تتواصل مجازر الاحتلال البشعة في قطاع غزة لليوم الـ348 من حرب الإبادة الجماعية، والتي تطال الأطفال والنساء والشيوخ، فيما وثقت وزارة الصحة الفلسطينية أسماء الشهداء منذ السابع من أكتوبر الماضي.
ارتكب الاحتلال الصهيوني أمس مجزرةً مروّعة في مخيم البريج وسط قطاع غزة، باستهدافه مربعاً سكنياً مأهولاً، ما أسفر عن عشرات الشهداء والمفقودين، فيما منع وصول طواقم الدفاع المدني إلى المنطقة لإنقاذ العالقين تحت الأنقاض.
وقدّر الدفاع المدني في قطاع غزة وجود أكثر من 50 شخصاً في المنازل التي استهدفها الاحتلال شرقي مخيم البريج، مؤكّداً أنّ الجيش الصهيوني استخدم قنابل مدمرة أمريكية الصنع في قصفه المربع السكني.
وطالب الدفاع المدني الصليب الأحمر بضرورة التنسيق الفوري لدخول طواقمه إلى شرقي البريج لإنقاذ عشرات العالقين تحت الأنقاض، مشيراً إلى وصول عشرات مناشدات الاستغاثة من داخل المنازل التي استهدفها الاحتلال.
كما أفاد بأنّ عائلات كاملة مُسحت من السجل المدني في مجزرة البريج، فيما لا يزال معظم الشهداء تحت الأنقاض.
عائلات كاملة مُسحت من السّجل المدني
وأشار الدفاع المدني إلى أنّ طواقمه وصلت إلى المنطقة لكنّ طائرات الاحتلال استهدفتها، حيث أصيب أحد عناصره بجروح، ما اضطرها للانسحاب، قد أفادت الأنباء باستشهاد الصحفي محمد أبو شوقة في قصف استهدف منزله بمخيم البريج.
وكان مراسلون قد نقلوا أنّ قصفاً صهيونياً طال عدة منازل في شمال مخيم البريج وسط القطاع، لافتاً إلى صعوبات تواجه الدفاع المدني في عملية إجلاء الجرحى والشهداء، وأضافت وسائل إعلام محلية أنّ طائرات الاحتلال المسيرة “كواد كابتر” أطلقت النار في “مجمع 12” في مخيم البريج بعد استهداف منزل بالمكان، كما أطلقت النار تجاه طواقم الإسعاف خلال محاولتها انتشال المصابين من جراء الاستهداف.
وعقب المجزرة، أكّدت حركة المجاهدين الفلسطينية أنّ هذه المجازر الجديدة “هي جزء من الحرب المفتوحة التي تشنّها حكومة الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني، والتي تسعى من خلالها كسر إرادته وتمسكه بأرضه والمضي بمخططات التهجير وتصفية القضية الفلسطينية”، وأضافت أنّ “الصمت الدولي يشجع العدو الصهيوني على مواصلة جرائمه البشعة ضد شعبنا الفلسطيني، ويفتح شهيته لمزيد من القتل والإرهاب بحق العزل والأبرياء”.
بدورها، أكّدت لجان المقاومة في فلسطين أنّ المجزرة المروعة في مخيم البريج “ما كانت لتتم من دون غطاء كامل ودعم من الإدارة الأمريكية الشريكة في العدوان على الشعب الفلسطيني”.
النازحـون في مرمـى النّار
يأتي ذلك فيما تتواصل المجازر الصهيونية في قطاع غزة لليوم الـ348 على التوالي، حيث استهدف الاحتلال بالقصف والرصاص المباني السكنية وخيم النازحين في مختلف أنحاء القطاع، في حين تركّز قصفه على مدينة غزة.
وفي السياق؛ استشهد 9 فلسطينيين وأصيب آخرون، في غارات للاحتلال استهدفت عدّة منازل ودراجة هوائية في أنحاء مختلفة من القطاع، بينما تستمر عمليات نسف المباني والمربعات السكنية في حي الزيتون جنوب مدينة غزة.
وقال مصدر طبي في مستشفى “شهداء الأقصى”: “إنّ فلسطينيين اثنين استشهدا وأصيب عدد بجراح جراء استهداف طائرة مسيرة صهيونية خيمة تأوي نازحين في المخيم السويسري بمنطقة البركة جنوب مدينة دير البلح (وسط)”.
واستشهد 5 فلسطينيين جراء استهداف طائرة مسيرة صهيونية تجمع للمواطنين في شارع صلاح الدين بحي الزيتون، وفق مصدر محلي.
وأفاد جهاز الدفاع المدني بأن فلسطينيًا استشهد وأصيب آخرون (لم يحدّد عددهم) نتيجة قصف طائرات حربية صهيونية منزلاً يعود لعائلة “الشوبكي” في شارع الصحابة وسط غزة.
وفي مدينة غزة، نفذ الجيش الصهيوني عمليات نسفٍ للمباني والمربعات السكنية في حي الزيتون، بحسب مصادر محلية.
توثيق أسمـاء الشهـداء
هذا، ونشرت وزارة الصحة في قطاع غزة، الاثنين، قائمة بأسماء الفلسطينيين الذين استشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الصهيوني منذ 7 أكتوبر الماضي.
وتضمنت القائمة أسماء 34 ألفا و344 فلسطينيا استشهدوا خلال الحرب، من ضمنهم 11 ألفا و983 طفلا أقل من 18 عاما.
ومن ضمن هؤلاء الأطفال، وثقت الوزارة أسماء نحو 710 أطفال ارتقوا وهم أقل من عام، إضافة إلى توثيق أسماء ألفين و734 فلسطينيا بعمر أكثر من 60 عاما.
والأحد، قال المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، في بيان، إن عدد الشهداء والمفقودين وصل إلى 51 ألفا و206 فلسطينيين، من ضمنهم 16 ألفا و795 من الأطفال و171 رضيعا ولدوا واستشهدوا خلال الحرب، و710 ارتقوا وعمرهم أقل من عام.
ورصد المكتب الحكومي ارتقاء نحو 36 فلسطينيا نتيجة المجاعة من إجمالي عدد الشهداء، فيما وصل عدد الشهداء من النساء خلال حرب الإبادة، بحسب المكتب الحكومي، إلى 11 ألفا و378 سيدة.