تشنّ قوات الاحتلال الصهيوني لليوم الخامس هجومها العسكري الدموي على الضفة الغربية، وسط اشتباكات عنيفة في جنين يخوضها مقاومو كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى، في حين استشهد العشرات بغارات متفرقة على القطاع، منهم 19 في قصف استهدف مخيم النصيرات.
يواصل جيش الاحتلال إبادته الجماعية في قطاع غزة، عبر عدوانه المستمر منذ 331 يوما، استخدم فيها كميات مهولة من الأسلحة لارتكاب مجازر وحشية.
وتكشفت بعد انسحابات القوات الصهيونية من بعض المناطق، فظائع وأحجام دمار هائلة لمنازل الفلسطينيين، الذين بلغت حصيلة شهدائهم حتى يوم أمس 40691 شهيد، إضافة إلى 94060 مصابا.
استشهاد 89 في غزة و26 في جنين
أفادت مصادر طبية فلسطينية، أمس السبت، بأن 89 شخصا استشهدوا خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية في قطاع غزة، و26 آخرين في الضفة الغربية.
وقالت المصادر الطبية في غزة إن عدد الشهداء الفلسطينيين جراء العدوان العسكري الصهيوني، منذ 7 أكتوبر الماضي، ارتفع إلى 40691، بعد مقتل 89 في مناطق مختلفة من القطاع في الساعات الأربع والعشرين المضية.
وأضافت المصادر أن عدد الإصابات خلال الوقت ذاته بلغ 205 إصابات، ما يرفع إجمالي عدد الجرحى في قطاع غزة منذ بدء الهجوم العسكري الصهيوني البري والبحري والجوي على قطاع غزة إلى 94060 جريحا، مع الإشارة إلى أن غالبية القتلى والجرحى هم من الأطفال والنساء.
وفي الضفة الغربية المحتلة، قالت هيئة البث الصهيونية، نقلا عن الجيش، أن 26 فلسطينيا استشهدوا واعتقل نحو 30 آخرين، وذلك خلال الهجوم العسكري الذي تنفذه القوات الصهيونية في مدينة جنين ومخيمها.
مدنيون يستخدمون دروعا بشرية
وأكد مصدر في الإسعاف الفلسطيني ورود نداءات من داخل المخيم بوجود شهداء وجرحى داخل مخيم جنين وفي مناطق الاشتباك يصعب عليهم الوصول إليهم.
ونقل مراسلون عن شهود عيان قولهم إن الجيش الصهيوني اقتحم، أمس السبت، حي الدمج في مخيم جنين واتخذ من السكان دروعا بشرية له.
وأضافوا أن عساكر العدو يعمدون إلى الاختفاء خلف هؤلاء المواطنين في مداهمة منازل مخيم جنين.
وأكدت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” استخدام الجيش الصهيوني عددا من الفلسطينيين دروعا بشرية بحي الدمج في مخيم جنين.
ومنذ ساعات الفجر، شهد حي الدمج حصارا كاملا وتدميرا للشوارع والبنية التحتية، إضافة لإطلاق نار كثيف على كل ما يتحرك فيه.
مجـازر بالقطــاع
ومثل الأيام السابقة، عاش سكان القطاع أمس، يوما دمويا جديدا ارتقى خلاله 48 شهيدا، بينهم 19 استشهدوا في مخيم النصيرات وسط القطاع.
وحسب الأنباء، فقد ارتقى عشرات الفلسطينيين وأصيب عشرات آخرون، أمس، في سلسلة غارات للاحتلال استهدفت منازل في مناطق متفرقة بقطاع غزة.
وأفادت مصادر طبية، باستشهاد 4 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارتين صهيونيتين استهدفتا منزلين جنوبي مدينة غزة وفي بلدة جباليا شمال القطاع.
وقال شهود عيان، إن مدفعية الجيش الصهيوني قصفت جنوبي حي الزيتون بوابل من القذائف فيما أطلقت مروحيات نيران الأسلحة الرشاشة بشكل مكثف تجاه الحي.
وأضاف الشهود أن طائرات مسيرة استهدفت بناية سكنية في حي الزيتون جنوب شرق غزة.
ووسط القطاع، شهد مخيم النصيرات ليلة دامية قتل فيها 19 فلسطينيا في غارات استهدفت عدة منازل.
