انسحب جيش الاحتلال الصهيوني، أمس الجمعة، من مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بعد هجوم عسكري استمر 22 يوماً، مخلفاً دماراً واسعاً وجثامين في الطرقات وتحت أنقاض المنازل. ونفس الدمار خلّفه توغله في شرق دير البلح.
أفادت الأنباء أمس، بأنّ قوات الاحتلال تراجعت من المناطق التي كانت تتوغل فيها إلى الأطراف الشرقية للمدينة بعد هجوم عسكري واسع أطلقته قبل ثلاثة أسابيع. وذكرت الانباء أنّ مواطنين تمكنوا من انتشال جثامين عشرة فلسطينيين قتلهم جيش الاحتلال خلال هجومه الدموي. ووصلت الطواقم الطبية والدفاع المدني إلى المناطق التي انسحب منها الجيش للبحث عن ضحايا تحت الأنقاض وفي الشوارع.
ووفق شهود عيان، فإنّ انسحاب قوات الاحتلال الصهيوني من خان يونس كشف عن دمار هائل في مئات المباني السكنية والمنازل وبالطرقات والبنية التحتية جراء القصف وأعمال التجريف. وذكر الشهود أنّ جثامين عدد من الشهداء الذين انتُشلوا وجدت متحللة جزئياً وأخرى نهشت الكلاب والقطط أجزاء منها.
وكان جيش الاحتلال قد أعلن، في 9 أوت، بدء “عملية عسكرية هجومية” في خان يونس، التي سبق أن دخلها مرات عدة منذ بداية الحرب. وفي 8 أوت، أمر جيش الاحتلال أهالي غالبية أحياء المدينة ومركزها بإخلائها قسراً، تمهيداً لشنّ هجوم عليها بزعم إطلاق حركة حماس صواريخ منها.
وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية، كثف الجيش من غارته الجوية والمدفعية وإطلاق نيران رشاشاته الثقيلة التي استهدفت منازل الفلسطينيين وخيام النازحين في خان يونس ومناطق أخرى من قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرى غالبيتهم أطفال ونساء نازحون.
وكانت قوات الاحتلال قد تراجعت، يوم السبت الماضي، من منطقة مدينة حمد السكنية غربي مدينة خان يونس، بعد أيام من عملية عسكرية برية وجوية واسعة استهدفت المنطقة، وأدت إلى تدمير كبير في بنيتها التحتية، وتفجير معظم أبراجها السكنية. وقال شهود عيان في حينه، إنّ قوات الاحتلال المتوغلة في المكان تراجعت، وعاد مواطنون إليها، فيما انتشلت طواقم إسعافية جثامين شهداء من المنطقة ارتقوا خلال الهجوم البري، ولم يكن ممكناً انتشالهم قبل انسحاب قوات الاحتلال.
في الأثناء، أظهرت مقاطع مصورة دمارا كبيرا في الأحياء السكنية والبنية التحتية في المناطق الشرقية لدير البلح إثر انسحاب الجيش الصهيوني من المنطقة.
وبعد توغله في المنطقة طوال أيام، دمر جيش الاحتلال حي القسطل والأبراج السكنية والمنازل والبنية التحتية.
وعلى مدى أيام، نفذت قوات الاحتلال قصفا مكثفا على الأحياء الشرقية لدير البلح، وقامت بتهجير عشرات الآلاف من السكان باتجاه وسط المدينة التي باتت تأوي نحو مليون شخص، بحسب السلطات المحلية.
ووفقا لبلدية دير البلح، تسببت عمليات التهجير الصهيونية في نزوح نحو 250 ألف شخص وتوقف 25 مركز إيواء عن العمل.
وتصدّت المقاومة الفلسطينية للقوات المتوغلة شرقي المدينة وكبدتها قتلى وجرحى في الأيام القليلة الماضية.