أكد ممثل جبهة البوليساريو لدى سويسرا والأمم المتحدة والمنظمات الدولية بجنيف، أبي بشراي البشير، أن الشعب الصحراوي لن يقبل بما يسمى «خطة الحكم الذاتي» وفرض «الواقع الاستعماري» في الصحراء الغربية، والذي يتعارض مع القانون والشرعية الدولية، داعيا إلى «إشعال جذوة المقاومة السلمية» ضد المغرب داخل الجزء المحتل وخارجه لتسريع مسار الاستقلال.
في منشور على حسابه على «إكس» (تويتر سابقا)، بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية العربية الصحراوية إبراهيم غالي إلى تيمور الشرقية ولقاء نظيره التيموري جوزي راموس أورتا، أكد أبي بشراي البشير، أن «هذا اللقاء هو مناسبة هامة لتجديد التضامن بين الشعبين وحركات التحرير الوطنية في تيمور الشرقية والصحراء الغربية، وفرصة لتبادل وجهات النظر بين رفاق الدرب حول قضايا الاهتمام المشترك في ظل سياق دولي بالغ التعقيد».
ويرى الدبلوماسي الصحراوي، أن «هناك تداخلا كبيرا بين كفاح الشعبين التيموري والصحراوي وتضحياتهما الكبيرة»، إلا أن العديد من العوامل الجيوسياسية - يضيف - «عجلت بمسار الاستقلال في تيمور الشرقية ومازالت تؤجله في الصحراء الغربية، ومنها أن الدولة الاستعمارية (البرتغال) لعبت دورا محوريا للتكفير عن ذنبها وحمل لواء مناصرة ودعم القضية التيمورية دوليا»، فيما لعبت القوة الاستعمارية السابقة في الصحراء الغربية (إسبانيا) - يقول بشراي - «دورا في دعم الاحتلال المغربي بشكل واضح».
كما لفت الدبلوماسي ذاته إلى أن الاحتلال في تيمور الشرقية حاول الالتفاف على حق شعبها في تقرير المصير من خلال تقديم مقترح للحكم الذاتي لكنه لم يصمد أمام اشتداد جذوة الكفاح وضغط المجتمع الدولي، وهو تماما ما يقوم به الاحتلال المغربي منذ 2007، في الترويج لمقترح ما يسمى خطة «الحكم الذاتي» في الصحراء الغربية».
وشدّد في السياق، على أن محاولة المخزن فرض طرحه الأحادي في إقليم الصحراء الغربية لا تعدو أن تكون محاولة لفرض «الواقع الاستعماري» المرفوض جملة وتفصيلا من طرف الشعب الصحراوي والذي يتعارض مع القانون والشرعية الدولية.
وخلص السيد بشراي البشير، إلى أن الدرس الأهم الذي نستخلصه من تجربة تيمور الشرقية هو «نجاح فريتيلين في إحداث تناغم وتكامل كبير بين النضال الداخلي والخارجي والذي قاد إلى تسريع مسار التحرر»، ما يستوجب - بحسبه - «إشعال جذوة المقاومة السلمية تحت الاحتلال لإحداث الديناميكية والزخم والتناغم المطلوب بين الكفاح من داخل الجزء المحتل من الصحراء الغربية ومن خارجه لتسريع مسار الاستقلال».
هذا، وقد اختتم الرئيس الصحراوي إبراهيم غالي، الزيارة التي قادته إلى جمهورية تيمور الشرقية الديمقراطية، بدعوة من نظيره التيموري، السيد راموس هورتا.
وفي اليوم الأخير من الزيارة، حضر غالي، مع عدد كبير من ضيوف الشعب التيموري، يتقدمهم الأمين العام للأمم المتحدة، الاحتفال الرسمي الختامي بالذكرى الخامسة والعشرين لتنظيم استفتاء تقرير المصير، الذي أفضى في 30 أوت 1999 إلى استقلال تيمور الشرقية.