هرع آلاف الشباب المغربي، القادم من مختلف المدن المغربية، إلى الحدود المغربية المتاخمة لمدينتي سبتة ومليلية الاسبانيتين، في محاولة هجرة جماعية، نتيجة للظروف الاقتصادية القاهرة والقمع السياسي والهشاشة الاجتماعية المستشرية التي يعيشونها في المملكة المغربية.
عرفت مدينة لفنيدق المتاخمة لمدينة سبتة الاسبانية وصول الآلاف من الشباب الراغبين في محاولة الهجرة عبر السياج الفاصل بين الحدود البرية الوحيدة التي تربط المملكة المغربية مع مدينتي سبتة ومليلية الاسبانيتين، لتشرع سلطات الشرطة المغربية في مواجهة هذه الموجة الجديدة من الهجرة بالقوة والقمع.
وبالفعل، تجمع المهاجرون على قمة تل في مدينة الفنيدق على الحدود وشرعوا في رشق قوات الأمن المغربية بالحجارة، وهو ما أظهرته مقاطع مصورة نشرتها مواقع إخبارية محلية، لكن الشرطة منعتهم من الاقتراب من سياج سبتة، كما شهدت المنطقة حشود كثيرة للراغبين في الهجرة طيلة الأسبوع المنصرم.
وقالت السلطات المغربية إنها ألقت القبض على 60 شخصا على الأقل الأسبوع الماضي، متهمة إياهم باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لتحريض المهاجرين على محاولة العبور الجماعي للحدود.
وتظهر هذه الموجة التي تأتي كاستمرار لموجات كثيرة سابقة، لتثبت أن الظروف المعيشية في المملكة المغربية أصبحت لا تطاق، حيث فقد الشباب المغربي كل أمل في أن تتحسن أوضاعه في ظل تغول المخزن، واستحواذ حاشية الملك والنخبة الانتهازية في المغرب على كل الموارد الاقتصادية في البلاد.
من جهة أخرى، يعاني أبناء الشعب المغربي أيضا من القمع اليومي، ومن الانتهاكات لكل حقوقه، وحرمانه من أبسط الفرص لحياة كريمة.
وقد سبق للسلطات المغربية أن تورطت في تشجيع الهجرة الجماعية للمهاجرين المغاربة والأفارقة إلى اسبانيا في ممارسة للضغط على حكومة رئيس وزراء اسبانيا، سانشيز، الذي رضخ – بالفعل - لاحقا للإرادة المغربية وخرج في تصريح غريب داعما فيه الاحتلال المغربي رغم معارضة جميع الأحزاب الاسبانية للتغير في الموقف الاسباني المعتمد.