينة، وتمثيلية جبهة البوليساريو بالأندلس، وقفة للمطالبة بإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين القابعين بسجون الاحتلال المغربي، وفي مقدمتهم مجموعة “أكديم إزيك”.
وفي كلمته خلال الفعالية، دعا ممثل جبهة البوليساريو بالأندلس، محمد سالم داحة، إلى حشد كل الطاقات من أجل إنجاح الحملة الوطنية والدولية لإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين بالسجون المغربية وعلى رأسهم معتقلي “أكديم إزيك”، معربا عن دعم التمثيلية والجالية الصحراوية للناشطة الفرنسية، كلود مونجان أسفاري التي تقود المسيرة.
وشكّل ذلك فرصة، دعت خلالها الجالية الصحراوية، الحكومة الإسبانية إلى”تحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية إزاء الشعب الصحراوي والضغط على الاحتلال المغربي للإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين الصحراويين”.
فضح جرائم الاحتلال المغربي
وبدوره أبرز اتحاد الصحفيين والكتاب الصحراويين بالعاصمة الأرجنتينية، بوينس آيرس، جرائم الاحتلال المغربي بحق الإعلاميين الصحراويين، داعيا الصحفيين في مختلف قارات العالم إلى التضامن الفعال مع الشعب الصحراوي من أجل كسر الحصار الإعلامي للاحتلال.
وبهذا الخصوص، أكّدت فاطمة الغالية محمد سالم، رئيسة رابطة الصحفيين والكتاب الصحراويين بأوروبا، في مداخلتها باسم اتحاد الصحفيين الصحراويين، خلال الندوة الدولية الثانية للصحفيين والإعلاميين المتضامنين مع الشعب الصحراوي، أن الإعلاميين الصحراويين يقاتلون ضد آلة الدعاية المغربية.
وأوضحت أنّ “الاحتلال المغربي عدو يخفي الحقيقة ويشوه نضالنا ويتلاعب بالواقع”، وهو “نظام يرشو السياسيين والصحفيين ورجال الأعمال لعرقلة كل ما يتعلق بالقضية الصحراوية”، مستدلة في هذا الإطار بفضيحة “ماروك غايت”، حيث لا تزال المحاكم الأوروبية تحقق في كيفية قيام المغرب بإرشاء أعضاء من البرلمان الأوروبي للتأثير على القرارات وتحييد أي تقدم لصالح الشعب الصحراوي. وأشارت إلى تحالف المغرب مع القوى الإمبريالية الكبرى التي “تحميه من الحساب والعقاب والمساءلة وتعتبره غير قابل للمساس”، منبهة إلى أن الصحافة الدولية “غالبا ما تبقى صامتة بسبب الخوف أو المصلحة الذاتية أو الضغط المباشر”.
وأكّدت أنّ المغرب يهدّد ويضطهد ويتجسّس على الصحفيين، كما فعل مع الصحفي الإسباني المخضرم إغناسيو سيمبريرو ونشطاء وسياسيين آخرين باستخدام برنامج التجسس الصهيوني “بيغاسوس”.
وفي حديثها عن تواطؤ وسائل الإعلام الصارخ مع الاحتلال المغربي، استدلّت فاطمة الغالية محمد سالم بمنع هيئة الإذاعة والتلفزيون الإسبانية لصحفييها من السفر من أجل تغطية الحرب التي اندلعت في 13 نوفمبر 2020 في الصحراء الغربية المحتلة، بعد خرق المغرب لاتفاق وقف إطلاق النار، للتعتيم على هذه الحرب التي يحاول المغرب إخفاءها.
كما أبرزت المتحدثة أنّ الصحافة الصحراوية تخوض معركة غير متكافئة ولكنها حاسمة، قائلة: “نحن نقاتل على جميع الجبهات: في الأخبار وفي الساحة الدبلوماسية وفي ساحة المعركة وفي المحاكم، مندّدين بانتهاكات حقوق الإنسان المستمرة في الأراضي الصحراوية المحتلة من قبل المغرب”.
وفي السياق، لفتت ذات الإعلامية إلى أنّ الصحافة الصحراوية تجد اليوم مزيدا من الدعم لمواصلة معركتها الإعلامية، ومواصلة كسر الحصار الإعلامي الذي يحاول خنق صوتها في صمت، داعية الصحافة في أمريكا اللاتينية إلى أن تصبح أكثر انخراطا في تغطية نضال الشعب الصحراوي من خلال إيصال صوته والتنديد بمعاناته. وانطلقت بالعاصمة الأرجنتينية أشغال الندوة الدولية الثانية للصحفيين والإعلاميين المتضامنين مع الشعب الصحراوي.
وبالموازاة مع ذلك، نفّذت وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي قصفا مركزا استهدف مقرات لجيش الاحتلال المغربي بقطاع الكلتة، مخلفة “خسائر فادحة في الأرواح والمعدات”، حسب ما أكّده البيان العسكري الصادر عن المديرية المركزية للمحافظة السياسية للجيش الشعبي الصحراوي، كما يواصل الجيش الصحراوي عملياته العسكرية مستهدفا قواعد وتخندقات جنود الاحتلال المغربي على طول الجدار الرملي.