تحذيرات أمريكية من الرّد على العدوان على طهران

الصهاينــــة يقصفون إيران وسوريـــا.. ويواصلون الإبادة في فلسطين ولبنان

بعد 3 أسابيع من التهديد والوعيد، شن الكيان الصهيوني فجر أمس السبت، ضربات على أهداف إيرانية، وصفتها وكالة “تسنيم” الإيرانية بأنها “محدودة”، وقالت – بالاستناد إلى مصدر مطلع – إن الكيان الصهيوني “يسعى إلى تضخيم حجم هجومه الضعيف”، وقدر المقر المركزي للدفاعات الجوية الإيرانية أن “هجوم الكيان الصهيوني أسفر عن أضرار محدودة في بعض المواقع”.

ذكر موقع “أكسيوس” الأمريكي أن الكيان الصهيوني “حذر الإيرانيين من الرد”، وفقا لما ذكرت ثلاثة مصادر مطلعة، وذلك في محاولة للحد من تبادل الهجمات المستمر بين البلدين ومنع تصعيد أوسع، وقدرت مصادر إعلامية أن “الهجوم” استهدف عشرين موقعا إيرانيا.
وقال مسؤولون أمريكيون وصهاينة إن ثلاث موجات من الغارات الجوية وقعت فجر أمس السبت، ركزت الموجة الأولى على نظام الدفاع الجوي الإيراني، في حين ركزت الموجتان الثانية والثالثة على قواعد الصواريخ والطائرات المسيرة ومواقع إنتاج الأسلحة.
ونقلت مصادر عسكرية إيرانية أن “الكيان الصهيوني هاجم مواقع عسكرية بمحافظات طهران وخوزستان وعيلام”، وقالت وسائل إعلام إن “الدفاعات الجوية تعاملت بيقظة وأحبطت العملية الهجومية في الوقت المناسب”، وأضافت أن “العملية الهجومية التي نفذت بأجسام طائرة صغيرة أحبطت بنجاح”.
وأعلن الجيش الإيراني مقتل جنديين خلال التصدي للهجوم الصهيوني، مؤكدا أنه “لا يمكن تجاهل العدوان الصهيوني بغض النظر عن ضعفه وسعي الكيان لتضخيمه”.
وقدر إعلاميون أن الضربة الصهيونية كانت “محدودة” وأن الدفاعات الإيرانية لم تصب كل الأهداف الجوية، وأضافوا أن الضربة تتضمن “محددات أمريكية” ترمي إلى عدم توسيع رقعة الحرب، غير أن مصادر إعلامية أخرى ترى أن مقتل جنديين ّ«قد يستدعي الرّدّ”، ويذهبون إلى أن الردّ الإيراني قد يكون من خلال “حلفائها” وليس ردّا مباشرا، ليوضحوا أن الدفاعات الجوية الإيرانية لم تصب الطائرات الصهيونية، لأن هذه الطائرات لم تتوغل إلى الأراضي الإيرانية.
من جهة أخرى، قال مسؤول أمريكي رفيع إن الرد الصهيوني “الواسع النطاق والدقيق” على إيران “انتهى، ونطلب من طهران عدم الرد أو التصعيد”، وأضاف: “إذا اختارت إيران الرد على الكيان مجددا، فنحن مستعدون تماما للدفاع عنه”، معتبرا أن الردّ الصهيوني “ينبغي أن يكون نهاية تبادل الضربات المباشرة”.
وقال رئيس مجلس النواب الأمريكي: “يجب أن يعرف العالم أننا سندعم الكيان بالكامل إذا استمرت إيران في عنفها”، وأضاف: “الكونغرس يقف بحزم إلى جانب الكيان وهو يضرب إيران دفاعا عن نفسه”.
وتوعد الكيان الصهيوني – مجددا – بـ«الرّدّ إذا قامت إيران بتصعيد جديد”، وقال إنه نفذ الهجوم بـ«توجيه من المستوى السياسي ردا على هجمات النظام الإيراني”.

تبليـغ مسبـق عـن الأهـداف

وقال موقع “أكسيوس” إن مصادر أكدت أن الكيان الصهيوني راسل إيران الجمعة، قبل بدء الهجوم، نقلت الرسالة - خلف الكواليس - إلى الإيرانيين، وأشارت إلى أن “الصهاينة أوضحوا مسبقا ما الذي سيهاجمونه بشكل عام وما الذي لن يهاجموه”.
وقال مصدران آخران إن الكيان الصهيوني حذر الإيرانيين من الرد على الهجوم، وهدد بأنه سينفذ هجوما آخر أكثر أهمية إذا ردت إيران، وخاصة إذا قتل أو جرح مدنيون صهاينة، وكانت إيران قد قالت إنها لا تريد حربا شاملة مع الكيان، لكنها سترد إذا تعرضت للهجوم.
وقال عضو مجمع تشخيص مصلحة النظام إيران، محسن رضائي، في تغريدة له على صفحته للتواصل الاجتماعي عبر منصة “إيكس”، إن عدوان الاحتلال الصهيوني على إيران كان أكثر من مجرد استعراض للقوة، ويشير إلى خوف هذا الكيان”.

