في ظلّ تصعيد صهيوني متواصل ومخاوف من حرب إقليمية موسّعة، ترتفع النداءات الدولية الداعية إلى التهدئة ووقف إراقة الماء وذلك على ضوء الاعتداءات الصهيونية على لبنان، والتي خلّفت عشرات الشهداء ومئات المصابين إثر تفجيرات أجهزة الاتصال، ثم استهداف قيادات المقاومة في الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الجمعة.
نعى حزب الله 16 عنصرا استشهدوا بضربة صهيونية على ضاحية بيروت الجنوبية بينهم قياديان على الأقل وفق ما أكد مصدر مقرب من الحزب أمس السبت، فيما كان الكيان الصهيوني أعلن تنفيذ ضربة دقيقة على ضاحية بيروت الجنوبية أدت إلى استشهاد على إبراهيم عقيل ونحو عشرة مسؤولين آخرين في الحزب.
وبعد نعيه قائد قوّة الرضوان، قوّة النخبة في حزب الله ابراهيم عقيل، نعى الحزب في بيانات متتالية 16 عنصرا، بينهم القيادي أحمد محمود وهبي الذي “تولى مسؤوليّة وحدة التدريب المركزي”، وفق بيان للحزب.
ووصف حزب الله في بيان وهبي بأنه “قاد العمليّات العسكريّة لقوّة الرضوان على جبهة الإسناد اللبنانيّة منذ بداية معركة طوفان الأقصى وحتى مطلع العام 2024” ثم تولى “مسؤوليّة وحدة التدريب المركزي”، مضيفا أنه “ارتقى شهيدًا على طريق القدس إثر عملية اغتيال صهيونية غادرة الجمعة في ضاحية بيروت الجنوبيّة”.
وكان مصدر آخر مقرب من حزب الله أفاد الجمعة أن استهداف عقيل حصل خلال اجتماع مع “قادة” ميدانيين في الحزب.
وأفاد مصدر مقرب من الحزب، أمس السبت، أن الغارة الصهيونية استهدفت اجتماعا لوحدة الرضوان، قوة النخبة التابعة للحزب، في طابق تحت أرضي ما أدى إلى استشهاد 16 عنصرا منها.
من بين الشهداء قائد القوّة النخبوية إبراهيم عقيل، بالإضافة إلى قائد كبير آخر في الرضوان، بحسب حزب الله، والمقصود هو أحمد محمود وهبي الذي قاد حتى بداية العام الحالي العمليات العسكرية لوحدة الرضوان في إطار “إسناد” حركة حماس الفلسطينية التي تخوض حربا ضد الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، بحسب ما قال الحزب اللبناني أمس.
إبراهيم عقيل، هو ثاني قائد عسكري بارز في حزب الله يستشهد في بيروت، بعد فؤاد شكر، منذ أن فتح الحزب جبهة في جنوب لبنان ضد الجيش الصهيوني قبل 31 شهيداً بينهم أطفال وعشرات الجرحى، في السياق، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فراس الأبيض، عن ارتفاع عدد شهداء العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، إلى 31، بينهم 3 أطفال و7 نساء.
وإضافة إلى الشهداء، أكد الأبيض، في مؤتمر صحافي أمس السبت، وجود 68 جريحاً، مشدداً على أنّ الاعتداءات الصهيونية على لبنان هي جريمة حرب موصوفة.
الحصيلة هذه لا تزال قابلة لمزيد من الارتفاع في ظل تواصل عمليات الإنقاذ ورفع الأنقاض ووجود أكثر من 20 مفقوداً، وفق ما أكد وزير الأشغال اللبناني، علي حمية، في إطار جولة الوزير في المكان المستهدف.
ووصف حمية ما ارتكبه عدوان الاحتلال بالمجزرة الحقيقية، و«قصفٍ للقانون الدولي وللمعنى الإنساني وللقوانين التي ترعى المجتمع الدولي”، مضيفاً أنّ الاحتلال يجر المنطقة إلى حرب.
بدوره، تحدث مراسلون عن انتشال 4 جثامين لوالدة وطفليها وشخص آخر من بين الأنقاض في المبنى، الذي دمره العدوان في منطقة الجاموس في الضاحية، وبلغ مجموع الشهداء في عدوان الضاحية الجنوبية وتفجيرات أجهزة النداء واللاسلكي 70، وفق ما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية.
وقال رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي في بيان إن “الاستهداف لمنطقة سكنية مأهولة يثبت مجددا أن العدو الصهيوني لا يقيم وزنا لأي اعتبار إنساني وقانوني وأخلاقي”.
جرائم نكراء بحقّ الأطفال لا المقاتلين
هذا، وقد أدانت إيران، أمس السبت، الهجوم الصهيوني على المناطق السكنية المدنية في العاصمة اللبنانية بيروت، داعية المجتمع الدولي إلى اتخاذ “إجراءات حاسمة” توقف الكيان.
وأدان متحدث وزارة الخارجية ناصر كنعاني، في بيان، الهجوم الذي نفذته القوات الصهيونية على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، ما أسفر عن العديد من الشهداء، وأكد أن الهجمات تشكل انتهاكا للقانون الدولي وسيادة لبنان، وقال: “ليس هناك شك في أن النظام الصهيوني يحاول زيادة التوتر في المنطقة وتوسيع رقعة الحرب والصراع، على خلاف الأغلبية الساحقة من حكومات ودول العالم التي تؤكد ضرورة وقف إطلاق النار”.
واعتبر متحدث وزارة الخارجية الإيرانية أن مثل هذه “السياسة الخبيثة” تمثل تهديدا واضحا وخطيرا للغاية للسلم والأمن الدوليين، وشدّد على ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي “إجراءات حاسمة” لوقف الهجمات الصهيونية في فلسطين ولبنان وسوريا، والتي وصفها بـ«آلة القتل الجماعي”.
كما قال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي أمس السبت إن الكيان الصهيوني يرتكب “جرائم نكراء” بحق الأطفال لا المقاتلين.
لا للإفلات من العقاب
أكد وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عبد الله بوحبيب، أن العدوان الصهيوني السيبراني على لبنان استهدف الشعب بأكمله مشددا على أنه لا يمكن السماح لكيان مارق يستخف بقرارات الشرعية الدولية الاستمرار في الإفلات من العقاب.
وقال بوحبيب إن “استهداف كيان الاحتلال لآلاف أجهزة الاتصالات في لبنان، يعد أسلوباً غير مسبوق في وحشيته وإرهابه ويصنف كجريمة حرب” مشيرا إلى أن هذا العدوان أسفر عن استشهاد العشرات وإصابة المئات من المدنيين الأبرياء وأنه بعد هذا العدوان الهمجي لم يعد أحد في العالم بأمان.
وأوضح أنه إذا مر هذا العمل الإرهابي من دون إجراء جدي من مجلس الأمن، فإن مصداقيته في خطر محدق، حيث خرق كيان الاحتلال بعدوانه المبادئ الأساسية للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واستهدف المدنيين بشكل عشوائي.