تتواصل الغارات الصهيونية المكثفة على قطاع غزة وخاصة على حي الزيتون، والتي راح ضحيتها 16 شهيدا صباح أمس، كما قصفت قوات الاحتلال سوقا شعبية في محيط مدرسة تأوي نازحين بمخيم جباليا، ما تسبب في ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى.
في الضفة الغربية، يدخل الهجوم العسكري الصهيوني أسبوعه الثاني بمزيد من التصعيد، فقد فجّر جيش الاحتلال أمس منازل وسط مخيم جنين، وجرت اشتباكات بين القوات الصهيونية والمقاومين الفلسطينيين في طولكرم، كما قطع الاحتلال التيار الكهربائي عن مناطق عدة داخل مخيم طولكرم، واقتحم عدة مدن أخرى في الضفة.
في حين، تستمر التحركات الصهيونية التي تهدف للضغط على حكومة بنيامين نتنياهو لإبرام صفقة تبادل تعيد من بقي حيا من الأسرى الصهاينة بقطاع غزة.
في المقابل، حمّلت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- نتنياهو مسؤولية مقتل الأسرى، واتهمته بتعطيل صفقة التبادل لمصالح ضيقة.
شلال الدم يتدفّق في غزة
مازال شلال الدم الفلسطيني يتدفق بقوّة في قطاع غزة للشهر 11 على التوالي، حيث ارتقى أمس عدد كبير من الشهداء جراء القصف الصهيوني الذي استهدف جنوب ووسط القطاع.
وقد أعلن جهاز الدفاع المدني في قطاع غزة، استشهاد مدنيين أحدهما طفل وإصابة آخرين فجر أمس الثلاثاء، إثر قصف للاحتلال استهدف خيمة نازحين بالقرب من سجن أصداء القديم بخان يونس.
وسبق أن أعلنت وسائل إعلام فلسطينية، أن مصابين ومفقودين سقطوا في قصف مروحيات صهيونية على خيام معمل يأوي نازحين شمال غربي خان يونس.
ومساء الاثنين، استُشهد 5 فلسطينيين وأصيب آخرون، في قصف للاحتلال استهدف تجمعا للمواطنين أمام مدرسة تأوي نازحين بمخيم جباليا شمالي قطاع غزة.
وقال محمود بصل، متحدث جهاز الدفاع المدني بغزة، في بيان: “5 شهداء وجرحى بقصف صهيوني على مجموعة مواطنين أمام مدرسة الفاخورة في جباليا”.
وقال مصدر ميداني إن “القصف استهدف نقطة لبيع الخبز الجاهز شمالي القطاع”.
من جانب آخر، أصيب فلسطينيون في قصف للعدو استهدف منزلا لعائلة الأنقح في حي التفاح شرقي مدينة غزة.
ويتواصل القصف الصهيوني على مناطق مختلفة من قطاع غزة، ما يسفر عن ارتقاء شهداء تسجيل جرحى.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة في بيان: “ارتكب الجيش الصهيوني 3 مجازر جديدة ضد العائلات الفلسطينية في القطاع، راح ضحيتها 48 شهيدا و70 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، وذلك مع تواصل هجماته البرية والجوية والبحرية على مناطق متفرقة في القطاع”.
حصـار واعتداءات ودمـار بالضفـة
من ناحية ثانية، استشهد فلسطيني وأصيب والده برصاص الجيش الصهيوني في مخيم طولكرم، أمس الثلاثاء، وسط استمرار الهجوم العسكري في شمالي الضفة لليوم الثامن.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، إن طواقمها في المدينة “تتعامل مع شهيد عمره 17 عاما، ووالده إصابة بالبطن في مخيم طولكرم” وجرى نقلهما إلى مستشفى، دون تفاصيل إضافية.
وذكرت مصادر محلية فلسطينية، أن الشهيد محمد كنعان أصيب برصاص قناصة صهيوني في الرأس، فيما أصيب والده في بطنه.
والاثنين، عاود الجيش الصهيوني اقتحام طولكرم بعد عملية سابقة بدأت الأربعاء واستمرت نحو 48 ساعة وأسفرت عن استشهاد 4 فلسطينيين دمر خلالها العدو البنية التحتية في مخيم نور شمس، ضمن هجوم عسكري يعد الأوسع منذ عام 2002، شمل أيضا مدينة جنين ومخيمها، ومخيم الفارعة.
وذكرت فصائل فلسطينية بينها “كتائب القسام” (حركة حماس) و«سرايا القدس” (حركة الجهاد الإسلامي) و«كتائب شهداء الأقصى” (حركة فتح) في بيانات منفصلة، أن مقاتليها يتصدون لاقتحام الجيش الصهيوني في طولكرم في محاور قتال مختلفة، دون تفاصيل أكثر.
استمــرار العـدوان علـى جنـين
أما في جنين، فما زالت الهجمات مستمرة لليوم السابع على التوالي، حيث دفع الجيش الصهيوني بقوات مدرعة معززة بسلاح الجو إلى المدينة، ودهم أجزاء من مخيم جنين.
وقال سكان في مخيم جنين، إن الجيش الصهيوني يعمل على اقتحام منازلهم بعد تفجير مداخلها، والتحقيق مع السكان واعتقال الرجال والشباب.
وصرّح مسؤول محلي فلسطيني، الاثنين، بأن جيش الاحتلال حوّل جنين ومخيّمها إلى مدينة “منكوبة” جراء حجم الدمار الهائل الذي ألحقه بها هجومه العسكري المستمر للأسبوع الثاني على التوالي، لافتا إلى صعوبة “حصر الأضرار بشكل دقيق”.