ارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الصّهيوني المتواصل على قطاع غزّة، منذ السابع أكتوبر 2023، إلى 42.924 شهيد و100.833 مصاب، وقالت وزارة الصّحة الفلسطينية إنّ الاحتلال الصّهيوني ارتكب 7 مجازر بحق العائلات في القطاع، أسفرت عن استشهاد 77 فلسطينيا وإصابة 289 آخرين، خلال الساعات 48 الماضية، مشيرا إلى أنّ آلاف الشهداء ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال وصول طواقم الإسعاف إليهم.
وواصلت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس، سياسة التهجير القسري والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في شمال غزة، وسقط مئات الشهداء والجرحى، حيث جدّد الاحتلال قصفه المدفعي وعمليات إطلاق النار على مخيم جباليا، وبلدة بيت لاهيا، ومحيط التوام، والصفطاوي، كما يواصل قطع شبكة الاتصالات والإنترنت عن الشمال منذ أكثر من أسبوع، الأمر الذي من شأنه طمس الحقيقة، وعرقلة التغطية الصحافية لتلك الجرائم، ويحول دون قدرة السكان على نقلها والتواصل فيما بينهم. بالتزامن مع استمرار مساعيه لإفراغ المنطقة من ساكنيها عبر الإخلاء والتهجير القسري.
واستشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين في مجزرة ارتكبتها قوات الاحتلال الصهيوني بقصفها مربعا سكنيا في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وأفادت مصادر محلية باستشهاد أكثر من 30 مواطنا بينهم نساء وأطفال، وإصابة آخرين في قصف طائرات الاحتلال مربعا سكنيا يضم خمسة منازل على الأقل قرب الدوار الغربي في بلدة بيت لاهيا.
وقصفت طائرات الاحتلال الصهيوني المسيرة محيط مدرسة الفاخورة شمال مدينة غزة، ما أدّى لاستشهاد فلسطينيين اثنين كما أطلقت طائرات الاحتلال المروحية نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه المناطق الجنوبية للمدينة.
وفي جنوب القطاع استشهد وأصيب عدد من الفلسطينيين في قصف للاحتلال استهدف منطقة الشحايدة شمال بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس.
وفي وسط القطاع أطلقت طائرات الاحتلال الصهيوني المروحية نيران رشاشاتها الثقيلة تجاه مناطق وتجمعات المواطنين غرب مخيم النصيرات.
استنــزاف بالضّفــة الغربيــة
وبالضفة الغربية، استشهد فلسطينيان برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في منطقتين مختلفتين، فقد أفادت وزارة الصحة الفلسطينية باستشهاد شاب (23 عاماً) من قرية عزون عتمة بعد إصابته بعيار ناري خلال تواجده قرب جدار الفصل العنصري جنوب قلقيلية وتم نقله إلى مستشفى قلقيلية، حيث وصف الأطباء حالته بالحرجة قبل أن يُعلن عن استشهاده.
وفي حادث منفصل، استشهد شاب آخر (29 عاماً) برصاص الاحتلال الصهيوني في حارة السلام شرق مدينة طولكرم، وأكدت وزارة الصحة أن قوات الاحتلال حاصرت مبنى سكنياً بالمنطقة، وأطلقت أكثر من 20 قذيفة أنيرجا باتجاه إحدى الشقق بدعوى وجود مطلوبين، مما أدى لاندلاع النيران داخل المبنى.
وفي سياق متصل، أصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق نتيجة استخدام قوات الاحتلال للغاز المسيل للدموع خلال اقتحام بلدة بيت فوريك شرق نابلس، حيث شهدت البلدة مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات.
11 ألـف معتقــل
وحسب بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، توزّعت عمليات الاعتقال على غالبية محافظات الضفة الغربية، إلى جانب عمليات التحقيق الميداني للعشرات من المواطنين تحديدا في بلدة عناتا / القدس، رافقها اعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، بالإضافة إلى عمليات التخريب والتدمير الواسعة في منازل المواطنين.
جدير بالذكر، أنّ جيش الاحتلال الصهيوني يواصل تنفيذ حملات الاعتقال في شمال غزة في ضوء حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من عام، منهم النساء والأطفال والطواقم الطبية ترافقها جرائم مروعة وعمليات تعذيب “ممنهجة”، كما يواصل الاحتلال الصهيوني تنفيذ حملات الاعتقال في الضفة الغربية، التي يرافقها عمليات تنكيل وتعذيب “ممنهجة” بحق المعتقلين وعائلاتهم، بشكل غير مسبوق.
شمـال غــزّة معـرّض للإبــادة
وحذّرت الأمينة العامة المساعدة للشؤون الإنسانية ونائبة منسق الإغاثة في حالات الطوارئ بالأمم المتحدة جويس ميسويا، السبت، من أن “جميع سكان شمال غزة معرضون لخطر الموت”، داعية إلى وقف فوري لما وصفته بـ “الاستخفاف الفاضح بالإنسانية الأساسية” من قبل القوات الصهيونية.
وقالت جويس ميسويا في بيان “ما تقوم به القوات الصهيونية في شمال غزة لا يمكن السماح له بالاستمرار”، وأشارت إلى أن المستشفيات تعرضت للهجوم، وتم احتجاز العاملين في المجال الصحي”.
من جانبه، عبّر رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم جيبريسوس عن قلقه العميق بشأن الوضع، مشددا على التأثير الشديد على الرعاية الصحية، ووصف مدير المنظمة في منشور عبر إكس الوضع بأنه “كارثي”، وقال: “تتسبب العمليات العسكرية المكثفة التي تجري حول المنشات الصحية وداخلها ونقص الإمدادات الطبية، بالإضافة إلى محدودية الوصول في حرمان الناس من الرعاية المنقذة للحياة”.
وأشار جيبريسوس إلى أن وزارة الصحة في غزة أبلغت منظمة الصحة العالمية أن الحصار على مستشفى كمال عدوان أحد آخر المستشفيات التي تعمل بشكل جزئي في الشمال قد انتهى “لكن ذلك جاء بتكلفة باهظة”، وأضاف أن التقارير التي تفيد بتضرر أو تدمير المنشات الصحية والإمدادات الطبية خلال الحصار هي “أمر مؤسف”.
استئناف التّفاوض حول وقف إطلاق النّار
وانطلقت أمس بالعاصمة القطرية الدوحة مباحثات جديدة، بمشاركة مدير وكالة المخابرات الأمريكية وليام بيرنز، وممثل الكيان الصهيوني ديفيد برنيع، لبحث إمكانية استئناف المفاوضات بشأن التوصل إلى صفقة تبادل للأسرى مع المقاومة الفلسطينية.
وفي مؤتمر صحفي مشترك، الخميس بالدوحة، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن - الذي كان في زيارة إلى المنطقة - أن مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار سيتم استئنافها في الدوحة.
وأكّد مسؤول فلسطيني، أن وفدا من “حماس” ناقش في القاهرة مع مسؤولين مصريين اقتراحات لوقف النار، وفق وكالة الأنباء الفرنسية، وأكد جاهزية الحركة لوقف القتال إذا التزم الكيان الصهيوني بوقف إطلاق النار، والانسحاب من قطاع غزة وعودة النازحين وإبرام صفقة تبادل.