يواصل جيش الاحتلال الصهيوني حصاره لمخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا لليوم الرابع والعشرين، دون أن يكف عن سياسته الهمجية التي تقضي بالإبادة الجماعية لشمال قطاع غزة، حيث يستمر بقصف المدنيين ونسف منازلهم، ويمنع دخول المساعدات والغذاء والمياه والدواء والوقود.
وأفاد شهود عيان، أمس الاثنين، بأن آليات الاحتلال العسكرية تركز تواجدها بمحيط مخيم جباليا والمناطق الشرقية والغربية لمحافظة شمال قطاع غزة، وتواصل فرض حصار مطبق يمنع دخول المساعدات والمواد الأساسية، ما ينذر بتفاقم المجاعة وحالة العطش.
وكثف جيش الاحتلال غاراته الجوية وقصفه المدفعي على مناطق شمال قطاع غزة، خاصة في تل الذهب غرب بيت لاهيا، ومحيط دوار الشيخ زايد وغرب مخيم جباليا، وسط إطلاق نار كثيف من الآليات المتوغلة.
واستشهد 3 مواطنين وأصيب 3 آخرون بقصف طائرة مسيرة للاحتلال لمجموعة مواطنين قرب دوار فشارة، ويواصل الاحتلال التركيز على نسف المنازل وحرق المربعات السكنية في مخيم جباليا، مستخدما الروبوتات المفخخة في عمليات التدمير الممنهجة.
جنين والشعراويـة تحت النـار..
وأفادت مصادر فلسطينية محلية، بأن قوات الاحتلال داهمت مدينة جنين، ليلة الأحد إلى الإثنين، برفقة جرافة عسكرية، وتمركزت في شارع الناصرة، مشيرة إلى أن الاحتلال احتجز عددا من الشبان عند دوار جميل وداهم عددا من المحال التجارية في الشارع المذكور.
وفي السياق، أصيب عدد من المواطنين الفلسطينيين بالاختناق خلال مواجهات اندلعت عقب اقتحام قوات الاحتلال مخيم العروب شمال الخليل.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن قوات الاحتلال اقتحمت مدخل المخيم، وأطلقت الغاز السام صوب المواطنين، ما أدى إلى إصابة عدد منهم بالاختناق وتم علاجهم ميدانيا.
وفي وقت سابق، اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، عددا من قرى وبلدات الشعراوية شمال طولكرم بفلسطين، وذكرت مصادر في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية، أن آليات الاحتلال اقتحمت ضاحية شويكة وقرية الجاروشية، واتجهت صوب بلدات دير الغصون، وعتيل، وزيتا، حيث جابت شوارعها الرئيسية والفرعية، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وأضافت أن قوات الاحتلال الصهيوني أطلقت قنابل الغاز السام باتجاه المواطنين في بلدة زيتا، دون أن يبلغ عن إصابات.
يذكر أن مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية والقدس المحتلتين تشهد حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الفلسطينيين، وارتفعت وتيرة تلك الحملات بالتزامن مع العدوان الصهيوني غير المسبوق والمتواصل على قطاع غزة منذ أكثر من سنة.
ألـف فلسطيــــني يرتقـون..
من جهة أخرى، وثقت وزارة الصحة الفلسطينية ومؤسسات حقوقية، استشهاد نحو ألف فلسطيني وإصابة الآلاف بجروح مختلفة، في العملية الصهيونية البرية المستمرة حتى اليوم الثاني والعشرين من الحصار المتواصل شمال قطاع غزة، وأفادت أن معظم الضحايا من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى عشرات المفقودين.
وأكدت الوزارة الفلسطينية، أن المنظومة الصحية انهارت بالكامل في شمال قطاع غزة، وأن الاحتلال اعتقل أكثر من 35 من الكوادر الطبية في مستشفيات شمال القطاع، والتي تعرضت للقصف والحصار والاقتحام.
من جانبها أشارت منظمات حكومية وحقوقية فلسطينية أن أكثر من 100 ألف فلسطيني في مخيم جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون، يتضورون جوعًا، في ظل الحصار الصهيوني، ومنع إمدادات الغذاء والدواء والمياه.
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان إن الاحتلال دمر 162 مؤسسة صحية منذ بدء العدوان على القطاع، لافتاً النظر إلى أن 15500 مريض بحاجة ماسة للعلاج خارج مستشفيات قطاع غزة في ظل انهيار المنظومة الصحية في مستشفيات القطاع، يضاف إليهم 350 ألف مريض مصابون بالأمراض المزمنة لم يتلقوا علاجهم المناسب منذ فترة طويلة.
المستوطنــون يهاجمـون..
وتنسيقا مع عمليات الإبادة الممنهجة، هاجم مستوطنون، فجر أمس، منازل ومركبات المواطنين في بلدة رامين شرق طولكرم، وقال المواطن شوقي حمد لمراسلة “وفا”، “استيقظت وعائلتي على أصوات تكسير لزجاج نوافذ المنزل عند مدخل البلدة، وشاهدنا مجموعة من المستوطنين وهم يقذفون الحجارة الكبيرة باتجاه المنزل، ما تسبب بأضرار بالنوافذ، دون وقوع إصابات”، وأضاف أن التدمير طال مركبته المتوقفة أمام المنزل، بعد أن قاموا بتحطيم زجاجها الأمامي والجانبي والخلفي، إضافة إلى تلفظهم بالشتائم تجاه المواطنين في المنطقة بأصوات عالية، قبل انسحابهم بمركبتهم التي جاؤوا فيها إلى المكان.
وتشهد بلدة رامين في الآونة الأخيرة اعتداءات متواصلة من قبل المستوطنين، ويركزون على المزارعين أثناء قطف ثمار الزيتون في سهل رامين، من خلال مهاجمتهم والاعتداء عليهم بالضرب وإجبارهم على مغادرة أراضيهم تحت تهديد السلاح.
الصحفيـــون.. أهــداف محبــذة للصهاينـــة
من جانب آخر، استشهد ثلاثة صحفيين فلسطينيين في قصف الاحتلال الصهيوني أمس الأول، لمدرسة تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، بحسب ما أفاد به المكتب الإعلامي بقطاع غزة، ويتعلق الأمر بالصحفي سائد رضوان، رئيس قسم الإعلام الرقمي في “قناة الأقصى” الفضائية، والصحفي حمزة أبو سلمية الذي يعمل مع “وكالة سند للأنباء”، بالإضافة إلى الصحفية حنين محمود بارود التي تعمل في “مؤسسة القدس”.
وكانت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أفادت باستشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين في قصف طائرات الاحتلال الصهيوني مدرسة “أسماء” التي تؤوي نازحين في مخيم الشاطئ، غرب مدينة غزة.
ووثقت نقابة الصحفيين الفلسطينيين ومؤسسات صحفية وحقوقية قتل قوات الاحتلال الصهيوني 180 صحفيا وصحفية منذ بدء العدوان على قطاع غزة، قبل أكثر من سنة، وأكدت نقابة الصحفيين الفلسطينيين أن ما حدث في مدرسة الشاطئ مجزرة مروعة بحق الصحافة الفلسطينية، وستلاحق الاحتلال على تلك الجرائم البشعة المستمرة بحق الصحفيين.
ولفتت النقابة الانتباه إلى أن الاحتلال الصهيوني دمر كل منظومة شبكات الإذاعة والتلفزة المحلية في قطاع غزة، بالإضافة إلى استهداف نحو 70 من عوائل الصحفيين، مما أدى لاستشهاد وجرح عدد كبير منهم.