أكد القيادي في حركة حماس عزت الرشق، أمس الاثنين، أن الجيش الصهيوني ارتكب مجزرة جديدة باستهداف خيام النازحين الفلسطينيين في مستشفى “شهداء الأقصى” بدير البلح وسط قطاع غزة.
وفجر أمس، استشهد 4 فلسطينيين وأصيب نحو 40 آخرين، في قصف صهيوني استهدف خياما للنازحين في ساحة مستشفى “شهداء الأقصى”؛ ما أدى إلى اندلاع حريق كبير طال نحو 30 خيمة.
وقال الرشق، عبر بيان: “محرقة نازية جديدة، ينفذها الجيش الصهيوني بسلاح أمريكي ودعم وغطاء من العجز الدولي، ويستهدف خيام النازحين في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح”.
وشدد على أن “دولة الاحتلال تحرق الأطفال والنساء والشيوخ في الخيام ومراكز الإيواء”. متسائلا باستنكار: “هل هناك جريمة أدعى لتحرك دولي من هذه الإبادة المستمرة منذ عام؟!”.
وتابع الرشق قائلا: “نعلم يقينا أن المجتمع الدولي لن يتحرك، وأن الكيان الصهيوني أمِن العقاب ولكننا لن نمل من نداء أبناء أمتنا، هذا وقت تصعيد الفعل، كلٌ بما يستطيع، المهم ألا تعتادوا المشهد ولا تألفوا المجازر بحق إخوانكم، ولا يظن العدو أن أهل غزة لا ظهر لهم!”.
حـرق نسـاء وأطفــال
هذا، وأقر الجيش الصهيوني قصفه خياما للنازحين في “مستشفى شهداء الأقصى” زاعما بأن طائراته استهدفت، بتوجيه استخباراتي من هيئة الاستخبارات العسكرية والشاباك والقيادة الجنوبية، مقاومين كانوا يعملون في مجمع قيادة وسيطرة في مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح لتنفيذ عمليات ضد قوات الاحتلال.
وذكرت مصادر طبية أن القصف الصهيوني على الخيام أسفر عن 4 شهداء بينهم امرأة وطفل ونحو 40 إصابة، وقالت إن جثامين الشهداء تفحمت بالكامل، وغالبية الجرحى أصيبوا بحروق من الدرجتين الثانية والثالثة.
وبحسب شهود عيان، فإن الحرائق جراء القصف انتشرت بشكل واسع لأن الخيام مصنوعة من البلاستيك والأقمشة سريعة الاشتعال، وقال الشهود إن الطواقم الطبية أخرجت عددا من الجرحى وبينهم نساء وأطفال وقد اشتعلت النيران في أجزاء كبيرة من ملابسهم، وذكروا أن النيران ظلت مشتعلة في الخيام لنحو 45 دقيقة قبل أن تنجح طواقم الدفاع المدني من السيطرة عليها.
من جانبه، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة في بيان إن “القصف الصهيوني هو السابع من نوعه الذي يستهدف خيام النازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى منذ بداية حرب الإبادة الجماعية على القطاع قبل أكثر من عام”، وأضاف في بيان، إن “هذا القصف يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية والتطهير العرقي والمحرقة التي يشنها جيش الاحتلال ضد المدنيين والنازحين”.
النازحون في مرمى النيران
وجاء القصف الصهيوني على المستشفى بعد ساعات قليلة من ارتقاء 22 فلسطينيا بينهم 15 طفلا وامرأة وإصابة 80 آخرين بغارة صهيونية استهدفت مساء الأحد مدرسة “المفتي” التي تؤوي آلاف النازحين بمخيم النصيرات وسط القطاع.
وقال “الإعلامي الحكومي” إن “المذبحة الصهيونية بمدرسة المفتي ترفع عدد مراكز الإيواء والنزوح التي قصفها الاحتلال إلى 191 مركزا، وتضم مئات آلاف النازحين المشردين بفعل حرب الإبادة الجماعية”.
مجـزرة بمركز تمويـن
كما ارتكبت قوات الاحتلال مجزرة جديدة بحق النازحين في مخيم جباليا، بعد أن قصفت مركز توزيع مساعدات تابع لـ«الأونروا” وسط المخيم المحاصر شمال قطاع غزة، وفي حصيلة أولية، استشهد 10 فلسطينيين وأصيب العشرات، امس الاثنين، في قصف مدفعي صهيوني استهدف تجمعا للمدنيين كانوا يصطفون لاستلام مساعدات غذائية، غالبيتهم من النساء والمسنين.
وذكرت مصادر طبية أن طواقم الإسعاف لم تستطيع انتشال جرحى وشهداء القصف بسبب حصار قوات الاحتلال للمخيم بشكل كامل.
يرفضـون التهجـير رغــم الإبــادة
هذا، ورغم وطأة نيران الاحتلال غير المسبوقة على الشمال وتماديه في ممارسة سياسة العقاب الجماعي والتطهير العرقي والإبادة، يصر الأهالي على البقاء بمنازلهم، وفي أسوأ الحالات، يلجأون إلى النزوح إلى مناطق قريبة لتسهل عودتهم، رافضين التهجير القسري.
في هذا السياق، أعرب أحد سكان حي “الشيخ رضوان”، عن قلقه من نوايا الاحتلال تهجيرهم لجنوب القطاع، مؤكدا أنهم لا يستجيبون لأوامر الإخلاء رغم توسيع عملياته، مضيفا أن “سبب عدم استجابة الأهالي لأوامر الإخلاء هو مشاهدتهم لمعاناة النازحين جنوب غزة، حيث يستمر القصف على المناطق الآمنة والخيام هناك”.
وتابع: “نزحنا من شمال القطاع إلى غرب مدينة غزة الأقرب لنا، لكننا لن ننزح إلى جنوب القطاع حتى لو كلف ذلك حياتنا”، وقال إن “أصوات التفجيرات ونسف البيوت من داخل منطقة العمليات العسكرية لا تكاد تخمد لساعة واحدة، مما يعد دليلا على نوايا الاحتلال التدميرية والتطهيرية، في ظل عجز المجتمع الدولي عن ردعه”.
صمـود في المنــازل
من جانبها، صدمت أم لثلاثة أطفال، عند تلقي “منشورات إخلاء” من الجيش الصهيوني تطالبهم بالنزوح، ورغم حالة الهلع التي سادت، قررت العائلة عدم المغادرة، مشيرة إلى عدم وجود مناطق آمنة بغزة، حيث يستهدف الجيش الصهيوني كل مكان دون أي اعتبارات، بحسب قولها.
وأضافت: “صمودنا في منزلنا هو أبلغ رد على محاولات التهجير والتطهير العرقي، ولن نسمح بنكبة جديدة رغم توسيع عملياته البرية وشح الطعام والماء”، وتابعت: “حركة الآليات الصهيونية التي تجري أعمال تجريف يسمعونها بوضوح، خصوصا ساعات الليل، ويشعرون أنها تقترب منهم شيئا فشيئا”.
وطالبت هذه الأم المجتمع الدولي بـ«التدخل الفوري لوقف ما يحدث شمال قطاع غزة، وتحمل مسؤوليته تجاه نحو نصف مليون إنسان صمدوا هناك ويرفضون مغادرة أرضهم حتى لا يتم سرقتها”.
وخلفت الإبادة الجماعية الصهيونية المتواصلة في غزة منذ أكثر من عام، ما يزيد عن 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وأكثر من 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.