المؤسّسات الدّولية فضحت سردية المخزن المضلّلة..أبي بشرايا:

الشّعب الصّحراوي لـن يتنازل عـن حـق تقريـر المصـير

مغامرة المخزن الكولونيالية ليست في مصلحة الشّعبين الصّحراوي والمغربي

شدّد السّفير أبي بشرايا البشير، ممثل جبهة  بسويسرا ولدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، على أنّ مقترح مبعوث الأمين العام إلى الصحراء الغربية ستافان ديمستورا الذي ورد في إحاطته أمام مجلس الأمن، مرفوض من قبل جبهة البوليساريو لأسباب مبدئية تتعلق بالإطار القانوني للإقليم، وبمبدأ تقرير المصير والقانون الدولي، ولكن أساسا لأنّه يشكّل خرقا لإحدى المكونات الرئيسية لتقرير المصير والمتعلقة بإقليم الصحراء الغربية.
قال أبي بشراي، في تدخله على شاشة قناة “فرانس 24 عربي”، أنّ جبهة البوليساريو لم تقبل أبدًا بتقسيم الإقليم مع أي جهةً كانت، خلافا للمغرب الذي قبل بتقسيمه سنة 1975، مشيرًا إلى أنّ ما يجري الآن يعطي انطباعا حقيقيًا أن المجتمع الدولي بدأ يتكون لديه الإحساس بتوتر الوضع، وبأن هناك مشكل موجود مستمر في الصحراء الغربية عكس ما كان يدّعي المغرب.
إلى ذلك يضيف - المتحدّث - إنّ ما ورد في إحاطة ديمستورا، هو تسليم ضمني باستحالة تعايش الشعب الصحراوي مع السلطة المغربية تحت سقف واحد، وهو ما يعني استحالة تطبيق الحكم الذاتي الذي يردده المغرب، كما يبعث أيضا برسالة إلى الدول التي تدعم المغرب، بأنها ارتمت في أحضان المجهول في ظل تأييد مقترحه المبهم وغير الواضح.
وفي تعليقه على مسألة الشق المتعلق بتسليم المنطقة الجنوبية للصحراء الغربية للدولة الصحراوية، شدّد الدبلوماسي الصحراوي أن ذلك نابع من الاستنتاج المتزايد لدى المجتمع الدولي، بقدرة الشعب الصحراوي وجبهة البوليساريو على إدارة دولة مستقلة تكون إضافة مهمة لأمن واستقرار المنطقة، ما يعني بشكل أتوماتيكي دحضاً للدعاية المغربية، وسرديتها التي تتبنى خطابا مخالفا لهذا الواقع الذي أصبح مسلّما به على المستوى الإقليمي والدولي.
وفيما يخص تقرير الأمين العام الأخير وإحاطة ديمستورا، أوضح السفير الصحراوي أنّ ما ورد فيهما من حقائق، هو تأكيد فعلي على أن ملف قضية الصحراء الغربية أبعد ممّا يكون مغلقا، وبأن حق الشعب الصحراوي لا يمكن القفز عليه أو تجاوزه في مقترح يخص الحل النهائي للنزاع في الصحراء الغربية، مشيرا في السياق ذاته، إلى أن “مقترح المغرب” لن يحظى بإجماع دولي، وهو ما يفسّره إلى جانب إحاطة ديسمتورا وتقرير الأمين العام وقرارات مجلس الأمن، القرار الذي صادقت عليه مؤخراً اللجنة الرابعة المعنية بتصفية الاستعمار، حيث شدّدت على الإطار القانوني للإقليم بصفته غير مستقل ذاتيا، ومحكمة العدل الأوروبية التي بدورها ردت على بعض الدول الأوروبية بشكل صريح وواضح.
وفي معرض ردّه على سؤال حول بوادر فشل جهود المبعوث الأممي، جدّد المتحدث التذكير والتأكيد على أن السبب الرئيسي الوحيد هو انقلاب المغرب على جوهر ما تمّ الاتفاق عليه مع جبهة البوليساريو تحت رعاية الأمم المتحدة، وتمّ بموجبه نشر بعثة المينورسو لتنظيم استفتاء تقرير المصير مفتاح الحل.
في ختام تدخّله، خلص الدبلوماسي الصحراوي أبي بشراي البشير، إلى أن سردية المغرب المضلّلة، ردّ عليها ستافان ديمستورا، ومن قبله محكمة العدل الأوروبية لمرات متعدّدة وأيضًا الإتحاد الإفريقي، مشدّداً أن تجاهل الرباط لهذه الحقائق والاستمرار في مغامرتها الاستعمارية في الصحراء الغربية ليس في مصلحة المغرب، ولا الشعبين الصحراوي والمغربي ولا المنطقة برمّتها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19607

العدد 19607

الإثنين 28 أكتوير 2024
العدد 19606

العدد 19606

الأحد 27 أكتوير 2024
العدد 19605

العدد 19605

السبت 26 أكتوير 2024
العدد 19604

العدد 19604

الخميس 24 أكتوير 2024