أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، فراس الأبيض، في حصيلة غير نهائية للعدوان الالكتروني الصهيوني، ارتفاع عدد الشهداء والجرحى إلى «12 شهيداً، بينهم طفلان وعدد من العاملين في القطاع الصحي».
أمّا بالإصابات، فأشار الأبيض إلى أنّها تتراوح بين 2700 و2800، منهم 1850 في بيروت وضاحيتها الجنوبية، و750 في الجنوب، و150 في البقاع، ولفت الأبيض إلى أنّ «10 بالمائة منهم حالتهم حرجة»، مضيفاً أنّه تم نقل إصابات من البقاع إلى سوريا، وأخرى إلى إيران، وتحدّث الأبيض عن رد الفعل السريع والجيد في القطاع الطبي اللبناني، إذ «تمّ استيعاب عدد الإصابات وتقديم الإسعافات اللازمة» في ظل «صورة تلاحم وطني».
وعن المساعدات الطبية الخارجية، أشار الأبيض إلى وصول شحنات من «العراق وإيران والأردن»، وطلب «من وسائل الإعلام توخي الدقة في نقل المعلومات، والانتباه إلى الشائعات، ولا سيما في الظرف الذي نمر به».
جريمـة حــرب
من جانبه، قال مندوب لبنان في الأمم المتحدة هادي هاشم، إن «الهجوم الصهيوني ضد بلاده عبر تفجير أجهزة «بيجر» اللاسلكية، «يعد جريمة حرب».
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في الجلسة الطارئة التي عقدت بالجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن التبعات القانونية للأنشطة الصهيونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث أوضح هاشم أن الكيان الصهيوني ومنذ 8 أكتوبر الماضي، ينفذ هجمات من شأنها انتهاك سيادة لبنان، وأضاف أن الهجمات الصهيونية ترافقت أيضا مع خطابات حادّة لعدد من مسؤوليها، مبيّناً أن الكيان الغاصب ينتهك القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان، وذكر أن ضحايا» الهجوم السيبراني» الذي نفّذه الكيان في ارتفاع مستمر.
وبينما اتّهمت الحكومة اللبنانية و»حزب الله» الكيان الصهيوني بتنفيذ التفجيرات، وتوعّده الحزب بقصاص عادل، قابل الصهاينة ذلك بصمت رسمي.
سنواصـل إسنـاد غــزّة
هذا، وقد توعّد «حزب الله»، أمس الأربعاء، الكيان الصهيوني بحساب عسير، مؤكّدا أنه سيواصل في الوقت ذاته عملياته اليومية لإسناد قطاع غزة بمواجهة حرب الإبادة.
وتقدّم الحزب، في بيان، بالتعازي لـ «عوائل الشهداء الذين قضوا الثلاثاء سواءً في الجبهة الجنوبية في بلدتي بليدا ومجدل سلم، أو الشهداء الذين ارتقوا في العدوان الغادر والواسع من خلال تفجير وسائل الاتصال، وتمنّى الشفاء للجرحى».
والثلاثاء، استشهد 5 أشخاص وأصيب اثنان آخران جراء غارات جوية صهيونية على بلدتي مجدل سلم وبليدا جنوب لبنان، حسب وزارة الصحة، فيما ارتقى 12 شخصا وأُصيب 2800 آخرين بجروح، بينهم 300 بحالة حرجة، جرّاء هجوم سيبراني تسبب في تفجير الآلاف من أجهزة «بيجر» التي يستخدمها حزب الله بصفة خاصة في الاتصالات، وفق آخر حصيلة للوزارة ذاتها.
وأكّد «حزب الله»، في بيانه، أنّ «المقاومة في لبنان ستواصل اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها لإسناد غزة وأهلها ومقاومتها وللدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته»، وشدّد على أن «هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته الثلاثاء التي ارتكبها بحق شعبنا وأهلنا ومقاومينا في لبنان، فهذا حساب آخر وآتٍ»، واعتبر أنّ «ما حصل بالأمس سيزيدنا عزمًا وإصرارًا على المضي في طريق المقاومة».
في الأثناء، أعلنت دول تضامنها مع لبنان، وعرضت تقديم مساعدات طبية، فيما قابلت سلطات الكيان الصهيوني ذلك بصمت رسمي، وتنصل مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، في بيان، من منشور لأحد مستشاريه على منصة «إكس» ألمح فيه إلى مسؤولية الكيان عن الهجوم قبل أن يحذفه.
ومنذ أيام، يدفع نتنياهو بقوة نحو شن عملية عسكرية ضد لبنان.
«غولد أبولو» تنفـي مسؤوليتهـا
من ناحية ثانية، نفت شركة «غولد أبولو» التايوانية، أمس، مسؤوليتها عن تصنيع أجهزة النداء اللاسلكي «بيجر» التي انفجرت في لبنان الثلاثاء، وذكرت الشركة، في بيان، أنه ليس لها أي صلاحية في تصنيع طراز «أ .أر 924» من أجهزة «بيجر» اللاسلكية، وذلك عقب تداول لبنانيين صورا على مواقع التواصل الاجتماعي تظهر أن العلامة التجارية وطراز أجهزة النداء التالفة هي من صنع الشركة.
وقالت «غولد أبولو»: «نحن فقط نعطي صلاحية استخدام العلامة التجارية، وليس لدينا أي دور في تصميم أو تصنيع هذا المنتج»، وأوضحت أن تصنيع أجهزة «بيجر» يعود فقط إلى شركة تحمل اسم «باك» التي منحتها «غولد أبولو» حق استخدام علامتها التجارية.
وبحسب تقارير في الصحافة التايوانية، صرّح مدير الشركة هسو شينغ كوانغ، في مؤتمر صحفي، بأن أجهزة «بيجر» تم تصنيعها خارج تايوان.
جيش الاحتـلال يتأهّـب
ميدانيا، قرّر جيش الاحتلال، أمس، نقل فرقة نخبة من قطاع غزة إلى الحدود الشمالية مع لبنان، في ظل رفع حالة التأهب هناك تحسبا لرد محتمل من «حزب الله»، بعد تفجير آلاف من أجهزة «بيجر» للاتصالات اللاسلكية في أيدي من يحملونها، بلبنان.وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أنه تم وضع الدفاعات الجوية والاستخبارات العسكرية في الكيان الصهيوني في حالة تأهب قصوى.من جهتها، أشارت هيئة البث الصهيونية الرسمية إلى أن الفرقة غادرت مدينة خان يونس جنوب غزة قبل 3 أسابيع إلى مكان آخر في القطاع لم تحدده، ولفتت الإذاعة إلى أن الفرقة تضم 3 أولوية للمدرعات والمظليين والكوماندوس.