كثفت قوات الاحتلال غاراتها على مناطق متفرقة من قطاع غزة موقعة أكثر من 60 شهيدا، في وقت يستمر فيه حصار شمال القطاع، وسط مجازر خلفت عشرات الشهداء والمصابين الذين تعجز فرق الإنقاذ عن الوصول إليهم.
قصفت مروحيات صهيونية، أمس الجمعة، وسط مدينة رفح جنوبي القطاع. وقالت مصادر طبية، إن 21 فلسطينيا استشهدوا إثر غارات على مناطق متفرقة في قطاع غزة منذ فجر أمس.
وأعلنت وزارة الصحة، أن الاحتلال ارتكب 4 مجازر في القطاع خلال 24 ساعة، وصل منها للمستشفيات 61 شهيدا و231 مصابا. وبذلك ارتفع عدد ضحايا العدوان الصهيوني على القطاع إلى 42 ألفا و126 شهيدا و98 ألفا و117 مصابا وذلك حتى ظهر أمس.
وقد وثقت السلطات الصحية في غزة، استشهاد 63 شخصا في الغارات الصهيونية منذ فجر الخميس وإلى غاية ظهر أمس، بينهم 28 في استهداف مدرسة رفيدة التي تؤوي نازحين في دير البلح وسط قطاع غزة.
النازحـون في مرمى القصـف
وفي حي الشيخ رضوان غربي مدينة غزة، أفاد مراسلون باستشهاد 5 مدنيين -بينهم أطفال- وإصابة آخرين إثر غارة استهدفت تجمعا للنازحين.
ونقل المراسلون عن مصادر طبية في مستشفى المعمداني، أن حالة عدد من المصابين خطيرة، كما استشهد 6 فلسطينيين وأصيب آخرون -بينهم نساء وأطفال- إثر غارة للاحتلال استهدفت عيادة الرمال الصحية التي تؤوي مئات النازحين في شارع الوحدة غربي مدينة غزة أيضا.
واستشهد فلسطينيان في قصف استهدف، فجر أمس، منزلا في دير البلح. كما أصيب آخرون في قصف آخر استهدف منزلا بجباليا البلد شمالي القطاع. وقال شهود عيان، إن طائرة مسيرة صهيونية استهدفت مدنيين في محيط مركز مخيم جباليا. كما أن الطيران المروحي والمدفعية الصهيونية استهدفت المناطق الشمالية الشرقية لمخيم البريج والنصيرات وسط قطاع غزة، مما أدى إلى سقوط مصابين. كما أفادت مصادر محلية فلسطينية، بأن القصف المدفعي الصهيوني تجدد على شارع السكة في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة.
وشنت طائرات الاحتلال المروحية غارة جوية في منطقة الحكر بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة فلسطينيين.
حصار الشمال يمنع إجلاء الضحايا
في غضون ذلك، تواصل قوات الاحتلال محاصرة مناطق شمال قطاع غزة -خاصة مخيم جباليا- منذ نحو أسبوع. وكثف الجيش الصهيوني مجددا عملياته البرية والجوية في شمال غزة، وقد طوقت قواته مدينة جباليا وبعض المناطق المحيطة بها، وفرضت حصارا خانقا عليها منذ الأحد الماضي.
وقال مدير الإسعاف والطوارئ في شمال قطاع غزة فارس عفانة، إن فرق الإسعاف والدفاع المدني عاجزة عن الوصول إلى مناطق تعرضت للقصف شمالي قطاع غزة بسبب منعها من قبل جيش الاحتلال. وأكد عفانة وجود عشرات الجرحى والشهداء تحت الأنقاض، دون أن يتمكن أي أحد من الوصول إليهم رغم المناشدات التي وصلتهم.
مقتـل 3 ضباط للاحتـلال
في الأثناء، أفاد جيش الاحتلال بأن سلاح الجو اعترض، صباح أمس الجمعة، طائرة مسيرة اخترقت الأجواء الصهيونية بعد دوي صفارات الإنذار في محيط عسقلان جنوبي الكيان.
وأعلنت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، تدمير ناقلة جند صهيونية وإيقاع طاقمها بين قتيل وجريح غرب مدينة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة. وكان جيش الاحتلال قد أعلن، الخميس، مقتل 3 ضباط برتبة رائد في معارك شمال قطاع غزة، في الوقت الذي يشن فيه عملية عسكرية ضارية وحصارا شديدا على المنطقة. وكشفت وسائل إعلام الاحتلال عن أن الضباط الثلاثة قتلوا بانفجار عبوة ناسفة في مخيم جباليا.
قطاع غزة.. ساحة قتال ثانوية
من ناحية ثانية، أفادت وسائل إعلامية صهيونية بأن جيش الاحتلال حوّل قطاع غزة إلى “ساحة قتال ثانوية” لأول مرة منذ 7 أكتوبر 2023. وأضافت المصادر، أمس، أن معظم الاهتمام والموارد لدى جيش الاحتلال موجهة حاليا إلى لبنان.
وأكدت المصادر، أن الكتيبة 460 التابعة لجيش الاحتلال أقامت حاجزا لتصفية من وصفتهم بالمطلوبين من بين الفارين جنوبا، في إشارة إلى النازحين من شمال القطاع.
على الصعيد الإنساني، اعتبر خبراء الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، أن قطاع غزة يعيش أقسى أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية في ظل استمرار العدوان الصهيوني على القطاع منذ أكثر من عام، وأكدوا أن القطاع “أصبح أرضا قاحلة مملوءة بالأنقاض والأشلاء البشرية”.
وأشار الخبراء، إلى أن حرب غزة شهدت إبادة جماعية وتطهيرا عرقيا وعقابا جماعيا للفلسطينيين، وأن القنابل الصهيونية لم تستثن أحدا، وأبيدت عائلات بأكملها ومحيت أجيال.