أكد عضو الأمانة الوطنية، ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع “المينورسو”، سيدي محمد عمار، أن ما ينتظره الشعب الصحراوي من الأمم المتحدة هو أن تفي بوعودها وتطبق قراراتها بشأن القضية الصحراوية سيما تلك المتعلقة بالحق في تقرير المصير.
جاء هذا التأكيد خلال مقابلة أجراها الدبلوماسي الصحراوي مع التلفزيون الوطني الصحراوي، من نيويورك.
وتناولت المقابلة، ما تشهده المناطق الصحراوية المحتلة من تصعيد لسياسة الأرض المحروقة ومصادرة الأراضي التي تنتهجها دولة الاحتلال المغربية ضد الصحراويين، وكذلك الدورة الحالية للجمعية العامة للأمم المتحدة وحضور القضية الصحراوية باعتبارها قضية تصفية استعمار مدرجة في جدول أعمال الجمعية العامة وهيئاتها المعنية.
وبخصوص ما تتسم به دبلوماسية دولة الاحتلال المغربية في هذه المرحلة من نرفزة بلغت حد استخدام العنف كما شاهد العالم أجمع خلال اجتماع “تيكاد” باليابان، أشار الدبلوماسي الصحراوي إلى أن كل ذلك هو “دليل واضح على إفلاس الدبلوماسية المغربية؛ لأنها تمثل دولة محتلة ومارقة لا تمتلك أي حجة، وبالتالي تلجأ إلى الرشوة وشراء الذمم والاستقواء بأطراف خارجية ذات سجلات استعمارية معروفة”.
وحول واقع عملية الأمم المتحدة للسلام وآفاقها، ذكر ممثل جبهة البوليساريو بالأمم المتحدة والمنسق مع المينورسو بقرار إعادة النظر في المشاركة في عملية السلام الذي اتخذته الجبهة بتاريخ 30 أكتوبر 2019، الذي مثل قرارا مفصليا أعلن من خلاله الشعب الصحراوي القطيعة التامة مع مسار “أصبح يلفه الغموض بفعل تقاعس مجلس الأمن وتعنت دولة الاحتلال المغربية ورهانها المستمر على إدامة و«تشريع” واقع الاحتلال”.
وقد أدى هذا القرار الذي زكاه المؤتمر الخامس عشر للجبهة، وما تبعه من مواقف وخطوات عملية إلى استعادة الطرف الصحراوي زمام المبادرة، وهو ما انعكس لاحقا في المظاهرات الشعبية على طول التراب الصحراوي المحرر ثم قرار استئناف الكفاح المسلح يوم 13 نوفمبر 2020 الذي يشكل في الوقت الراهن الإطار العام للتعامل مع عملية السلام الأممية بمختلف أبعادها السياسية والميدانية.
وعن مجهودات المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، صرح الدبلوماسي الصحراوي أنه من الممكن أن “نرى بعض التحركات من طرفه قبل جلسة مجلس الأمن من خلال تعميق تواصله مع طرفي النزاع”، مذكرا - في الوقت نفسه - بالموقف الذي عبرت عنه دولة الاحتلال المغربية عقب زيارة المبعوث الشخصي لها في أبريل الماضي الذي يدل - كما قال - على أنها “لا تمتلك أي إرادة سياسية حقيقة للتقدم باتجاه الحل العادل والدائم”.
دور مجلـس الأمن الدولـي
من جانبها، أكدت ممثلة جبهة البوليساريو بإيطاليا، فاطمة محفوظ، أن تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية ممكنة بتطبيق القانون الدولي، والحل موجود وقابل للتنفيذ، لولا غياب الإرادة السياسية لدى بعض الأعضاء الدائمين داخل مجلس الأمن الأممي.
وقدمت الدبلوماسية الصحراوية عرضا مفصلا لطبيعة المشاريع التضامنية الإيطالية مع الشعب الصحراوي، خلال أمسية لجمع التبرعات نظمتها جمعية الطب والمساعدة مساء الأحد بمقرها بروما، بحضور عشرات الأطباء والعمال الصحيين وفعاليات المجتمع المدني بالمدينة حيث ستخصص واردات الحفلة لتمويل مشاريع الجمعية في مخيمات اللاجئين الصحراويين.
وعرجت محفوظ في حديثها على آخر تطورات القضية السياسية، مشيرة بالأساس إلى خطورة الأوضاع الدولية، ومساعي بعض القوى المعروفة للجميع لعرقلة أي حلول سلمية وقانونية للنزاعات القائمة، بل وسعيها لتأجيج النزاعات بمواقفها الداعمة للقوى المحتلة سواء في الصحراء الغربية أو في فلسطين.