وقال مستشفى العودة بالنصيرات، في بيان، إن “9 شهداء و10 إصابات منها حالات خطيرة وصلت المستشفى جراء استهداف منزل لعائلة أبو يوسف غرب المخيم”.
وأضاف المستشفى، أن “4 شهداء وعددا من الإصابات وصلوا جراء استهداف منزل بمخيم 1 في النصيرات”.
ونقل مراسلون عن شهود عيان، أن “المنزل المستهدف في مخيم 1 يعود لعائلة حمد”.
كما أفادت مصادر طبية بارتقاء 4 فلسطينيين جراء قصف طائرات صهيونية منزلا لعائلة “زقوت” في منطقة الحساينة غربي مخيم النصيرات.
وشهدت المحافظة الوسطى قصفا مدفعيا عنيفا ومكثفا استهدف مناطق شرقي مدينة دير البلح (وسط) وجنوبي مخيم المغازي وشمالي مخيم النصيرات، وفق مصادر محلية.
وفي مدينة خان يونس جنوبي غزة، قال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني، في بيان، إنّ “4 شهداء وعددا من الإصابات وصلوا المشافي جراء استهداف منزل يعود لعائلة العصار جنوبي المدينة”.
وأضاف الجهاز، في بيان آخر، أن طواقمه انتشلت 5 شهداء من عائلة “أبو بكر” و15 إصابة جراء استهداف طائرات صهيونية منزلا في منطقة جورت اللوت بخان يونس.
وكان جيش الاحتلال، قد انسحب الجمعة، من معظم مناطق وسط وشرق خان يونس، مخلّفاً وراءه دماراً هائلاً. وأفاد مراسلون عن انتشال جثامين عدد من الشهداء من المنطقة بعد انسحاب الاحتلال منها.
الضفـة تقاوم العـدوان
في الأثناء، واصلت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس السبت، عدوانها على مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية المحتلة.
وذكرت الأنباء، بأن قوات الاحتلال ما زالت تفرض حصارا مشددا على مدينة جنين ومخيمها بعد أن دفعت بمزيد من التعزيزات العسكرية، في الوقت الذي انتشر فيه قناصتها على أسطح المنازل واستمر التيار الكهربائي في الانقطاع عن أجزاء واسعة من المخيم.
كما فرضت القوات الصهيونية حظرا للتجول في المخيم ونكّلت بالفلسطينيين، بعد أن احتجزت عددا من الشبان والأطفال، فيما أجبرت عائلات على مغادرة منازلها وقامت بتحوليها لثكنات عسكرية.
وشهد الحي الشرقي في مدينة جنين بدوره تدميرا كبيرا، أدى لتغيير معالمه، بعد تجريف الاحتلال الشوارع والبنية التحتية وأجزاء من المنازل.
وتعاني مناطق واسعة من مدينة جنين ومخيمها من انقطاع للمياه، بسبب تدمير الاحتلال خطوط المياه الرئيسية، إضافة لانقطاع التيار الكهربائي عن عدة أحياء بالمخيم بسبب إطلاق النار على مولدات الكهرباء الرئيسية.
ومنذ فجر الأربعاء الماضي، صعد الكيان الصهيوني عدوانه على عدة مناطق بالضفة الغربية المحتلة، مستهدفا بالخصوص، جنين وطوباس وطولكرم ما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات وتدمير كبير في البنى التحتية.
اعتقال 70 فلسطينيا منذ الأربعاء
هذا، وأعلنت وزارة الصحة، أمس السبت، استشهاد المواطنين محمد إحسان ياقين مرقة وزهدي نضال أبو عفيفة، برصاص قوات الاحتلال شمال الخليل.
وأفادت الوزارة، في بيان مقتضب، بأنها تبلغت من الهيئة العامة للشؤون المدنية باستشهاد المواطنين مرقة وأبو عفيفة، وأن الاحتلال احتجز جثمانيهما.
وباستشهاد المواطنين مرقة وأبو عفيفة، ترتفع حصيلة الشهداء في الضفة الغربية منذ السابع من أكتوبر الماضي إلى 675 شهيدا.
كما اعتقل جيش الاحتلال 70 فلسطينيا خلال هجومه على شمال الضفة الغربية المحتلة.