يمعن في الاعتقالات التّعسّفيـة

المخزن يستحدث مشاريع قوانـين لاستعبـاد المغاربـة

 أكّد نقابيّون وخبراء قانونيون مغاربة أن النظام المخزني استحدث مؤخرا مشاريع قوانين تعرف مجموعة من الاختلالات منها تكريس استعباد المواطنين والإمعان في الاعتقال التعسفي، داعين إلى إعادة النظر في كثير مما تضمنته، مع ضرورة إقامة جبهة واسعة للتصدي لمشروع قانون الإضراب.
جاء ذلك في ندوة نظمها الفضاء المغربي لحقوق الإنسان تحت عنوان “أزمة التشريع في المغرب وسؤال حقوق الإنسان”، سلط فيها خبراء الضوء على أهم مشاريع القوانين التي أثارت جدلا واسعا لدى الفاعلين المجتمعيين والباحثين والممارسين في مجالات التخصص،  ويتعلق الأمر بمشروع قانون الإجراءات المدنية، مشروع قانون الإجراءات الجنائية ثم مشروع قانون الإضراب.
وفي السياق، أكد الكاتب العام للنقابة الوطنية للتعليم في المغرب، يونس فيراشين، في مداخلته حول مشروع قانون الإضراب ومضامينه، أن هذا المشروع أعطى للدولة المخزنية “حق تسخير المواطنين للقيام بعمل من أجل ضمان الحد الأدنى للخدمة”، مبرزا “تغول التوجه الرأسمالي في أغلب التشريعات من خلال ضرب المكتسبات الاجتماعية، خوصصة القطاعات، التضييق في مجال الحقوق والحريات”.
ونبّه النقابي المغربي إلى أن مقتضيات هذا المشروع لم تحترم القواعد الدستورية، والتي تنص على الحق في الإضراب دون حصره على فئة معينة، داعيا إلى “ضرورة إقامة جبهة واسعة للتصدي ولمواجهة مشروع هذا القانون الذي يمس جميع تنظيمات المجتمع”.
من جهته، أكد المحامي بمحكمة الدار البيضاء، حسن السني في مداخلته، أنّ مشروع هذا القانون “يمس بالحق في الولوج للعدالة ولا يكرس المساواة بين المواطنين من خلال إقصاء فئة معينة من حقها في التقاضي على درجتين”، كما توقف المحامي المغربي عند إشكالية الطعن بالنقض وعدم إمكانية تنفيذ الأحكام الصادرة ضد الدولة، وهو ما فيه تمييز واضح لفائدة الدولة على حساب المواطن، وكذا عدم إمكانية الحجز على ممتلكات الدولة والهيئات العمومية، و«هذا فيه ضرب للمساواة أمام القضاء”.
أما المحامي حسن هاروش، فتناول في مداخلته مشروع قانون الاجراءات الجنائية، الذي أكّد أنّه حمل في مادته الأولى مجموعة من الشعارات البراقة كالحق في المحاكمة العادلة وفي آجال معقولة، والتي اصطدمت بصخرة المقاربة الأمنية، ووثّق بدوره مجموعة من الاختلالات في هذا المشروع، أهمها الاختلال الكبير بين سلطة الاتهام وحق الدفاع، “شرعنة” الاعتقال التحكمي (التعسفي)، وذلك بحسب منطوق المادة 66، والتي تنص على أنه “لا يدخل ضمن حساب مدة الحراسة النظرية المدة التي يقتضيها نقل الشخص الموقوف من مدينة إلى أخرى، أو مدة العلاج”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024