رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام

الفساد تغـوّل بشكل يهدد الدولـة والمجتمع

قال محمد الغلوسي رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، إن الفساد في المغرب بنيوي، ومرتبط بغياب الديمقراطية، محذرا من كون مشروع القانون الجنائي يسعى لمنع المواطنين والجمعيات من التبليغ عن الفساد واختلاس المال العام.
وأضاف الغلوسي خلال ندوة نظمتها جمعيته لتسليط الضوء على دواعي الوقفة الاحتجاجية المزمع تنظيمها أمام البرلمان يوم السبت 21 سبتمبر، أن الفساد تغول بشكل بات يهدد الدولة والمجتمع، مبرزا أن هناك اليوم من يستفيد من واقع الفساد، ويسعى إلى عرقلة أي تقدم للبلاد.
وفي هذا الإطار، انتقد الغلوسي سعي وزير العدل عبد اللطيف وهبي إلى تمرير المادة الثالثة من مشروع قانون الاجراءات الجنائية والذي يمنع الأشخاص والجمعيات من وضع شكايات حول اختلاس وتبذير المال العام، بل ويمنع النيابة العامة بدورها من تحريك المتابعة إلا بناء على تقرير تتوصل به من المجلس الأعلى للحسابات أو وزارة الداخلية، أو غيرها من المؤسسات التي تنجز تقارير حول الفساد.
ونبه رئيس الجمعية في ذات الصدد إلى أن المجلس الأعلى للحسابات يتوفر على ملفات وقضايا فساد لم يحلها على القضاء، لأن المؤسسات خاضعة للتفاهمات والتوازنات، ومن جملة التقارير التي لم تصدر، تلك المتعلقة بجهة بني ملال خنيفرة ومراكش آسفي وهي الجهات التي يترأسها قياديون في حزب الأصالة والمعاصرة الذي ينتمي له وزير العدل.

لوبي الفساد راكم ثروة خيالية
ولفت المتحدث إلى أن لوبي الفساد تغول بعدما راكم ثروة خيالية، لمتاجرته في كل شيء، من الرضع إلى الشهادات الطبية والشهادات الجامعية، وما ملف إسكوبار الصحراء إلا جزء بسيط من حجم الفساد الذي ضرب المغرب، مضيفا أن اللوبي الذي تغول يتحرك للجم الجمعيات والنيابة العامة من التحرك في هذه القضايا.
وأبرز الغلوسي أن السعي للتضييق على الجمعيات، يأتي رغم أن الدستور يقر بأدوار المجتمع المدني وبالديمقراطية التشاركية، ورغم أن الاتفاقيات الدولية تؤكد على محورية دور الجمعيات في مكافحة الفساد، في وقت يتم فيه خلق ودعم جمعيات لتمييع الحقل المدني والحقوقي، والتضييق على الجمعيات الجادة ومنعها من وصول الإيداع، حتى يتسنى للمفسدين فعل ما يحلو لهم.

تشريعات لحماية اللّصوص
وانتقد الغلوسي السعي عبر القانون لحماية حفنة من المفسدين راكمت الثروة المشبوهة، وهي التي باتت اليوم تتحكم في الأحزاب وفي التزكيات، والتقارير المتعلقة بها لا تجد طريقها للقضاء.
وتستعد الجمعية المغربية لحماية المال العام، مدعومة بعدة نشطاء وهيئات، للاحتجاج أمام مبنى البرلمان بالرباط، يوم السبت 21 سبتمبر، تنديدا بتفشي الفساد، ورفضا للمقتضيات التراجعية في مشروع القانون الجنائي، والتي تسعى لحماية الفساد، وتكبيل أي تحرك للتبليغ عنه ومحاسبة الفاسدين.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19587

العدد 19587

السبت 05 أكتوير 2024
العدد 19586

العدد 19586

الخميس 03 أكتوير 2024
العدد 19585

العدد 19585

الأربعاء 02 أكتوير 2024
العدد 19584

العدد 19584

الثلاثاء 01 أكتوير 2024