فرض الاحتلال الصهيوني، خلال الأسبوعين الماضيين، مزيداً من التضييق على دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، فعلى الرغم من انخفاض عدد الشاحنات التي يبلغ الاحتلال الهلال الأحمر المصري بالسماح لها بالتحرك من مدينة رفح إلى المعبر، وباتت لا تتعدى الـ70 شاحنة يومياً، فإن الاحتلال يعيد عدداً منها يومياً، دون السماح لسائقيها بتفريغ الشحنة، أو المرور إلى القطاع.
من بين 70 شاحنة مساعدات أرسلها الهلال الأحمر المصري إلى معبر كرم ابو سالم، الخميس، سمحت قوات الاحتلال بدخول 12 شاحنة فقط.
وبحسب مصادر في الهلال الأحمر المصري، فإن سلطات الاحتلال تطلق حججاً واهية لمنع الشاحنات من دخول القطاع، مثل عدم انتظام عملية التعبئة في الشاحنات، ما يعيق تفتيشها.
ويضطر سائقو الشاحنات إلى العودة مرة أخرى إلى مدينة رفح وتفريغ حمولة الشاحنات في المخازن اللوجستية التي أقامتها السلطات المصرية في مدينة العريش، بعد انتظارهم لأكثر من 10 ساعات أمام بوابة معبر كرم أبو سالم.
يقول أحد السائقين، إن كميات كبيرة من المساعدات تتعرض للتلف خلال الرحلة من العريش إلى معبر كرم أبو سالم والانتظار أمام المعبر بالساعات في ظل ارتفاع درجة الحرارة والعودة مرة أخرى إلى العريش، لافتاً إلى أن انخفاض معدل دخول المساعدات أدّى إلى تكدّس أطنان من المساعدات في المخازن لأسابيع.
وبيّنَ المصدر أن حركة المساعدات توقفت الأربعاء الماضي، بسبب حادث الدهس بعد أن أعلن الاحتلال وقوع حادث دهس خلال مطاردة مهربين في المنطقة الحدودية، فيما سمحت قوات الاحتلال بدخول 60 شاحنة مساعدات، الثلاثاء، وأعادت 10 شاحنات محملة بمواد الإيواء والخيام والأدوية والمستلزمات الطبية.
أما الاثنين الماضي، فبحسب المصدر، سمحت قوّات الاحتلال بدخول 35 شاحنة فقط، فيما أعادت 35 أخرى، دون إبداء أسباب.
والأحد الماضي، سمحت قوات الاحتلال بتفريغ 10 شاحنات فقط من أصل 70 أرسلها الهلال الأحمر المصري إلى معبر كرم أبو سالم، تمهيداً لتفتيشها قبل دخولها إلى القطاع.
يغلق الاحتلال الصهيوني أبواب المعبر أمام شاحنات المساعدات يومي الجمعة والسبت من كل أسبوع بحجة العطلة الأسبوعية.
تلف أطنان من المساعدات
وقال مصدر أمني مصري مسؤول في معبر رفح إن حركة المساعدات إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم تراجعت بشكل كبير خلال الفترة الماضية، وإن الاحتلال لم يسمح بدخول سوى 210 شاحنات مساعدات إنسانية خلال الأسبوع الأول من شهر سبتمبر الجاري.ويرسل الهلال الأحمر المصري شاحنات المساعدات إلى معبر كرم أبو سالم، طبقاً للاتفاق الذي توصل إليه الرئيسان المصري والأمريكي، أواخر شهر ماي الماضي، بإرسال مساعدات إنسانية ووقود بشكل مؤقت من معبر كرم أبو سالم، لحين التوصل لآلية لإعادة فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
وتتكدس شاحنات المساعدات في مخازن مدينة العريش وفي الطريق بين مدينتي العريش ورفح وأمام معبر رفح.
وكانت مصادر في الهلال الأحمر المصري كشفت عن تلف أطنان من المساعدات بسبب طول فترة التخزين والعوامل الجوية، ومع بطء حركة نقل المساعدات إلى القطاع المحاصر، أعلن الهلال الأحمر المصري، أواخر جويلية الماضي، توقفه عن استقبال المساعدات من داخل البلاد وخارجها بسبب تكدسها في المخازن.