نداء استغاثة لإنقاذ الشّمال من الإبادة الصّهيونية

شهداء في الشّـوارع ومنـع إدخال الغذاء والمـاء للمحاصرين

  لليوم الثالث عشر على التوالي يواصل الجيش الصهيوني، حرب الإبادة في شمال قطاع غزة، بهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين عبر ممارسات قاتلة تنتهك القانون الدولي. ويعمق جيش الاحتلال حالة المجاعة عبر استمرار منع دخول الغذاء والمياه والوقود والدواء إلى المنطقة المحاصرة بشكل محكم، وسط قصف متواصل وإطلاق نار وتدمير لمنازل ومربعات سكنية.

في 6 أكتوبر الجاري، أعلنت القوات الصهيونية بدء اجتياح شمال القطاع بذريعة «منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة»، بينما يقول الفلسطينيون إنها تعمل على تهجير المواطنين واحتلال المنطقة وفصلها عن بقية القطاع.
وقال مراسلون إن استمرار الحصار الصهيوني لشمال قطاع غزة لليوم الثالث عشر على التوالي يفاقم الأوضاع الإنسانية المتردية للغاية في ظل استمرار الاجتياح العسكري، وأضافوا أن البنية التحتية في مخيم جباليا تعرّضت لدمار واسع، وسط انقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، كما يواجه الفلسطينيّون نقصا حادّا في المواد الغذائية والأدوية.

روبوتات متفجّرة وبراميل مفخّخة

 قال مصدر محلي إنّ الجيش الصّهيوني فجَّر مربّعا سكنيا بالكامل مقابل مخازن صافي في مخيم جباليا شمالي القطاع، باستخدام روبوت آلي مفخّخ.
والسبت، قال مصدر أمني إنّ هذا السّلاح استُخدم أول مرة خلال اجتياح مخيم جباليا السابق في ماي الماضي، حينما اكتشف الفلسطينيّون دخول ناقلة جند بين المنازل السكنية، واعتقد مقاتلون أنّها مأهولة فاستهدفوها ما أحدث انفجارا هائلا في المنطقة، ليتبين لاحقا أنّها «روبوت يحمل براميل نارية متفجّرة».
من جهته، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، إن الجيش الصهيوني يستخدم «روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي» شمال القطاع، وأضاف أن «جيش الاحتلال نسف وأحرق مباني سكنية في محيط مخيم جباليا، ضمن عملية تدمير ممنهجة، شملت البنية التحتية للمخيم والمباني السكنية والخدماتية».
وأمس الأربعاء، كثّف الجيش الصهيوني إطلاق النار والقذائف المدفعية على المناطق الشمالية الغربية لمخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا، وفق شهود عيان، وأضاف الشهود أن الآليات الصهيونية والطائرات المسيّرة أطلقت النار بكثافة تجاه منطقة الصفطاوي غرب مخيم جباليا وشمالي مدينة غزة؛ ما أسفر عن جرحى فلسطينيين.
وتعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إلى كثير من الأماكن المستهدفة شمال قطاع غزة، بفعل الاستهداف الصهيوني المباشر لها، فيما أطلقت «زوارق حربية للاحتلال نيرانها وقذائفها باتجاه سواحل مدينة غزة وشمال القطاع»، كما أطلق الجيش الصهيوني قنابل إنارة في سماء حي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة والمحاذي لشمال القطاع.
وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بغزّة: «طواقمنا انتشلت 5 شهداء و8 جرحى إثر قصف استهدف منزلا لعائلة القرم في حي النصر شمال غرب مدينة غزة»، وأضاف في بيان، أمس الأربعاء، أن المنزل المستهدف «بداخله نازحون من عدة عائلات وهي: البردويل وأبو نصر وحسين، ونستمر في البحث عن 4 مفقودين».
وقصفت المدفعية الصهيونية بشكل مكثف حيي الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة، دون وقوع إصابات.

6 مجازر والشّهداء في ارتفاع
 
 هذا، وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة، أمس الأربعاء، ارتفاع حصيلة الإبادة الجماعية التي ترتكبها القوات الصهيونية بحق الفلسطينيين إلى 42 ألفا و409 شهداء، و99 ألفا و153 مصاب، منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي لضحايا الإبادة: «وصل مستشفيات قطاع غزة 65 شهيدا و140 مصاب، نتيجة 6 مجازر ارتكبها الاحتلال ضد العائلات الفلسطينية خلال 24 ساعة الماضية»، وأكدت أنه «ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».

نداء استغاثة لحماية المستشفيات

 في الأثناء، طالب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أمس، بفتح ممر آمن «بشكل فوري وحقيقي» لإنقاذ المنظومة الصحية شمال القطاع والتي «تمر بوضع كارثي وغير مسبوق» بسبب عدوان جيش الاحتلال.
جاء ذلك في بيان للمكتب، مع مواصلة جيش الاحتلال منذ 13 يوما حملة إبادة وتجويع بحق الفلسطينيين شمال القطاع وتكثيف الغارات وإطلاق النار وتدمير وحرق المنازل ومنع دخول الأغذية والأدوية.
وقال المكتب الحكومي إن جيش الاحتلال استهدف المنظومة الصحية بشمال قطاع غزة، حيث هدّد قبل أيام بإسقاط المستشفيات الأربعة التي تعمل بالمحافظة، وأطلق النار على غرفة الإدارة بمستشفى كمال عدوان، وأضاف أن الجيش الصهيوني طالب جميع الطواقم الطبية بمغادرة مستشفيات «كمال عدوان» و»الإندونيسي» و»العودة» و»اليمن السعيد».

جلسة طارئة لمجلس الأمن
 
 مع التصعيد الصهيوني وما يخلّفه من أزمة إنسانية خانقة، عقد مجلس الأمن الدولي بدعوة من الجزائر، أمس، جلسة طارئة حول الوضع في شمالي قطاع غزة.
ورافع ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، يوم الخميس الماضي، من أجل وقف فوري لإطلاق النار في كل من غزة ولبنان، مشيرا إلى ضرورة تطبيق القرار 1701 الصادر عن مجلس الأمن.
كما ذكر بن جامع خلال جلسة إحاطة بمجلس الأمن الدولي حول «الوضع في الشرق الأوسط - بما في ذلك قضية فلسطين»، أنّ قرارات مجلس الأمن تحظر صراحة استعمال التجويع كسلاح حرب، وندّد بكون «الكيان الصهيوني يعمل على قتل الفلسطينيين في القطاع ببطء، عبر تجويعهم من خلال تكثيف الحصار، وإعاقة وصول المساعدات الإنسانية».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19567

العدد 19567

الأربعاء 16 أكتوير 2024
العدد 19596

العدد 19596

الثلاثاء 15 أكتوير 2024
العدد 19595

العدد 19595

الإثنين 14 أكتوير 2024
العدد 19594

العدد 19594

الأحد 13 أكتوير 2024