بينما يكثّـف انتهاكاته في الضفة الغربيـة

الجيــش الصهيوني ينسف منـازل بساكنيهـا في القطـاع..

يواصل الاحتلال الصهيوني قصفه لمناطق مختلفة في قطاع غزّة، حيث استُشهد ما لا يقل عن 30 فلسطينيا في اليومين الماضيين. وفي الوقت نفسه، تزداد وطأة التجويع في القطاع المحاصر، إذ أفادت الأمم المتحدة بإغلاق مزيد من المطابخ الخيرية بسبب نفاد الغذاء.
من جانبها، أعلنت كتائب القسام، الخميس، إيقاع قوتين صهيونيتين من 19 عسكريا بين قتيل وجريح في حي التنور شرقي مدينة رفح، ضمن سلسلة عمليات سمتها “أبواب الجحيم”، وتحدثت وسائل إعلام الاحتلال عن مقتل عسكريين على الأقل وإصابة 12 آخرين.
من ناحية أخرى، قالت إذاعة الجيش الصهيوني إن مقربين من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغوا وزير الشؤون الإستراتيجية الصهيوني أن ترامب قرر قطع الاتصال مع رئيس وزراء الكيان الغاصب بنيامين نتنياهو، لأنه يرى أنه يتلاعب به..جاء ذلك مع كشف مسؤولين أمريكيين عن احتمال إعلان ترامب قريبا عن حل شامل لغزّة لا يلبي جميع مطالب الاحتلال.

شهــداء في  قصـف مساكن

قتل الجيش الصهيوني 4 فلسطينيين بينهم عائلة وأصاب 10 آخرين في سلسلة غارات شنها، أمس الجمعة، على مناطق بقطاع غزّة، ضمن الإبادة الجماعية المستمرة منذ 19 شهراً. وطال القصف الصهيوني بالطيران والمدفعية مناطق سكنية شمال ووسط وجنوب القطاع، وفق شهود عيان ومصادر طبية.
وشهد وسط قطاع غزّة أعنف الهجمات، حيث قتل الجيش الصهيوني فلسطينيا وزوجته وطفلهما الرضيع وأصاب 6 آخرين، في قصف استهدف منزلًا لعائلة “حمدان” في محيط “مسجد الشهداء” شرق مخيم النصيرات، وفق مصادر طبية. كما أصيب عدد من المدنيين في قصف مروحي صهيوني طال شقة سكنية في بلدة الزوايدة، بحسب شهود عيان.
وفي شمال قطاع غزّة، أفاد شهود عيان باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين، إثر قصف للاحتلال استهدف شقة سكنية في عمارة “المتميزون” بحي الرمال غرب مدينة غزّة. كما سجّلت المنطقة إطلاق نار مكثف من الطيران المروحي الصهيوني شمالًا، وقصف مدفعي متقطع استهدف حيي الشجاعية والزيتون شرقاً.
واستهدفت الزوارق الحربية الصهيونية سواحل مدينة غزّة غرباً، دون الإبلاغ عن وقوع إصابات، وفق شهود عيان.
وفي جنوب القطاع، تعرّضت المناطق الشرقية من مدينة خان يونس لإطلاق نار كثيف من الدبابات، فيما أغارت مروحيات الاحتلال على بلدة عبسان الكبيرة بالتزامن مع قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف، حسب شهود آخرين.

الضفـة علـى صفيـح ساخن

 في الأثناء، تشهد الضفة الغربية المحتلة تصعيدا ميدانيا خطيرا ومتواصلا من قبل قوات الاحتلال الصهيوني، يشمل عمليات اقتحام واعتداءات واسعة في مختلف المحافظات، وسط موجة قمع متصاعدة منذ بدء الحرب على قطاع غزّة في السابع من أكتوبر 2023. واقتحمت قوات الاحتلال، أمس الأول، مدينة البيرة وعدة بلدات وقرى في محافظة رام الله والبيرة.
وأفادت مصادر أمنية بأن الاقتحامات شملت حي أم الشرايط في مدينة البيرة وبلدة ترمسعيا وقرية عجول شمال المحافظة، إلى جانب بلدتي بيتونيا وبيت عور الفوقا غربا، وقرية دير نظام شمال غرب رام الله.
وخلال الاقتحامات، دهمت قوات الاحتلال عددا من المنازل والبنايات السكنية، وسط ترويع السكان وتحطيم محتويات منازل في بعض المناطق.
ولم ترد حتى الآن تقارير مؤكدة عن عدد المعتقلين أو الإصابات في هذه العملية، في حين أكد شهود عيان وقوع عمليات تفتيش عنيفة ومواجهات محدودة مع شبان فلسطينيين.
وفي جنوب نابلس، اقتحمت قوات الاحتلال قرية اللبن الشرقية، مساء الخميس، حيث أطلقت قنابل الغاز السام والصوت بكثافة تجاه الفلسطينيين ومنازلهم، مما أدى إلى إصابة العشرات بحالات اختناق.
وأكدت مصادر محلية أن قوات الاحتلال منعت تحرك المركبات داخل القرية على مدار ساعة من الاقتحام.

إصابــات واعتقــالات

وشهدت بلدة الخضر جنوب بيت لحم اقتحاما جديدا من قوات الاحتلال، التي تمركزت في منطقة “البوابة” ونشرت قناصة على الأسطح. وأطلقت القوات الرصاص الحي وقنابل الغاز، مما أسفر عن إصابة شاب بعيار ناري في القدم، وطفل بشظايا في الصدر والوجه. كما ألحق عساكر الاحتلال أضرارا بمحل تجاري بعد تكسير واجهته الزجاجية.
وفي بلدة طمون جنوب طوباس، أصيب فلسطينيان، أحدهما مطارد كان هدفا للعملية، إذ أطلقت قوات الاحتلال الرصاص عليه قبل أن تعتقله، وسط حصار منزله ومنع طواقم الإسعاف من الوصول إليه.

دمــار ممنهـج

وفي سياق متصل، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مدينة جنين ومخيمها، حيث تقوم بعمليات تجريف وهدم واسعة النطاق داخل المخيم.
ووفقا لمسؤولين محليين، تهدف عمليات التجريف إلى تغيير معالم جنين بالكامل وطمس هويتها. وتشير تقديرات البلدية إلى أن قوات الاحتلال هدمت ما يقرب من 600 منزل بالكامل، بينما تضررت مئات المنازل الأخرى بشكل كبير.
كما حوّلت قوات الاحتلال مدرسة الإناث التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى ثكنة عسكرية، استخدمت لتخزين العتاد والطعام والنوم، وسط أعمال تخريب في الصفوف والمرافق.
وتعيش محافظة جنين حالة من الشلل الاقتصادي والاجتماعي، مع نزوح أكثر من 22 ألف شخص، وخسائر مادية تجاوزت 300 مليون دولار، بسبب الدمار الكبير في البنية التحتية والمنشآت التجارية.
وفي تطور مأساوي آخر، استشهد الأسير الفلسطيني المحرر والمبعد معتصم رداد في أحد مستشفيات مصر، متأثرا بمرض أصيب به داخل سجون الاحتلال.
وأفرجت سلطات الاحتلال عن رداد المنحدر من بلدة صيدا شمال طولكرم، ضمن صفقة تبادل في جانفي الماضي، قبل أن يتم نقله إلى مصر بسبب تدهور حالته الصحية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19800

العدد 19800

الأربعاء 18 جوان 2025
العدد 19799

العدد 19799

الثلاثاء 17 جوان 2025
العدد 19798

العدد 19798

الإثنين 16 جوان 2025
العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025