أثار الهجوم الصاروخي الإيراني على الكيان الصهيوني مساء الثلاثاء ردود فعل متباينة، حيث أدانه حلفاء الكيان واعتبروه تصعيدا خطيرا ستكون له عواقب وخيمة، في حين دعت دول كثيرة إلى ضبط النفس وتفادي توسيع الصراع وإشعال المنطقة بحرب واسعة لا يمكن إخمادها .
قال الكرملين أمس الأربعاء إن الوضع في الشرق الأوسط يتطور في الاتجاه الأكثر إثارة للقلق ودعا جميع الأطراف إلى ضبط النفس، وذكر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين أن روسيا أجرت اتصالات مع جميع الأطراف ونددت بأي عمل يتسبب في مقتل مدنيين، وأردف بيسكوف قائلا: “الوضع يتطور وفقا للسيناريو الأكثر إثارة للقلق”.
في الأثناء، أعلن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن هجمات بلاده الصاروخية ضد الكيان الصهيوني انتهت وأنهم لا ينوون الاستمرار إلا إذا حصل إجراء انتقامي من الاحتلال .
وأوضح عراقجي - في حديث للتلفزيون الرسمي الإيراني - أمس الأربعاء، أن الهجمات الإيرانية كانت دفاعية استنادا إلى المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، محذرا من أنهم سيستهدفون أي قوات في المنطقة في حال تدخلها.
وتابع: “حذرنا القوات الأمريكية من عدم التدخل وإلا ستواجه رد فعل قوي. كما قدمنا تحذيرات أيضا لجميع الأطراف عبر اتصالاتي الهاتفية (مع نظرائه في بريطانيا وألمانيا وفرنسا ودول أخرى)”.
وأكد عراقجي أن الضربات الصاروخية الإيرانية جاءت “ردا على اغتيال الكيان الصهيوني لإسماعيل هنية وحسن نصر الله ومجازرها بغزة ولبنان”، وأطلقت إيران، الثلاثاء، عشرات الصواريخ على الكيان؛ ما تسبب في إصابات بشرية وأضرار مادية وإغلاق المجال الجوي، فيما هرع ملايين الصهاينة إلى الملاجئ بينما صفارات الإنذار تدوي بكامل البلاد.
الكيان يتستّر على خسائره
وقد طالب الجيش الصهيوني، أمس، مواطنيه بعدم الكشف عن مواقع سقوط الصواريخ التي أطلقتها إيران. وتحت عنوان “رسالة هامة”، قال الجيش الصهيوني، عبر حسابه بمنصة “إكس” الأربعاء: “كشف مواقع سقوط (الصواريخ) والتوثيق (التقاط صور ومقاطع فيديو) من الأماكن التي سقطت فيها هي نقاط ضعف”.
وفي ظل رقابة عسكرية صارمة على الإعلام، لم تتناول وسائل الإعلام الصهيونية أماكن سقوط الصواريخ، بينما نشر صهاينة على مواقع التواصل الاجتماعي صورا ومقاطع فيديو توثق سقوط صواريخ إيرانية وظهر في أحد المقاطع عساكر للاحتلال وهم يختبئون، كما رصدت بلدية مدينة هود هشارون شمال عاصمة الكيان، أضرارا في نحو 100 منزل نتيجة القصف الصاروخي الإيراني.
ونقلت هيئة البث الصهيونية أمس الأربعاء، عن البلدية أن “حوالي 100 منزل في المدينة أصيبت بأضرار بعد الهجوم الصاروخي الباليستي من إيران. ولم تقع إصابات بشرية نتيجة للهجوم”.
وأضافت البلدية أن “بعض الإصابات خطيرة وسيستغرق إصلاحها وقتا طويلا، وأن عشرات المنازل الأخرى كانت أخف تضررا”.
الاحتلال يتوعّد
وتوعد الجيش الصهيوني، إيران بدفع ثمن هجومها الانتقامي، لكن دون تحديد تاريخ ولا طبيعة الرد المرتقب، ووفق موقع “واللا” الإخباري الصهيوني، أمس الأربعاء، فإن الاحتلال قد يستهدف خلال أيام منشآت نفط في إيران و/أو يغتال مسؤولين كبار أو يدمر أنظمة دفاع جوي، خاصة تلك التي تحمي منشآت نووية.