اقتحم مئات المستوطنين الصهاينة، أمس، المسجد الأقصى المبارك بحماية مشدّدة من قوّات الاحتلال الصهيوني.
اقتحم ما يزيد عن 735 مستوطنا صهيونيا المسجد الأقصى، وتجمهرت مجموعة منهم عند باب القطانين، أحد أبواب المسجد الأقصى الرئيسية من الجهة الشمالية، وأدوا طقوسا تلمودية في باحات الأقصى، بحجة ما يسميه الاحتلال الصهيوني بـ “الأعياد اليهودية”.
وكانت قوّات الاحتلال قد شدّدت من إجراءاتها العسكرية في البلدة القديمة من القدس المحتلة وأغلقت الطريق المؤدي إلى باب المغاربة من باب الأسباط وعرقلت وصول الأهالي إلى المسجد الأقصى لتأمين اقتحام المستوطنين.
وتستغل قوات الاحتلال “الأعياد والمناسبات اليهودية” للتضييق على المواطنين وفرض العقوبات الجماعية بحقهم من خلال إغلاق الحواجز وتشديد الإجراءات العسكرية عليها وإعاقة حركة تنقل الفلسطينيين ومنعهم من الوصول إلى الأماكن المقدسة، في الوقت الذي تسهل فيه اقتحامات المستوطنين للمدن الفلسطينية والمقامات الإسلامية والأثرية في الضفة الغربية المحتلة خاصة الحرم الإبراهيمي في الخليل والمسجد الأقصى في القدس المحتلة.
وتواصل قوات الاحتلال فرض قيود مشدّدة على دخول المصلين إلى المسجد الأقصى، خاصة خلال أيام الجمعة، ومن ثم تحرم آلاف المواطنين من محافظات الضفة الغربية من الوصول إلى القدس المحتلة لأداء الصلاة في المسجد الأقصى، حيث تشترط استصدار تصاريح خاصة لعبور حواجزها العسكرية التي تحيط بالمدينة المقدسة.
ويتعرض الأقصى يوميا، عدا الجمعة والسبت، لاقتحامات المستوطنين بدعم من قوات الاحتلال على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع بالأقصى وتقسيمه زمانيا ومكانيا.
من جهة أخرى، أقام مستوطنون، أمس الأحد، بؤرة استعمارية جديدة على أراضي المواطنين شرق الخليل، جنوب الضفة الغربية، وبحسب مصادر محلية، فإن مجموعة مستوطنين مسلحين من مستعمرات “سوسيا، وبني حيفر، وكريات أربع”، نصبوا كرفانا وخيمة كبيرة تزيد مساحتها على 300 متر مربع، ورفعوا أعلاما صهيونية، على أراضي المواطنين في منطقة “خلة الفرن” التابعة لقرية بيرين، وأضاف أن المستوطنين قاموا بحماية قوات الاحتلال بنقل أعداد كبيرة من الأغنام إلى الخيمة، معربا عن تخوفه من ان تكون هذه الخطوة مقدمة للاستيلاء على تلك المنطقة وتحويلها الى مزارع للمستوطنين.
وأوضح أن هذا الاعتداء يأتي ضمن محاولات قوات الاحتلال والمستوطنين المستمرة للسيطرة والاستيلاء على مساحات كبيرة من أراضي القرية، لصالح التوسع الاستعماري، وبناء بؤر استعمارية جديدة، وإنشاء شبكة من الطرق لربط تلك البؤر والمستعمرات بعضها ببعض.