عشية إكمال العدوان الصهيوني الغاشم على قطاع غزة عامه الأول، تزداد الحرب وحشية ودموية بفعل تصاعد الغارات التي تستهدف المدنيين العزل، وخيامهم البالية، وما تبقى من منازلهم المدمرة التي اضطروا إلى الاحتماء فيها.
شهد القطاع خلال الساعات القليلة الماضية، سلسلة غارات دموية، أسفرت عن استشهاد وجرح العشرات من الفلسطينيين، حيث أفادت وزارة الصحة بغزة أن الاحتلال الصهيوني ارتكب 3 مجازر أسفرت عن 23 شهيدا و66 مصابا خلال 24 ساعة، ليرتفع بذلك عدد ضحايا العدوان الذي يكمل، غدا الاثنين، سنة كاملة، إلى 41 ألفا و825 شهيدا، و96 ألفا و910 مصابين.
ففي المحافظة الوسطى من القطاع، استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون بجروح إثر قصف طائرات الاحتلال الحربية منزلا لعائلتي عليان وكراجة في حي الدعوة شمال شرق مخيم النصيرات.
واستشهد مواطنان آخران في قصف طائرات الاحتلال منزلًا يعود لعائلة الغفري شمال شرق المخيّم. وفي مدينة دير البلح، استشهد مواطن وأصيب آخرون، في قصف الاحتلال لمركز لإيواء النازحين في مدرسة الصلاح بالمدينة.
وفي الأثناء، استشهد خمسة مواطنين، وأصيب آخرون بجروح مختلفة في قصف لمدفعية الاحتلال استهدف بلدة بيت حانون شمال قطاع غزة.
كما ارتقى عدد من الشهداء والجرحى جراء قصف استهدف منزلا في مخيم النصيرات، ومدرسة تؤوي نازحين في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وقالت وسائل إعلام؛ إن غارة من قبل الطيران المروحي الصهيوني استهدفت مدرسة «أحمد الكرد» التي تؤوي نازحين في مدينة دير البلح وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد طفل وإصابة آخرين جلهم من النساء والأطفال.
إبـادة عائـلات بأكملـها
والجمعة، استشهد عدد من الفلسطينيين، جراء غارات الاحتلال المتواصلة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، تزامنا مع قصف مدفعي مكثف في مدينتي خان يونس ورفح جنوب القطاع.
وتمكن جهاز الدفاع المدني من انتشال جثماني طفل وشاب من تحت أنقاض منزلهما بخان يونس، بعد قصفه في غارة صهيونية، الأربعاء الماضي.
في سياق متصل، استشهد فلسطيني وأصيب 4 في قصف، استهدف تجمعا للمدنيين في منطقة الشيخ زايد شمالي قطاع غزة.
وذكر مصدر طبي في مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، أن المشفى استقبل «4 شهداء وإصابات عدة، ارتقوا جراء قصف طائرة صهيونية منزلا لعائلة أبو جبر شرق المدينة».
وأطلقت الآليات الصهيونية قذائف مدفعية ونيران أسلحتها الرشاشة شرق مخيم المغازي، بينما سمعت أصوات انفجارات وإطلاق نار شمال «المخيم الجديد،» وشمال شركة الكهرباء بمخيم النصيرات.
كما أطلقت طائرة مسيرة من نوع «كواد كابتر» قنابل حارقة على آلية ثقيلة من نوع «كباش»، يعود لعائلة «الجاعوني» في النصيرات، ما أدى إلى احتراقها بشكل كامل.
أوامر إخـلاء قسري
هذا، وأنذر الجيش الصهيوني، أمس، الفلسطينيين الذين يقطنون بمناطق واسعة في مخيمي البريج والنصيرات وسط قطاع غزة بإخلاء منازلهم قسرا استعدادا لتنفيذ هجوم عسكري بهذه المناطق، وزعم بأن حركة «حماس» ومنظمات فلسطينية تواصل أنشطتها.
ومنذ بداية الحرب على قطاع غزة، يواجه الفلسطينيون معاناة النزوح؛ حيث يأمر الجيش الصهيوني أهالي مناطق وأحياء سكنية بإخلائها استعدادا لقصفها وتدميرها والتوغل داخلها.
وتتزامن هذه الإنذارات الصهيونية مع دعوات أطلقها الفلسطينيون عبر مواقع التواصل الاجتماعي، للعودة إلى مناطق شمالي قطاع غزة، في ذكرى مرور عام على حرب الإبادة الصهيونية.
تصعيــد بالضفة
في الضفة الغربية أعلنت كتائب شهداء الأقصى عن خوضها اشتباكات بالأسلحة الرشاشة مع قوات الاحتلال بعد اقتحامها من عدة محاور طوباس، شمال الضفة الغربية.
وذكر نادي الأسير الفلسطيني، أنّ الأسير المحرر أحمد مصطفى عوايصة استشهد، أمس السبت، من جراء إصابته برصاص الاحتلال أثناء محاولة اعتقاله في قرية وادي الفارعة جنوب طوباس، شمال الضفة الغربية.
في سياق متصل، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية ارتفاع عدد الشهداء في الضفة والقدس المحتلتين، برصاص الاحتلال والمستوطنين إلى 741، من بينهم 163 طفلاً، وإصابة نحو 6 آلاف و200 واعتقال حوالي 11 ألفا، منذ أكتوبر من العام الماضي.
مستشفيات الشمــال مهددة بالتوقــف
هذا، وقال مدير مستشفى «كمال عدوان» في شمال قطاع غزة، أمس السبت، إن مستشفيات القطاع مهددة بالخروج عن الخدمة خلال 24 ساعة نتيجة نفاد الوقود ومنع الاحتلال إدخاله.
وأوضح حسام أبو صفية: «الواقع شمال قطاع غزة كارثي، إذ ستخرج مستشفى كمال عدوان وباقي المستشفيات عن الخدمة خلال 24 ساعة بسبب نفاد الوقود وعدم إدخاله من قبل الاحتلال عبر منظمات دولية».
وأضاف: «منذ أسبوع، لم يدخل الاحتلال أي كميات وقود لشمال قطاع غزة، ما يضعنا أمام كارثة حقيقية تواجه المرضى والجرحى في قسم العناية المركزة، الذين يعتمدون على أجهزة التنفس الاصطناعي التي تعمل على الكهرباء».
