احتياجات إنسانيـة متزايدة مع ارتفاع عدد النازحـين

الحكومة اللبنانية تسعى لوقف إطلاق النار

قال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية نجيب ميقاتي، إن الحكومة قررت تقديم طلب إلى مجلس الأمن الدولي لوقف إطلاق النار، وتحدث عن ضمانات أمريكية لخفض التصعيد في بيروت وضاحيتها الجنوبية.
وأكد ميقاتي، أمس، أن الحكومة تسعى لإقرار وقف النار وتطبيق القرار 1701 وانتخاب رئيس للجمهورية، وقال إن الجيش اللبناني قادر على تنفيذ هذا القرار بالتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).
وتحدث رئيس الحكومة اللبنانية عن محاولات في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار، لكنه قال إنها لم تصل بعد إلى «مرحلة نهائية». وأضاف أيضا، إن لبنان حصل على ضمانات أميركية لخفض التصعيد الصهيوني في بيروت وضاحيتها الجنوبية «.
ومنذ 23 سبتمبر الماضي وسّعت القوات الصهيونية نطاق الإبادة الجماعية التي ترتكبها في غزة، لتشمل لبنان بشن غارات جوية طالت العاصمة بيروت، بالإضافة إلى عمليات توغل بري في الجنوب.
وأسفرت الغارات الصهيونية على لبنان عن أكثر من 1500 شهيد ونحو 4500 جريح، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و340 ألف نازح.

تحقيـق فــي غـارة صهيونية

 في السياق، دعت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، أمس الثلاثاء، إلى إجراء تحقيق بعد تلقيها تقارير عن استشهاد مدنيين بينهم نساء وأطفال في غارة صهيونية على مبنى بشمال لبنان أودت بحياة 22 شخصا، في حين دعت منظمات أممية لتوفير تمويل إضافي للمساعدات الإغاثية.
أوضح جيريمي لورانس، المتحدث باسم المفوضية الأممية -في إفادة صحفية بجنيف ردا على سؤال بشأن الغارة الصهيونية على بلدة أيطو الاثنين- أنهم تلقوا معلومات أن من «بين الضحايا 12 امرأة وطفلين»، داعيا إلى إجراء تحقيق في الواقعة.
وأضاف لورانس، «نعلم أن الضربة كانت على مبنى سكني من 4 طوابق، ومع وضع هذه العوامل في الاعتبار، فإن لدينا مخاوف حقيقية فيما يتعلق بالقانون الإنساني الدولي، وقوانين الحرب، ومبادئ التمييز والنسبة والتناسب».
والاثنين، قالت وزارة الصحة اللبنانية، إن أكثر من 20 شهيدا و8 مصابين ارتقوا إثر غارة للعدو على بلدة أيطو شمالي البلاد»، في حين ذكرت الوكالة الوطنية للإعلام، أن الغارة استهدفت للمرة الأولى بلدة أيطو في قضاء زغرتا ذات الأغلبية المسيحية بشمال لبنان.
وقال مصدر أمني لبناني، إن «عائلات نازحة من جنوب لبنان كانت تقيم في المبنى الذي جرى استهدافه بعد وقت قصير من وصول سيارة يقودها رجل إليه».

ظــروف إنسانيــة خطــيرة

وفي حين قال مسؤول بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم، إن 25٪ من لبنان يخضع لأوامر إخلاء عسكرية صهيونية مباشرة، كشف مسؤول بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في لبنان عن صعوبات في جلب السلع الإنسانية إلى البلاد مما يؤدي إلى نقص حاد.
يأتي هذا في حين قال برنامج الغذاء العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، أمس، إن الاحتياجات الإنسانية «آخذة في الازدياد» على وقع التصعيد الصهيوني في لبنان، مناشدين بحشد الجهود من أجل توفير «تمويل إضافي» للمساعدات الإغاثية.
وأوضحتا أن العائلات تعيش في ظروف خطيرة، وأن مليونا و200 ألف شخص تأثروا بالصراع في لبنان وأن هناك ما يقرب من 190 ألف نازح يعيشون في أكثر من 1000 مركز إيواء بلبنان.
وأوردت المنظمتان في بيان مشترك، «بصفتنا وكالات إغاثة، نستعد لواقع أن الاحتياجات آخذة في الازدياد، وأشارتا إلى أن من الملحّ حشد الدعم لتمكين الاستجابة الموسعة، عبر تمويل إضافي «دون شروط لتقديم المساعدة»، وشددتا على أن «وقف إطلاق النار أمر مُلحّ».


400 ألف طفل نزحوا وربع لبنان أخلي

هذا، وفيما تتواصل الغارات الصهيونية العنيفة على عدة مناطق في لبنان، أخليت بلدات حدودية برمتها في الجنوب والبقاع الشمالي (شرقا)، وفي هذه الظروف، كشف مسؤول كبير في اليونيسف أن أكثر من 400 ألف طفل لبناني نزحوا في الأسابيع الثلاثة الماضية، محذرا من «جيل ضائع» في تلك الدولة الصغيرة التي تواجه أزمات متعددة، لاسيما اقتصادية، وترزح الآن تحت نير الحرب.
وقال تيد شيبان، نائب المدير التنفيذي لليونيسف للعمل الإنساني، الذي زار عدة مدارس تحولت إلى ملاجئ لاستضافة الأسر النازحة، «ما أصابني بالصدمة هو أن هذه الحرب عمرها ثلاثة أسابيع، لكنها أثرت على عدد كبير للغاية من الأطفال».
وأردف قائلا: «آخر شيء يحتاجه هذا البلد، إضافة إلى كل ما مر به، هو خطر ضياع جيل».

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024