أكد ممثل جبهة البوليساريو بإسبانيا، عبد الله العرابي، أن المشاركة الكبيرة في منتدى الشباب العالمي للتضامن مع الصحراء الغربية الذي اختتم أمس، تبرز روح التضامن القوي مع قضية الشعب الصحراوي عبر العالم.
وأشار عبد الله العرابي على هامش مشاركته في الطبعة الثالثة لمنتدى الشباب العالمي للتضامن مع الصحراء الغربية، أن “ التمثيل الهام للشباب العالمي في هذا المنتدى يبرز روح التضامن القوي الذي تحظى به قضية الشعب الصحراوي”.
وذكر الدبلوماسي الصحراوي أن هذا المنتدى “يتزامن مع سياق سياسي هام بالنسبة للشعب الصحراوي في كفاحه من أجل الحرية والاستقلال”، قائلا: “تأتي هذه المناسبة في الوقت الذي أعلنت فيه محكمة العدل الأوروبية إبطال الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب التي تشمل بصفة غير قانونية الصحراء الغربية”.
وفي الرابع من أكتوبر الجاري، أكدت محكمة العدل الأوروبية أن “الاتفاقيات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمغرب لعام 2019 بشأن مصايد الأسماك والمنتجات الزراعية، والتي لم يوافق عليها شعب الصحراء الغربية، أبرمت في تجاهل لمبادئ الحق في تقرير المصير لهذا الشعب”. كما أكدت محكمة العدل الأوروبية أن “جبهة البوليساريو متحدث متميز في إطار العملية التي تقودها الأمم المتحدة بهدف تحديد الوضع المستقبلي للصحراء الغربية”، مشيرة إلى أن “جبهة البوليساريو يمكنها الطعن في القرارات أمام قاضي الاتحاد خدمة لمصالح الشعب الصحراوي”.
وقال عبد الله العرابي أن هذا “انتصار للشعب الصحراوي وتأكيد على أن القضية الصحراوية هي قضية تصفية استعمار، وأن الشعب الصحراوي هو من يقرر مصيره عبر استفتاء تقرير المصير وفقا لقرارات الأمم المتحدة”.
وأضاف: “لدينا فرصة جديدة في كفاح الشعب الصحراوي، لأنه من وجهة نظر قانونية، نملك وسيلة جديدة لمقاضاة أي دولة وشركة تبرم اتفاقيات مع المغرب تشمل الأراضي الصحراوية”.
تركيز على معركتي الثروات وحقوق الإنسان
وعلى مدار ثلاثة أيام، احتضنت مدينة بلباو الإسبانية أشغال المنتدى العالمي الثالث للتضامن مع الصحراء الغربية، الذي جمع ناشطين ومهتمين بقضية الصحراء الغربية من مختلف أنحاء العالم، حيث ركز الحضور على معركتي الثروات الطبيعية وحقوق الإنسان.
وتوزعت ورشات العمل على أربع محاور رئيسية، حيث تناولت الورشة الأولى موضوع “احتلال ممول بثرواتنا المنهوبة”. وبحث المشاركون في نهب المغرب للموارد الطبيعية للصحراء الغربية، مثل الفوسفاط، بالإضافة إلى تحليل تأثير استخراج هذه الموارد على السكان الصحراويين. كما تناول النقاش كيفية استخدام المغرب للطاقة الخضراء دون الحصول على موافقة من الشعب الصحراوي، مما يثير قضايا حقوق الإنسان والممارسات الأخلاقية.
وفي الأثناء، تناول المشاركون أيضًا التداعيات القانونية لهذه الانتهاكات، مع البحث عن حلول تحترم حقوق الصحراويين.
في الورشة الثانية، المعنونة “تشكيل السردية”، تم تحليل السرديات المختلفة والأطراف الفاعلة التي أثرت على مجريات الصراع على مدى العقود الماضية. من خلال الحوار والتفكير النقدي، واستعرض المشاركون تأثير هذه الروايات على تصورات النزاع وكيفية صياغة سردية جديدة تتماشى مع الأحداث الحالية وتبرز صوت الشعب الصحراوي.
أما الورشة الثالثة، التي جاءت تحت عنوان: “رسم مسارات التضامن”، فركزت على كيفية تفعيل المشاركة النشطة للشباب في القضية الصحراوية. وعمل خلالها المشاركون على تحديد المشاكل الرئيسية التي تعيق الدعم للقضية الصحراوية، وتشكيل مجموعة عمل لتطوير استراتيجيات عمل قابلة للتطبيق تساهم في تعزيز التضامن.
الشباب الصحراوي وآفاق المستقبل
وفي السياق ذاته، تطرقت الورشة الرابعة، “الشباب الصحراوي آفاق المستقبل”، إلى تقييم وضعية الشباب الصحراوي، حيث تم إعداد اقتراحات لمخطط الشباب الجديد للفترة من 2025 إلى 2030، مما يعكس التزام المنتدى بمستقبل أفضل للشباب في الصحراء الغربية.
إلى جانب الورشات، تضمن البرنامج فعاليات موازية تناولت “الجيوسياسية للصحراء الغربية: مواقف الدول تجاه الصراع ومنظور شامل”، حيث تحدث كل من أبي بشرايا، ممثل البوليساريو في جنيف، وسيدي محمد عمر، ممثل الجبهة في الأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو، عن تطورات الصراع ومواقف الدول المختلفة.
كما تناولت الفعاليات دور النساء في حل الصراعات وتمكين الأصوات في سياق النضال من أجل الحرية. ستكون هناك أيضًا جلسات تحت عنوان: “أصوات صامتة: قصص حول الصحراء الغربية والحصار الإعلامي”، حيث تحدثت شابات صحراويات عن تجاربهن وتأثير الإعلام على القضية.
ويمثل هذا المنتدى منصة حيوية لتبادل الآراء والأفكار حول مستقبل الصحراء الغربية، ويساهم في تعزيز الوعي العالمي حول حقوق الشعب الصحراوي وأهمية التضامن الدولي في دعم قضيته.