اقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس الإثنين، عدة أحياء في مدينتي رام الله والبيرة حيث نفّذت عمليات دهم وتفتيش واسعة، وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) نقلا عن مصادر محلية وأمنية بأنّ تلك القوات استهدفت أحياء عين مصباح الإرسال، المصايف، الماصيون، ورام الله التحتا.
وامتدّت عمليات الاقتحام لتشمل قرية سردا الواقعة شمال مدينة رام الله، وبلدة بيتونيا، ومخيم الجلزون، وسط إجراءات عسكرية مشدّدة ووجود مكثف لقوات الاحتلال في المنطقة، دون أن يبلغ عن اعتقالات.
وتشهد مدن وبلدات ومخيمات الضفة الغربية والقدس المحتلتين يوميا حملات مداهمة واقتحامات للقرى والبلدات من قبل قوات الاحتلال والمستوطنين، تصحبها مواجهات واعتقالات وإطلاق للرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز السام المسيل للدموع على الفلسطينيين، وزادت وتيرة تلك الحملات بالتزامن مع العدوان الصهيوني غير المسبوق والمتواصل على قطاع غزة منذ السابع من شهر أكتوبر الماضي.
قوافـل الشّهداء تتـوالى..
استشهد سبعة فلسطينيين وأصيب 24 آخرون في قصف لطائرات الاحتلال الصهيوني على مناطق متفرقة في قطاع غزة، وذكرت مصادر فلسطينية محلية بأن طائرات الاحتلال قصفت خيمة للنازحين في منطقة المواصي بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة ثمانية آخرين.
وأشارت المصادر إلى أن قصفا آخر نفذه طيران الاحتلال ضد مجموعة الأهالي في شارع يافا بالقرب من حي التفاح بمدينة غزة وسط القطاع، أسفر عن استشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة خمسة آخرين بجراح متفاوتة.
كما استشهد ثلاثة فلسطينيين متأثرين بقصف صهيوني استهدف سيارة مدنية بمدينة دير البلح وسط القطاع، ليرتفع عدد شهداء هذا القصف إلى ستة شهداء، وأفاد مستشفى العودة بوصول 11 مصابا معظمهم من الأطفال وكبار السن جراء قصف الاحتلال منزلا في مخيم البريج وسط القطاع.
رفــح وجباليـا تحـت النّـار
وفي مدينة رفح، استشهد 18 فلسطينيا وأصيب آخرون، أمس، في قصف للاحتلال الصهيوني استهدف وسط وشمال المدينة، ومدرسة تأوي نازحين في جباليا، حسب ما أفادت به وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ونقلت الوكالة عن مصادر محلية، بأن مدفعية الاحتلال قصفت مناطق الشابورة وخربة العدس وعريبة، وسط وشمال مدينة رفح، ما أدى لاستشهاد خمسة فلسطينيين وإصابة آخرين، كما قصف الاحتلال، حسب ذات المصادر، محيط مدرسة “كريزم” التابعة للأونروا والتي تأوي نازحين، في محيط بركة أبو راشد بمخيم جباليا أثناء خروجهم من المدرسة، ما أدى لاستشهاد 7 فلسطينيين وإصابة العشرات.
حملــــة الاعتقـالات متواصلــة
من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني 18 فلسطينيا على الأقل من الضفة الغربية بينهم طفلان وأسرى سابقون، وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير الفلسطيني، في بيان مشترك، أن قوات الاحتلال نفذت عمليات تحقيق ميداني للعشرات من الفلسطينيين في بلدة أبو مشعل في رام الله، فيما تصاعدت عمليات التحقيق الميداني مؤخرا بشكل كبير في كافة المحافظات حيث طالت المئات من الشبان الفلسطينيين.
وذكر البيان أن عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني رافقتها اعتداءات وتهديدات بحق المعتقلين وعائلاتهم، إلى جانب عمليات تخريب وتدمير واسعة طالت منازل.
واعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني أكثر من 11 ألفا و400 فلسطيني من الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، منذ بدء حرب الإبادة المستمرة والعدوان الشامل على الشعب الفلسطيني.
وتواصل قوات الاحتلال تنفيذ حملات الاعتقال الممنهجة كإحدى أبرز السياسات الثابتة التي تصاعدت بشكل غير مسبوق منذ بدء حرب الإبادة المستمرة، ليس فقط من حيث مستوى أعداد المعتقلين وإنما من حيث مستوى الجرائم التي ترتكبها.
رفــض إجـلاء العالقــين تحــت الأنقـــاض
أعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، أن الاحتلال الصهيوني رفض طلبا عاجلا تقدمت به الوكالة لإجلاء العالقين تحت الأنقاض، جراء الإبادة التي ترتكب شمال قطاع غزة.
وأوضحت إيناس حمدان مسؤولة الإعلام في “الأونروا”، في تصريح صحفي “على مدى الأسبوعين الماضيين حذّرنا مرارا من أن تشديد الحصار على جباليا ومحافظة الشمال بشكل عام يزيد الأوضاع كارثية والعمليات العسكرية الصهيونية المستمرة تعرض عشرات الآلاف من المدنيين لخطر محدق”.
وأضافت: “علاوة على ذلك، فإنّ الهجوم العسكري في شمال غزة يقطع وصول الناس إلى الضروريات اللازمة لبقائهم بما في ذلك المياه”.
وحذّرت المتحدثة من أن “مخيم جباليا محاصر منذ أكثر من أسبوعين، ونتلقى معلومات عن عائلات محاصرة في منازلها والمياه والطعام على وشك النفاد والصور الواردة من المخيم تظهر السكان يركضون للنجاة بحياتهم، دون وجود مكان آمن للجوء إليه”.
وعلى صعيد المنظومة الطبية، قالت المسؤولة الأممية “في 18 أكتوبر الجاري تم استهداف اثنين من أصل 3 مستشفيات متبقية في محافظة شمال غزة بشكل مباشر (مستشفى العودة والإندونيسي)، وهذه الهجمات تفاقم الأزمة الإنسانية التي تشهدها (محافظة) شمال غزة بشكل مقلق للغاية”.
وطالبت المتحدثة الاحتلال الصهيوني بـ “السماح للفرق الإنسانية وفرق الإنقاذ بالوصول إلى المرضى والجرحى والمحاصرين”.