حبـل “بيغاسـوس” يلتف حـول عنـق المخـزن

محكمـة فرنسية ترفـض شكوى المغــرب ضد موقــع “ميديــا بــارت”

 رفضت محكمة النقض بباريس، أعلى هيئة قضائية في فرنسا، بشكل نهائي شكوى “التشهير” التي رفعها المغرب ضد الموقع الإخباري الفرنسي “ميديا بارت” مع تغريم المخزن 2500 أورو، على خلفية ما نشره الموقع بخصوص تجسس المخابرات المغربية على هاتف مؤسس الموقع ومديره التنفيذي، إدوي بلينيل، والصحفي ليناج بريدو، باستخدام برنامج “بيغاسوس”.
أكّد الموقع الفرنسي، في مقال تحت عنوان “حرية الصّحافة: المملكة المغربية تخسر بالنقض ضد ميديا بارت”، أنّ شكوى التشهير التي تقدم بها المغرب ضده تمّ رفضها نهائيا وحكم على المخزن بدفع غرامة مالية له.
وأوضح ذات الموقع أنّه “لصرف الانتباه عن قضية “بيغاسوس” التي تورّطت فيها، قدّمت المملكة المغربية شكوى “تشهير” ضد شركة “ميديا بارت” ومؤسسها “إدوي بلينيل”، مدير النشر آنذاك، إتهمتنا فيها بأنّنا ندّعي أنها كانت تجسّس علينا”، مردفة: “لقد فشلت المناورة ورفضت محكمة النقض بشكل نهائي وحكمت عليها بدفع مبلغ 2500 يورو”.
وعليه - يضيف الموقع - “تؤكّد أعلى محكمة في النظام القضائي الفرنسي قرار محكمة استئناف باريس المؤرخ في 12 أبريل 2023، وكذلك قرار الغرفة 17 للمحكمة الفرنسية الصادر في 25 مارس 2022، الذي أعلنت فيه أن الشكوى المغربية غير مقبولة، لأنها تجاهلت واحدة من أبسط قواعد قانون الصحافة في فرنسا، والتي تحظر على الدولة مقاضاة التشهير”.
كما أشار الموقع إلى حكم محكمة النقض، الصادر في 10 سبتمبر 2024، الذي جاء فيه أنّ “الدولة الأجنبية غير مقبولة للتصرف في التشهير العلني بالفرد، سواء باسمها أو نيابة عن إدارتها العامة دون شخصية قانونية”، منبّهة إلى أنّه في القانون المحلي كما هو الحال في اتفاقية حماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية، فإن حرية التعبير هي حرية أساسية تضمن احترام الحقوق والحريات الأخرى، ويجب أن تكون الجرائم المرتكبة في ممارستها ضرورية، ومناسبة ومتناسبة، قال الموقع الفرنسي أن المغرب يدرس إحالة القضية إلى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان، معتبرة أن “هذا الإجراء يبدو غريبا ومضحكا عن دولة تحتل المرتبة 129 في تصنيف حرية الصحافة من قبل “مراسلون بلا حدود”.
وتابع يقول: “لأنّنا لم نخطئ، فإنّ هذه الشكوى ضد حرية الصحافة لم يكن لها هدف سوى إسكات صوت، ليس فقط “ميديا بارت” ولكن بهذه الشكوى تمت متابعة المهنة بأكملها”. وأوضحت “ميديا بارت” بهذا الخصوص: “من خلال تقديمنا إلى المحكمة، كان هدف المغرب التصدي لما كشفنا عنه بخصوص قضية “بيغاسوس”، مذكرة أنه في مقال لها بتاريخ 19 جويلية 2021، أبلغت قرّاءها أن أرقام الهواتف المحمولة للصحفي ليناج بريدو ومؤسس الموقع ومديره التنفيذي “إدوي بلينيل” كانت من بين عشرة آلاف حالة تجسس قامت بها المخابرات المغربية في عامي 2019 و2020، باستخدام برنامج “بيغاسوس”، الذي طوّرته مجموعة “أن.آس.أو” الصهيونية للتجسس على صحافيين وناشطين حول العالم.
وشدّدت في السياق على أنّه و«لعدة أشهر، انتهك الجهاز القمعي للمغرب خصوصية صحفيين إثنين، وانتهك مهنة الإبلاغ وحرية الصحافة”، بالإضافة إلى “سرقة واستغلال البيانات الشخصية والمهنية لهما”.
وبخصوص الشكوى التي رفعها أمام القضاء الفرنسي ضد المغرب، في 19 جويلية 2021، بخصوص تعرض هاتفي اثنين من صحفييها للتجسس باستخدام برنامج “بيغاسوس”، أكّدت “ميديا بارت” أنّ “الهجوم على الحريات الأساسية من قبل قوة أجنبية ضد صحيفة مستقلة لا يمكن أن يمر دون عقاب”.
وكان تحقيق دولي قد كشف في جويلية 2021، أنّ المغرب من أكثر الدول التي أنفقت بسخاء لشراء برمجيات “إن أس أو” الصهيوني للتجسس على ما يزيد عن عشرة آلاف رقم، من بينها هواتف لعدد من الصحافيين والناشطين الذين يقبعون حاليا في سجون المملكة، بالإضافة إلى شخصيات وحقوقيين وإعلاميّين من عديد دول العالم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024