الأونــروا: يستحيـل تعويضنـا فـي أيّ عمليــة إنسانية
سيكون “من الصعب جداً” توزيع المساعدة الإنسانية في غزّة من دون وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، هذا ما أكدته الناطقة باسم المنظمة، أمس الجمعة. فخلال إحاطة إعلامية من عمان، شددت جولييت توما على أنه “من المستحيل تعويض الأونروا في مكان مثل غزّة، فنحن أكبر منظمة إنسانية”.
وأضافت توما أن لدى المنظمة في غزّة “أكثر من 10 آلاف شخص يعملون على تسليم الإمدادات القليلة المتبقية”، وأوضحت أن الوكالة تدير أيضا ملاجئ للنازحين. وأكدت أنه “من الصعب جدا جدا تصوّر أي عملية إنسانية من دون الأونروا”.
مؤسسـة جديـدة
جاءت هذه التصريحات ردّا على سؤال عن “إعلان الولايات المتحدة عن مؤسسة جديدة ستكلّف عما قريب بإدارة المساعدة الإنسانية في القطاع الفلسطيني المدمّر والمحاصر من قبل الكيان الصهيوني”. علماً أن المعلومات التي رشحت عن هذه المؤسسة (مؤسسة غزّة الإنسانية) لا تزال قليلة، باستثناء أنها غير ربحية ومسجّلة منذ فيفري الماضي في سويسرا ومقرها جنيف.
ومنذ الثاني من مارس واستئناف العدوان العسكري الصهيوني على غزّة، منعت سلطات الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع حيث يعيش 2، 4 مليون نسمة. وكانت الولايات المتحدة، أعلنت أن “مؤسسة” جديدة ستتولى قريبا مهمة إدارة وتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع الفلسطيني. فيما أفادت مصادر صهيونية بعض التفاصيل عن تلك المبادرة الأميركية الجديدة، وأشارت إلى أن المبادرة الأميركية تأتي على مرحلتين، الأولى تستهدف 1.2 مليون من سكان القطاع فقط.
في حين تشمل المرحلة الثانية مليون فلسطيني، المتبقين من سكان غزّة، لكن موعدها لم يحدد بعد.
كما تتضمن المبادرة التي قدمها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف للأمم المتحدة، والتي ستتولاها مؤسسة غزّة الإنسانية “، وهي مؤسسة جديدة قد يرأسها المدير التنفيذي السابق لبرنامج الأغذية العالمي الحائز على جائزة نوبل للسلام، ديفيد بيزلي إقامة 4 مراكز توزيع، على أن يوزع كل مركز مساعدات على 300 ألف شخص، من دون تدخل مباشر من الجيش الصهيوني.
قنوات نقــل آمنة
وتهدف المبادرة التي لم تلقَ أي دعم من الأمم المتحدة حتى الآن، إلى إعادة المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة، من خلال بنية تحتية لوجستية شفافة ومستقلة ومحايدة، وتجاوز العقبات التي أضرت بثقة المانحين وكفاءة التحويلات في السنوات الأخيرة.
حـــــلّ قريـــــب
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية، أعلنت مساء الخميس، أنها على بعد خطوات قليلة من إيجاد حل لإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة الذي يخضع لحصار صهيوني في أوسع عملية تجويع ممنهج للفلسطينيين.
وذكرت متحدثة الوزارة تامي بروس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “دعا إلى حلول مبتكرة من شأنها ضمان السلام وحماية الكيان ومنع تحقيق حماس أي مكاسب وتقديم المساعدة لأهالي غزّة”، وفق تعبيرها.
وأشارت بروس، خلال مؤتمر صحفي، إلى أن ترامب عمل بشكل مكثف خلال الأسابيع القليلة الماضية حول الخطوات التي يجب اتخاذها ووضع الفلسطينيين في غزّة. وتابعت: “بفضل قيادته (ترامب) الملهمة، نحن على بعد خطوات قليلة فقط من هذا الحل لإيصال المساعدات والغذاء”.
إقصـاء الكيـان
وبالمناسبة، قال السفير الأمريكي لدى الكيان الصهيوني مايك هاكابي، أمس الجمعة، إن سلطات الاحتلال لن تشارك في توزيع مساعدات غزّة، لكنها ستشارك في توفير الأمن. وأكد في مؤتمر صحافي أن وصول المساعدات لا يتوقف على التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وتابع: “عدد من الشركاء اتفقوا على آلية لتوزيع المساعدات على غزّة..بعض الشركاء تعهدوا بالتمويل ولا يريدون الكشف عن هوياتهم حتى الآن”.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعد في وقت سابق هذا الأسبوع بإصدار “إعلان مهم جدا” قبيل رحلته المقررة إلى الشرق الأوسط هذا الأسبوع، رافضا في الوقت نفسه الكشف عن أي تفصيل بشأن طبيعة هذا الإعلان.