يخلد الشعب الصحراوي، اليوم السبت، الذكرى 49 للوحدة الوطنية؛ ذلك الحدث التاريخي الذي جمع شمل الصحراويين ووحد جهودهم في بوتقة واحدة لمواجهة الغزو وكل المؤامرات التي تهدف إلى محوهم من الوجود.
تحل مناسبة الوحدة والشعب الصحراوي أكثر إصرارا على انتزاع النصر، معززا بالمكاسب المحققة بفضل نضاله وتضحياته تحت قيادة ممثله الشرعي والوحيد الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب “البوليساريو”، وآخر هذه المكاسب، النّصر القانوني الكبير الذي انتزعه الصحراويون من محكمة العدل الأوروبية التي أصدرت، قبل أسبوع، حكما يحمي ثروتهم ويقضي ببطلات اتفاقيات الفلاحة والصيد البحري الموقعة بين الاحتلال المغربي والاتحاد الأوروبي.
في هذه المناسبة، التي رسمت معالم تماسك الشعب الصحراوي وشكلت صخرة صلبة تحطمت عليها كل المخططات الاستعمارية الإسبانية والمغربية، يجدّد الصحراويون العهد على مواصلة معركتهم المصيرية من أجل الحرية والاستقلال.
وبعد حوالي خمسة عقود من محاولات المحتل المغربي بشتى الطرق القضاء على الشعب الصحراوي وقضيته، ظل تحقيق تلك المؤامرة عصيّا أمام صمود الصحراويين ووحدتهم وتماسكهم حول هدفهم السامي وهو الاستقلال، وها هم اليوم يقتربون أكثر وأكثر من تحقيق حلمهم المنشود ويقطعون خطوات عملاقة في طريق النصر وفرض تنظيم استفتاء تقرير المصير لقول كلمتهم الفصل التي لن تكون غير الحرية والاستقلال.
وقد كان يوم 12 أكتوبر سنة 1975 يوم إعلان الوحدة الوطنية، بداية حاسمة في تاريخ الشعب الصحراوي ومساره النضالي، فمنذ ذلك التاريخ قطع الصحراويون أشواطا كبيرة نحو تحرير أرضهم وبناء مؤسساتهم، ومازالت المكاسب والانتصارات تتوالى والدعم يزداد لقضيتهم الوطنية والاحترام لدولتهم الفتية في المحافل الدولية، في ظل إجماع وطني على التشبث بالوحدة الوطنية وتقويتها وتجسيدها.
اليوم، مثل الأمس تماما، مازال الشعب الصحراوي، جيل بعد جيل، يرث الإيمان والإصرار والتشبث بالوحدة الوطنية كخيار لا بديل له للانتصار، وقد أفشل ومازال يفشل دسائس العدو ويحبط مخططاته الخبيثة، ويحقق المكاسب الكبيرة في طريقه التي يشقها نحو تحرير أرضه وتحقيق استقلاله.
في هذه الذكرى الخالدة، يحق للصحراويين وهم يطفئون الشمعة 49 من عمر الوحدة الوطنية، الافتخار والاعتزاز بانتصاراتهم، وعليهم في ذات الوقت التشبث بمقاومتهم ونضالهم من أجل بلوغ الاستقلال وتجسيد الدّولة.