استهـداف مواقع سوريــة

من جهة أخرى، قالت وكالة الأنباء السورية “سانا” إن طائرات صهيونية استهدفت بعض المواقع العسكرية في المنطقة الجنوبية والوسطى، مضيفة أن وسائط الدفاع الجوي تصدت لصواريخ العدوان وأسقطت عددا منها.
 وقالت “سانا”، نقلا عن مصدر عسكري، في “حوالي الساعة الثانية فجر السبت، شن الاحتلال الصهيوني عدوانا جويا برشقات من الصواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل والأراضي اللبنانية مستهدفا بعض المواقع العسكرية في المنطقة الجنوبية والوسطى”.
 وأشارت الوكالة السورية إلى أن العمل لا يزال جاريا للتعرف على نتائج العدوان. مؤكدة أنه سمع، في وقت سابق، دوي انفجارات في محيط العاصمة دمشق.
 جدير بالذكر أن الكيان الصهيوني شن، في السنوات الأخيرة، هجمات على أهداف عسكرية ومدنية في الأراضي السورية، وقد زادت وتيرتها منذ بدء العدوان على غزة قبل عام.

قصــف مضـاد

وأعلن حزب الله في جنوب لبنان، صباح أمس، أنه أطلق مجموعة من المسيّرات الانقضاضية على الكيان الصهيوني، وقال إنه “استهدف تجمعا لقوات الصهاينة في مستعمرة المالكية بِصلية صاروخية”، وفي بيان ثان، أعلن حزب الله أنه “قصف تجمعا للصهاينة على أطراف مروحين بصاروخين موجهين، وإيقاع إصابات مؤكدة فيه”، كما كشف أنه “استهدف دبابة ميركافا على أطراف بلدة مروحين بصاروخ موجه، ما أدى إلى احتراقها وقتل وجرح طاقمها”.
وتناولت وسائل إعلام صهيونية آخر التطورات الميدانية في جنوب لبنان وشمال قطاع غزة، مشيرة إلى تكبد الجيش الصهيوني خسائر كبيرة على الجبهتين خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأبرز المحللون تحديات المواجهات المتصاعدة في منطقة جباليا، شمالي قطاع غزة، حيث يواجه الجيش مقاومة شرسة رغم محاولاته المتكررة لاقتحام المنطقة، وقدر إعلاميون أن الصهاينة يدفعون “ثمنا باهظا” على الحدود الشمالية والجنوبية، ولفتت إلى أن حصيلة الاشتباكات الأخيرة في غزة شملت تحييد ثلاثة جنود صهاينة، بينما شهدت الجبهة الشمالية مع حزب الله مقتل 10 جنود، وإصابة عشرات آخرين في معارك متفرقة.

العـدوان علـى إيـران انتهـاك لسيادتهـا

أدانت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أمس، بأشد العبارات العدوان الصهيوني على إيران واستهداف مواقع عسكرية في عدة محافظات، معتبرة ذلك انتهاكا صارخا للسيادة الإيرانية وتصعيدا يستهدف أمن المنطقة وسلامة شعوبها.
 وأشارت “حماس” في تصريح صحفي نقله الموقع الرسمي للحركة، إلى أن “هذا العدوان الفاشي يؤكد من جديد طبيعة كيان الاحتلال المجرم، الذي لا يزال يستبيح دماء المدنيين الأبرياء في قطاع غزة ولبنان وغيرهما من شعوبنا العربية والإسلامية،  مستندا إلى غطاء عسكري وسياسي إجرامي من الإدارة الأمريكية وبعض العواصم الغربية”.
 وشددت على أن “هذا العدوان يعد انتهاكا صارخا للسيادة الإيرانية وتصعيدا يستهدف أمن المنطقة وسلامة شعوبها”، محملة الاحتلال الصهيوني كامل المسؤولية عن تداعيات هذا العدوان.
 وأكدت الحركة تضامنها ووقوفها مع إيران في مواجهة غطرسة وانفلات الكيان الصهيوني، مثمنة المواقف الشجاعة التي أبداها الشعب الإيراني وقيادته في مساندة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024