الفلسطينيـون يطالبـون بإجــراءات عاجلـة لتنفيـذ القـرارات الأممية
أعلنت مصادر طبية، أمس السبت، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 42.519، أغلبيهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الصهيوني في السابع من أكتوبر 2023، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن ذات المصادر أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 99.637 جريحا، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض. بينما يحاصر الاحتلال الصهيوني، 200 ألف مواطن دون طعام أو شراب أو دواء في شمال قطاع غزة، تحت قصف دموي مستمر..
وأشارت المصادر إلى أن قوات الاحتلال ارتكبت ثلاث مجازر خلال الساعات الـ24 الماضية، أسفرت عن استشهاد 19 فلسطينيا، وإصابة 91 آخرين، وكانت حصيلة سابقة أفادت باستشهاد 42.500 فلسطينيا وإصابة 99.546 آخرين، جراء العدوان الصهيوني المتواصل على قطاع غزة والذي خلف كارثة إنسانية غير مسبوقة وتسبب بنزوح أكثر من 85 بالمائة من سكان القطاع، وهو ما يعادل 1.9 مليون شخص.
المستشفى الإندونيسي.. تحت الحصار
وأعلن وزير الصحة الفلسطيني، ماجد أبو رمضان، أمس، عن استشهاد اثنين من المرضى في المستشفى الإندونيسي في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة، نتيجة حصاره من قبل الاحتلال الصهيوني وانقطاع التيار الكهربائي والإمدادات الطبية عنه.
وأفاد ماجد أبو رمضان، وزير الصحة في غزة، في بيان، “فقدنا اليوم مريضين جراء حصار قوات الاحتلال للمستشفى الإندونيسي وانقطاع التيار الكهربائي والإمداد الطبي اللازم عنه”، وأوضح أن المرضى والجرحى والطواقم الصحية في مراكز العلاج في قطاع غزة يعانون ظروفا حرجة للغاية، وهم معرضون للموت في أي لحظة.
وناشد الوزير كافة المؤسسات والمنظمات الدولية، الصحية والحقوقية، والمجتمع الدولي بمزيد من التحرك العاجل لحماية المرضى والجرحى والمؤسسات الصحية والضغط من أجل وقف عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة.
للتذكير، فإن دبابات الاحتلال حاصرت المستشفى منذ فجر أمس، وأطلقت قذائفها نحو مرافقه، ما أدى إلى توقف المولد الكهربائي عن العمل، بسبب إطلاق النار الكثيف، كما قصفت دبابات الاحتلال الطابقين الثاني والثالث، وهدمت جزءا من سور المستشفى.
ولليوم الـ15 على التوالي، تواصل قوات الاحتلال قصفها الجوي والبري والبحري على شمال قطاع غزة، وتمنع إمدادات الغذاء والمياه والدواء والوقود، وتدمر المنازل وتفجر مربعات سكنية كاملة.
30 شهيــــدا بمخيــــم “جباليــــا”
استشهد، ليلة الجمعة إلى السبت، 30 فلسطينيا، بينهم 20 طفلا وامرأة، وأصيب أكثر من 50 مواطنا، في قصف شنه طيران الاحتلال الصهيوني قرب “مفترق نصار” في مخيم “جباليا” شمالي قطاع غزة.
وأفادت مصادر محلية نقلا عن مستشفى “العودة” في مخيم “جباليا”، بوصول 30 شهيدا بينهم 20 طفلا وامرأة، وأكثر من 50 مصابا عقب قصف طيران الاحتلال الصهيوني عددا من المنازل قرب “مفترق نصار” بالمخيم.
وأكدت مصادر طبية استشهاد 64 مدنيا في غارات نفذها الاحتلال على قطاع غزة منذ فجر الجمعة، 45 منهم في مخيم “جباليا”.
في سياق متصل، استشهد فلسطينيان، أحدهما طفل، وأصيب آخرون في غارة جوية صهيونية استهدفت منزلا في محيط المسجد الكبير بمخيم “المغازي” وسط القطاع.
يذكر أن العدوان الصهيوني على غزة لايزال متواصلا بلا توقف، متسببا بأكبر كارثة إنسانية تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ نحو 80 عاما.
انعـدام العــلاج..
وفي السياق، أكدت مصادر طبية في غزة عدم حصول المرضى والجرحى على علاج في شمال القطاع، مشيرة إلى أن بعضهم يموت دون أي تدخل طبي بسبب الأوضاع الصحية المنهارة بالمستشفيات القليلة التي لاتزال تعمل بالحد الأدنى المطلوب من إمكاناتها.
وأوضحت المصادر ذاتها، في تصريحات، أن المنظومة الصحية في المحافظة الشمالية تحت التدمير والإبادة الصهيونية منذ 15 يوما، مشددة على أن الاحتلال يدمر محافظة شمال غزة عن بكرة أبيها، ويقتل أبناء الشعب في مجازر وإبادة جماعية.
وأشارت إلى عجز مستشفيات شمال القطاع على تقديم الخدمات الطبية بسبب كثرة الإصابات والشهداء، لافتة إلى أنه لم يعد بها متسع بينما يتم العمل بنظام الأولوية والمفاضلة، فيما تشهد أقسام الحضانة نسبة امتلاء مئة بالمئة، إذ لا مكان لأي مولود أو خداج جديد، ما اضطر الطواقم الطبية على تأجيل بعض العمليات القيصرية.
كما حذرت المصادر ذاتها من نفاد الأدوية والمستلزمات الطبية في مستشفيات شمال القطاع، الأمر الذي يهدد حياة المواطنين هناك.
أيـن قــرارات الأمم المتحدة؟
طالبت منظمة التحرير الفلسطينية، الأمم المتحدة والمجتمع الدولي كافة، بالبدء في اتخاذ الخطوات العملية لتنفيذ قراراتها سواء التي أقرها مجلس الأمن أو الجمعية العامة للأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية، الخاصة بفلسطين.
وقالت اللجنة التنفيذية، في بيان أمس الأول، أن “استمرار الاحتلال الصهيوني في ارتكاب المجازر الوحشية وحرب الإبادة الجماعية بحق أبناء شعبنا وامتنا العربية في فلسطين ولبنان، تؤكد مجددا عدم انصياعه لقرارات الشرعية الدولية، وهذا يجعلنا أكثر حاجة إلى توحيد صفوفنا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا، وتحمل مسؤولياتنا الوطنية للتصدي لكل محاولات أعدائنا الهادفة إلى تصفية قضيتنا الوطنية، واستعادة كامل حقوقنا غير منقوصة، بالعودة وبإنهاء الاحتلال وتجسيد إقامة دولتنا الفلسطينية في أراضينا المحتلة على حدود العام 1967، والقدس عاصمتها الأبدية”.