واصل شنّ الصهيوني عدوانه الدموي على غزة، مرتكبا العديد من المجازر في مختلف مدن وبلدات القطاع، موقعا مزيدا من الشهداء والجرحى.
في الضفة الغربية، سحب الاحتلال الغاشم قواته من مدينتي طولكرم وجنين، بعد اجتياح واسع استمر عشرة أيام، وخلف شهداء وجرحى ودماراً هائلاً في البنية التحتية.
يأتي ذلك في حين يُنتظر أن تفرج الولايات المتحدة عن وثيقة الاتفاق المقترح الذي سيحاول معالجة مسألة محور فيلادلفيا بوصفه العقدة الرئيسية.
واصل الاحتلال الصهيوني أمس قصف مناطق عدة في قطاع غزة مخلفا شهداء وجرحى لاسيما في رفح ومخيم النصيرات ومدينة غزة ضمن عدوانه المتواصل على القطاع لليوم الـ337.
وأفاد مراسلون باستشهاد فلسطينيين اثنين وإصابة آخرين في قصف للاحتلال على مخيم النصيرات، واستشهاد اثنين وإصابة 3 آخرين في تل الهوى جنوبي غرب مدينة غزة.
وأوضح المراسلون أن امرأة وطفلتها استشهدتا في قصف صهيوني استهدف منزلا في حي الصبرة بمدينة غزة، مؤكدا نسف جيش الاحتلال مباني سكنية غرب رفح جنوبي قطاع غزة.
جاء ذلك بعد أن استشهد 8 فلسطينيين مساء الخميس وفجر الجمعة في قصف شنته طائرات حربية صهيونية، استهدف منزلين بمدينة غزة.
وقال مصدر طبي في مستشفى المعمداني “وصلنا (جثث) 6 شهداء جراء استهداف طائرة صهيونية منزلاً يعود لعائلة راضي في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة”.
كما أفاد مسعفون بأن حريقا كبيرا اندلع في أحد المنازل بمحيط الكلية الجامعية جنوب غرب مدينة غزة، بينما أطلقت الزوارق الحربية الصهيونية عدة قذائف غرب المدينة.
وفي المحافظة الوسطى، كثفت المدفعية الصهيونية قصفها المدفعي في مناطق شرق مخيمي البريج والمغازي وشمال النصيرات، في حين نفّذ جيش الاحتلال عمليات تفجير منازل في محيط محور نتساريم جنوب مدينة غزة.
” العفو الدولية” تدعو للتحقيق
وفي ذات السياق، قالت منظمة “العفو الدولية “ “أمنيستي” إن القوات الصهيونية دمّرت أراض زراعية ومبان مدنية بشكل غير قانوني على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة، داعية إلى التحقيق في هذا التدمير ضمن “جرائم الحرب”.
ودعت المنظمة في بيان نشرته الخميس إلى “إجراء تحقيق بشأن الهجوم العسكري الصهيوني الرامي إلى توسيع ’المنطقة العازلة‘ على طول الحدود الشرقية لقطاع غزة المحتل بشكل كبير، باعتبارها تشكل جريمتي حرب، هما التدمير غير المبرر والعقاب الجماعي”.
وأوضحت أن الجيش الصهيوني دمرّ الأراضي الزراعية والمباني المدنية بشكل غير قانوني وسوّى أحياءً كاملة بالأرض، بكل ما فيها من منازل ومدارس ومساجد، مستخدمًا الجرافات والمتفجرات المزروعة يدويًا.
وقالت: “من خلال تحليل صور الأقمار الصناعية ومقاطع الفيديو التي نشرها العساكر الصهاينة على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الفترة بين أكتوبر 2023 وماي 2024، حدد مختبر أدلة الأزمات التابع لمنظمة العفو الدولية الأرض التي أُخلِيت مؤخرًا على طول الحدود الشرقية لغزة، والتي يتراوح عرضها على وجه التقريب بين كيلومتر و1,8 كيلومتر”.
وفي بعض مقاطع الفيديو، يظهر العساكر الصهاينة وهم يلتقطون الصور أو يحتفلون بالتدمير بينما تُهدم المباني في الخلفية، وفقا لبيان المنظمة.
وقالت إريكا جيفارا روساس، كبيرة مديري البحوث وأنشطة كسب التأييد والسياسات والحملات في منظمة العفو الدولية إن “حملة التدمير المستمرة بلا هوادة التي يشنّها الجيش الصهيوني في غزة ترقى إلى جريمة التدمير غير المبرّر”.
وأضافت: “أظهرت أبحاثنا مسحَ القوات الصهيونية المباني السكنية من الوجود وإرغام الآلاف من العائلات على الرحيل من منازلها وجعل الأراضي غير صالحة للسكن”.
وتابعت: “يظهر تحليلنا نمطًا مطردًا على طول الحدود الشرقية لغزة يتّسق مع التدمير الممنهج لمنطقة بأكملها، إذ إن الدمار الذي حلّ بهذه المنازل لم يكن نتيجة لقتال شرس، وإنما جراء تعمّد الجيش الصهيوني تدمير الأرض بالكامل بعد بسط سيطرته على المنطقة”.
وشدّدت على أنه “لا يجوز أن يكون إنشاء أي ’منطقة عازلة‘ بمثابة عقاب جماعي للمدنيين الفلسطينيين الذين كانوا يعيشون في هذه الأحياء”.
وفي 2 جويلية الماضي، أرسلت منظمة العفو الدولية أسئلة تتعلق بعمليات الهدم إلى السلطات الصهيونية ؛ إلا أنها لم تتلق أي رد، بحسب ما ورد في البيان.