أفرجت حماس أمس عن الأسير الأمريكي الصهيوني، عيدان ألكسندر، بموجب اتفاق توصّلت إليه الحركة مع الإدارة الأمريكية. وبحسب مسؤولين أمريكيين، يفترض أن يفضي إطلاق ألكسندر إلى مفاوضات للتوصل إلى صفقة تبادل ووقف إطلاق النار، وذلك على الرغم من إعلان حكومة بنيامين نتنياهو تصميمها على مواصلة الحرب.
أكّد مسؤول أمريكي أمس أنّه بمجرد إطلاق سراح الرهينة عيدان ألكسندر، ستبدأ الولايات المتحدة على الفور مفاوضات للتوصل إلى اتفاق أوسع نطاقا. وأضاف المسؤول أنه من المتوقع أن يشمل الاتفاق وقفا موسعا لإطلاق النار والإفراج عن مزيد من الأسرى.
ومساء الأحد، أعلنت حركة حماس أنّ عيدان ألكسندر، آخر أسير أمريكي على قيد الحياة في غزة، سيتم إطلاق سراحه كجزء من جهود وقف إطلاق النار وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية.
وقال رئيس وفد حماس في بيان: “سوف يتم إطلاق سراح عيدان ألكسندر، ضمن الخطوات المبذولة لوقف إطلاق النار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات والإغاثة لشعبنا في قطاع غزة”، مؤكّدا “استعداد الحركة للبدء الفوري في مفاوضات مكثفة، وبذل جهود جادة للوصول إلى اتفاق نهائي لوقف الحرب وتبادل الأسرى”.
وقد أشاد الرئيس الأمريكي ترامب بقرار حماس واعتبره خبرا تاريخيا، وأعرب عن أمله بإطلاق سراح جميع الأسرى، وإنهاء القتال في غزة.
وكتب ترامب في منشور على منصة “تروث سوشيال”: “أنا ممتن لكل من ساهم في تحقيق هذا النبأ التاريخي”، واصفا الإفراج عن عيدان بأنّه “بادرة حسن نية”، ومضيفا “نأمل أن تكون هذه أولى الخطوات الأخيرة اللازمة لإنهاء هذا النزاع الوحشي”. ووجّه ترامب الشكر إلى كافة الوسطاء في هذه الصفقة، وخاصة مصر وقطر.
يذكر أنّ ألكسندر هو عسكري أمريكي صهيوني نشأ في الولايات المتحدة، وتمّ أسره من قاعدته في السابع من 7 أكتوبر 2023.
انتقادات حادّة لحكومة الاحتلال
هذا، وقال زعيم المعارضة في الكيان الصهيوني في منشور عبر صفحته بمنصة “إكس”، إنّ “التقارير حول اتصالات مباشرة بين حماس والولايات المتحدة تُعدّ فشلًا سياسيًا ذريعًا لحكومة الكيان ورئيسها”.
وأضاف: “إطلاق سراح عِيدان ألكسندر هو أمر مُبارك ومؤثّر، لكن لا يمكننا التوقف عنده، يجب أن يقود ذلك إلى صفقة شاملة تُعيد جميع الأسرى إلى بيوتهم، لم يعد لديهم وقت”.
بدوره، اتّهم أحد أقطاب المعارضة بيني غانتس، في منشور عبر “إكس” الحكومة بأنّها “لا تتحمّل مسؤولية الأسرى” في غزة.
من جهته، قال زعيم حزب “الديمقراطيون” المعارض يائير غولان إنّ “إطلاق سراح العسكري ألكسندر في صفقة تتجاوز نتنياهو هو كابوس يتحقق لعائلات الأسرى ولكل مواطني صهيوني”.
وأضاف: “نتنياهو تخلى فعليا عن مواطنيه وتركهم لرحمة القوى الأجنبية”.
مراكــز الإيـــواء في مرمـــى القصـــف
في غضون ذلك، ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة مروعة في جباليا، بينما أسفر القصف في عموم قطاع غزة عن عشرات الشهداء.
أعلنت وزارة الصّحة في غزّة، أمس الاثنين، ارتفاع حصيلة العدوان الصهيوني إلى “52 ألفا و862 شهيدا و119 ألفا و648 مصابا” منذ 7 أكتوبر 2023. جاء ذلك في بيان للوزارة حول “التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة”.
وقالت الوزارة: “وصل مستشفيات قطاع غزة 33 شهيدا، منهم 29 شهيدا جديدا، و4 شهداء انتشال، و94 مصابا خلال 24 ساعة الماضية”. وأفادت أن “حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس 2025 بلغت ألفين و749 شهيدا، و7 آلاف و607 مصابين”. وأشارت إلى أنه “لا زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم”.
مجـزرة في جباليــا
هذا، واستشهد 18 فلسطينيا وأصيب آخرون، أمس الاثنين، في مجزرة صهيونية جديدة استهدفت مدرسة تؤوي نازحين وغارات متفرقة على قطاع غزة، ضمن حرب إبادة جماعية متواصلة للشهر التاسع عشر.
وقال مصدر طبي إنّ “16 فلسطينيا ارتقوا وأصيب آخرون بجروح؛ جراء قصف طائرات حربية للاحتلال مدرسة فاطمة بنت أسد التي تؤوي نازحين في جباليا البلد شمالي قطاع غزة فجر اليوم”. وأفاد مراسلون بأن الطائرات الصهيونية قصفت المدرسة مرتين؛ ما خلّف الشهداء وبينهم أطفال ونساء. وأفاد شهود عيان بأن الجيش الصهيوني نفذ عمليات نسف منازل سكنية شرق حي التفاح شرقي مدينة غزة، وسط إطلاق نار مكثف من الآليات المتمركزة شرقي المدينة.
وفي وسط قطاع غزة؛ استشهدت طفلة فلسطينية في قصف طائرة مسيرة للاحتلال محيط مسجد حماد الحسنات بمخيم النصيرات. وأضاف المصدر أن فلسطينيًا توفي متأثرًا بجروح أصيب بها في قصف للاحتلال استهدف قبل أيام مدرسة أبو هميسة في مخيم البريج (وسط).
