أعلن “حزب الله” أمس قصف أهداف عسكرية ومستوطنات في 9 مناطق شمال الكيان الصهيوني، وكشف عن تصدّيه لقوة معادية حاولت التوغل بإحدى بلدات جنوب لبنان في أول مواجهة مباشرة بين الجانبين منذ بدء الاشتباكات قبل قرابة عام.
وقال الحزب في عدة بيانات عبر تلغرام، إنه استهدف “تجمعا لقوات صهيونية في مستوطنة شتولا بصاروخي بركان، وتجمعا آخر ومرابض مدفعية جنوب مستوطنة كريات شمونة بصلية صاروخية”، وأضاف أنه “قصف قوة مشاة كبيرة في مستوطنة مسكفعام بأسلحة صاروخية ومدفعية، وتجمعا لقوات الاحتلال في ثكنة الشوميرا”.
وتابع الحزب أنه “قصف أيضا بصليات صاروخية 3 تجمعات لعساكر بمستوطنتي أدميت وأفيفيم، وثكنة أفيفيم، ومستوطنات شمال مدينة حيفا”، ولفت كذلك إلى أنه “قصف ثكنة زرعيت بصلية من صواريخ الكاتيوشا”.
وأكد أن هجماته “حققت إصابات مباشرة ودقيقة ومؤكدة”، موضحا أنها جاءت “دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة، وإسنادا لمقاومته الباسلة والشريفة، ودفاعا عن لبنان وشعبه”.
اشتباكات مباشرة لأوّل مرّة
وأعلن “حزب الله” أن قواته “تصدت لقوة مشاة صهيونية حاولت التسلل إلى بلدة العديسة جنوب لبنان من جهة منطقة خلة المحافر”، حيث “اشتبكت معها وأوقعت بها خسائر وأجبرتها على التراجع”.
وهذه هي المرة الأولى التي يعلن فيها “حزب الله” اشتباكه مع قوة مشاة للاحتلال منذ إعلان الكيان فجر الثلاثاء بدء اجتياح بري في جنوب لبنان.
وفي السياق، قال “حزب الله”، انه أوقع عددا كبيرا من القتلى بصفوف القوات الصهيونية خلال اشتباكات مباشرة ببلدتين جنوب لبنان، متهما الاحتلال بممارسة التعتيم بشأن ضحاياه.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها متحدث الحزب محمد عفيفي للصحفيين خلال جولة في ضاحية بيروت الجنوبية، وقال: “أوقعنا عددا كبيرا من القتلى بصفوف قوات العدو خلال اشتباكات جرت اليوم ببلدتي العديسة ومارون الراس جنوب لبنان، لكن هناك تعتيما من العدو”.
وأضاف: “ما حصل ببلدتي مارون الراس والعديسة ما هو إلا بداية، والحزب في الجنوب بأعلى درجات الجهوزية”.
من جانبه، أكّد الجيش اللبناني، أمس، أن قوات صهيونية توغلت داخل الحدود اللبنانية في الجنوب لمدة قصيرة قبل أن تنسحب، وذلك بعيد إعلان حزب الله خوضه اشتباكات مع قوات متسللة إلى إحدى البلدات.
وقال الجيش في بيان: “خرقت قوة تابعة للعدو الخط الأزرق لمسافة 400 متر تقريبا داخل الأراضي اللبنانية في منطقتي خربة يارون وبوابة العديسة ثم انسحبت بعد مدة قصيرة”.
غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية
في الأثناء، وبينما يجد الجيش الصهيوني صعوبة في التوغل البري، يواصل قصفه الجوي وشن غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت، مع إعلانه أوامر إخلاء جديدة تتسبّب في مزيد من النازحين.
وقد حذر جيش الاحتلال سكان حي شويفات العمروسية في الضاحية الجنوبية، وطالبهم بالإخلاء الفوري، واستهدف عدّة مباني زاعما أنه قتل قيادات في المقاومة دون إثبات ذلك.من جانبها، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن الغارات الصهيونية في الساعات الـ24 الماضية على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطية والبقاع وبعلبك-الهرمل وجبل لبنان أدّت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد 55 شخصا وإصابة 156 بجروح.
وفجر الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال البدء بعملية عسكرية برية جنوب لبنان، محددة الأهداف لمهاجمة أهداف حزب الله القريبة من الحدود، لكن حزب الله نفى بداية الاحتلال لأي اجتياح بري للبنان وتعهّد بمواجهته بكل قوّة، كما قال جيش الاحتلال أمس إن وحدات نظامية من المشاة والمدرعات انضمت إلى العمليات البرية في جنوب لبنان.
ومنذ 23 سبتمبر المنصرم، تشن القوات الصهيونية “أعنف وأوسع” هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع “حزب الله” قبل نحو عام، ما أسفر حتى صباح أمس الأربعاء عما لا يقل عن 1073 شهيدا، بينهم أطفال ونساء، و2955 جريحا وأكثر من مليون نازح.
في المقابل، يستمر دوي صفارات الإنذار بوتيرة غير مسبوقة في أنحاء الكيان الغاصب، إثر إطلاق كثيف من “حزب الله” لصواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات، وسط تعتيم صارم من الرقابة العسكرية الصهيونية على الخسائر البشرية والمادية، بحسب مراقبين.